23 ديسمبر، 2024 4:00 م

يمه اني رايح ..نكتة اعتدنا على سماعها مذ كنا صغارا عن ذلك الفتى الذي يطرق باب بيته وتساله والدته من انت ؟ ويجيبها يمه اني رايح , فتقول له يمه الله وياك , ثم يعيدها مرة اخرى واخرى يمه اني رايح وتجيبه ذات الجواب . يفترض بتلك القصه ان تكون مضحكه لان الفتى اسمه رايح ويود الدخول الى بيته بينما تفهم والدته انه يود الذهاب فتودعه . عندما امشي في شوارع بغداد وانظر الى صور الشهداء من ابناء هذا الوطن المعلقة في تقاطعات الشوارع وعلى جدران الحواجز الكونكريتيه التي تحمي الدوائر الحكوميه وتقسم المناطق السكنيه , اتساءل ماذا سيتبقى للعراق ولماذا يلفظهم هذا الوطن الواحد بعد الاخر و لماذا يرفض بقاءهم فيه وداخل حدوده  ويتظاهردائما بانه لايريدهم  فمنهم من قضى نحبه ومنهم من هاجر عنه , ومن بقي منهم يتظاهر بانه لا ينتمي لاي من الصنفين  وبانه كائن كباقي الكائنات الحية الاخرى يتمتع بحق الحياة والحلم والطموحات بعيدة المدى والعيشة السوية , واتذكر تلك القصه من الطفولة مرة اخرى فكأن كل ابناء ذلك الوطن اسمهم رايح وكأن كلهم يود الدخول والبقاء في ذلك الوطن والاستقرار فيه الا ان الفرق هذه المرة هو ان القصة ليست مضحكه وان  الام هي العراق  وهي تعرف جيدا اسماء ابناءها ومعانيها المختلفه بل وتعرف كل قصصهم واحزانهم وافراحهم و تعرف ان كلهم يود البقاء معها ويطرقون باب منزلها مرارا وتكرارا لكنها في كل مرة تجيبهم نفس الجواب ..يمه الله وياك ..وابناءها في كل مرة يتساءلون لماذا هي مصرة.على توديعهم