22 ديسمبر، 2024 11:06 م

يكفي تبريرات والصور تفضح ولاتنفع النظارات السوداء

يكفي تبريرات والصور تفضح ولاتنفع النظارات السوداء

العلاقات الكردية الإسرائيلية.. جدل مستمر بشأن طبيعتها

رفع العلم الإسرائيلي في أربيل والمدن الكردية عومل باعتباره تصرفا طائشا

بين من يصورها على أنها دعاية لتشويه “حركة التحرر الكردية” ومن يتحدث عن أدلة ووثائق تثبت ذلك يستمر الجدل بشأن طبيعة العلاقات بين إقليم كردستان وإسرائيل، خاصة بعد موقفها المؤيد لاستفتاء الإقليم للانفصال عن العراق في 25 سبتمبر/أيلول الماضي.

ويعتبر إعلاميون وأكاديميون أكراد الحديث عن علاقات خاصة بين الطرفين مجرد “دعاية سوداء” لتحريض العرب والمسلمين على إقليم كردستان عبر تصويره بأنه “إسرائيل ثانية” تريد تمزيق العالم العربي.

ويصف الكاتب محمد زنكنة بعض الدعوات بـ”المثيرة للسخرية” لأنها تصدر من عواصم تقيم علاقات رسمية أو شبه رسمية مع تل أبيب كما هو حال مصر وتركيا ومعظم الدول العربية.

ويضيف للجزيرة نت أن عددا من المسؤولين العراقيين متورطون بعلاقات مع جهات إسرائيلية سياسية واقتصادية، لكن لا يتم الحديث عنها، في حين يتم تصوير الأكراد حلفاء لإسرائيل، وهذا “لا يمت للواقع بصلة”.

ويمضي زنكنة قائلا إن السياسة الخارجية للإقليم تمر عبر بغداد، والعراق لا يمتلك علاقات رسمية بتل أبيب، “فكيف يتهم الأكراد بذلك؟”.

ورغم أن أربيل ومدنا كردية أخرى شهدت مظاهرات رفع فيها العلم الإسرائيلي فإن الكثيرين يقللون من شأن هذه التصرفات، ويعتبرونها “فردية وطائشة”، أو موجهة لإحراج بعض القيادات الكردية الرسمية.

وتقول جهات مقربة من الحزب الديمقراطي الكردستاني إن الذين رفعوا هذه الأعلام تم احتجازهم ومحاسبتهم ثم أفرج عنهم، وصدر قرار بمنع رفع الأعلام الإسرائيلية في أي مكان بالإقليم، وفقا لهذه المصادر.

ويرى عبد الحكيم خسرو أستاذ العلوم السياسية في جامعة صلاح الدين والمستشار السابق لرئاسة الإقليم أن الخطاب الإسرائيلي تجاه القضية الكردية هو سلاح تستخدمه تل أبيب للرد على اتهامات تركيا وإيران ودول أخرى لها بانتهاك حقوق الفلسطينيين كنوع من الرد المماثل لتبرئة الذات.

ويضيف للجزيرة نت أن هناك وفودا إسرائيلية زارت الإقليم، لكنها لم تكن رسمية وإنما تحت غطاء دولي، كما أن الشركات العاملة في الإقليم تعمل وفق القوانين العراقية، ولا توجد شركة إسرائيلية واحدة مسجلة في أي مدينة كردية.

وبشأن التقارير التي تتحدث عن وصول نفط الإقليم إلى إسرائيل يشير خسرو إلى أن النفط وصل عن طريق شركات وقعت عقودا رسمية مع الحكومة، وتسويقه يخضع لسياساتها ولا يحق للإقليم التدخل فيها كما حدث مع شحنات نفط عراقية أعلن عن وصولها إلى إسرائيل عبر شركات وسيطة.

وأشارت تقارير عربية ودولية في وقت سابق إلى وجود تعاون اقتصادي بين حكومة الإقليم وشركات إسرائيلية، كما كشفت عن ذلك عدة صحف تحدثت عن نشاطات لشركات إسرائيلية لديها استثمارات في مجال الإعمار والاتصالات والاستشارات الأمنية والطاقة داخل مدن كردية.

وذكرت صحيفة معاريف الإسرائيلية يوم 19 نوفمبر/تشرين الثاني 2014 أن هذه الشركات يديرها جنرالات احتياط في الجيش والاستخبارات الإسرائيلية، في مقدمتهم الجنرال داني ياتوم الرئيس الأسبق لجهاز الموساد.

وقد توجت هذه التحركات بافتتاح مجلة تدعى “إسرائيل-كورد” عام 2008 تطالب رسميا بإقامة علاقات طبيعية مع تل أبيب، لكنها توقفت عن الصدور عقب اختفاء صاحبها في ظروف غامضة عام 2012.

ومنذ سنوات برز الدور الإسرائيلي في تبني بعض الأزمات المرتبطة بالقضية الكردية، وكان في مقدمة ذلك الحملة التي قادتها الوكالة الإسرائيلية غير الحكومية “إيسرايد”، واللجنة اليهودية الأميركية للدعوة إلى “وقف إبادة الإيزيديين”، ثم توجت بزيارة الناشطة الإيزيدية ناديا مراد إلى تل أبيب ومشاركتها في مؤتمر بالكنيست في يوليو/تموز من العام الحالي.

ورغم أن البعض يعتبر هذا التبني بمثابة تمهيد لـ”هولوكوست” جديد خاص بالإيزيديين اعتمادا على “التجربة اليهودية” في ذلك فإن المستشار الإعلامي لرئيس إقليم كردستان العراق كفاح محمود كريم يقلل من شأن هذه التحركات، معتبرا الدفاع عن حقوق الإيزيديين قضية إنسانية عالمية تحظى بالتعاطف في عدة دول، من بينها إسرائيل.

ويعتبر كريم أن ما قامت به مراد لا علاقة لحكومة الإقليم به، وهي تقيم أصلا في ألمانيا، مضيفا أن خلاف الأكراد ليس مع الشعب الإسرائيلي وإنما مع “الحركة الصهيونية” وتجاوزها لحقوق الإنسان والقانون الدولي.

ولا توجد إحصاءات دقيقة بشأن أعداد اليهود الذين يقيمون في إقليم كردستان، إلا أن جهات شبه رسمية تقدرهم بالعشرات، وهم يحتفظون بممثلية في وزارة الأوقاف هناك، لكنهم لا يمتلكون ممثلا في برلمان الإقليم الذي يبلغ عدد أعضائه 111 نائبا.

ويعتبر كريم الحديث عن أي دور لهؤلاء في التشجيع على التطبيع “مجرد أوهام”، فهم “جزء من نسيج المجتمع الكردي” وبعضهم يزور مسقط رأسه كل فترة في الإقليم دون ممارسة أي دور سياسي.

الجزيرة نت اتصلت بناشطين أكراد كانت لهم مواقف سابقة داعمة للتطبيع، لكنهم رفضوا الإدلاء بأي تصريح ، في ما يبدو أنها موجة من الإحباط تسود الشارع الكردي تجاه ما يعتبرونه خذلانا عالميا لهم.

وقال ناشط -رفض ذكر اسمه- إن موقف الحكومة الإسرائيلية من استفتاء الإقليم كان يشبه التوريط، وسيدفعهم إلى إعادة النظر بكل مواقفهم السابقة تجاه الموضوع، لأنها كانت مجرد “تجارة بالأكراد وقضيتهم”.

وأضاف أن وسائل الإعلام الإسرائيلية كانت تركز على قواسم مشتركة بين “نضالي” الشعبين الكردي والإسرائيلي والاستهداف الذي يتعرضان له في المنطقة، لكنها لم تقدم أي مساعدة للإقليم في أزمته الأخيرة، مما سبب لهم بصفتهم دعاة للتطبيع حرجا شعبيا كبيرا، على حد قوله.

ويقول البعض إن الأحداث التي أعقبت الاستفتاء الأخير، وفقدان الأكراد مساحات شاسعة من الأراضي التي كانوا يسيطرون عليها دون مساندة من أي جهة دولية أسهما في تغير المزاج الشعبي وفقدان الثقة في الأطراف التي كانت تقدم نفسها كـ”أصدقاء للشعب الكردي

ورغم موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والذي أعلن فيه تأييده الضمني ولادة دولة كردية لكن كثيرا من الأكراد يعتبرونه موقفا أضر بالقضية الكردية ولم يفدها بشيء.

ويشير الكاتب سامان نوح إلى أن الذين يطالبون بإقامة علاقات رسمية مع تل أبيب لا يشكلون سوى أقلية في الشارع الكردي، وهم تحديدا “نشطاء علمانيون يرون أنه يمكن الاستفادة من النفوذ الذي يتمتع به اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة لصالح إقامة دولة كردية”.

لكن تجربة الحركة القومية الكردية مع إسرائيل عام 1975 كانت فاشلة وأضرت بالقضية الكردية كما يقول نوح، وهو ما دعا “العقلاء” للتحذير من الاندفاع تجاه علاقات من هذا النوع، خاصة أن سجل إسرائيل في انتهاك حقوق الإنسان لا يشجع على ذلك.

كما أن قيام إسرائيل في محيط عربي وإسلامي يرفض وجودها والتعامل معها لن يساعد في الحصول على حقوق الشعب الكردي، فضلا عن أن الحكومة الإسرائيلية التي أعلنت تأييدها الاستفتاء سرعان ما لاذت بالصمت بعد الأزمة الأخيرة ولم تقدم له أي دعم، فكيف يمكن الوثوق بمثل هذه الدعوات؟ يضيف الكاتب.

ورغم وجود جمعيات في الإقليم تدعو للتطبيع مع تل أبيب فإنها ما زالت معزولة ولا تتمتع بشعبية كبيرة كما يؤكد نوح، فمعظم الأكراد لديهم موقف سلبي من السياسة الإسرائيلية “رغم ما يشاع إعلاميا عن وجود علاقات متينة بين الطرفين”.

 

أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو دعم تل أبيب لقيام دولة كردية، في الوقت الذي يستعد إقليم كردستان العراق لإجراء استفتاء على الاستقلال رغم رفض الحكومة في بغداد.

وقال نتنياهو في تصريحات أرسلها مكتبه إلى المراسلين الأجانب إن إسرائيل “تؤيد جهود الشعب الكردي المشروعة لقيام دولته”، لكنه أكد في الوقت ذاته أن تل أبيب “تعتبر حزب العمال الكردستاني تنظيما إرهابيا”.

ووفقا لما نشرته وكالة رويترز، فإن إسرائيل تقيم روابط سرية مع الأكراد في مجال المخابرات والأعمال والمجال العسكري منذ ستينيات القرن الماضي.

وتأتي تصريحات نتنياهو الجديدة تأكيدا لتصريحات عبر فيها عام 2014 عن دعمه “لتطلعات الأكراد إلى الاستقلال” وقال إنهم يستحقون “الاستقلال السياسي”.

وفي سياق متصل، نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن الجنرال الإسرائيلي يائير غولان النائب السابق لرئيس هيئة أركان الجيش قوله إنه لا يصنف حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية، وإنه حين ينظر إلى حالة عدم الاستقرار التي تشهدها المنطقة فإن وجود كيان كردي مستقر يصبح مسألة ليست سيئة.

وأضافت الصحيفة أن كلام غولان جاء خلال مؤتمر لمعهد واشنطن عقد مؤخرا، ومن المتوقع أن يثير كلامه غضب تركيا التي تعتبر حزب العمال إرهابيا وتشن عليه حربا منذ عقود.

من جهته، أشار المستشرق الإسرائيلي يارون فريدمان في مقاله بالصحيفة ذاتها إلى أن إسرائيل لديها مصلحة في تجديد العلاقات التي كانت لديها مع الأكراد منذ سنوات سبعينيات القرن الماضي حين دربت قوات البشمركة ضد جيش العراق.

كما تسعى إسرائيل للحصول على النفط من الأكراد، مع العلم أن الدعم الإسرائيلي للأكراد قد يعتبر خطوة مناظرة للدعم الذي تقدمه تركيا لحركة المقاومة الإسلامية (حماس).

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن لدى تل أبيب “تعاطفا كبيرا” مع تطلعات الأكراد، وطالب العالم بضرورة الاهتمام بأمنهم ومستقبلهم.

وكشف نتنياهو خلال كلمة له في ذكرى اغتيال وزير السياحة رحبعام زئيفي اليميني المتطرف في القدس عام 2001، أن زئيفي توجه إلى كردستان العراق في مهمة سرية في ستينيات القرن الماضي، وأشرف على إقامة مستشفى ميداني أعده الجيش الإسرائيلي.

وقال نتنياهو إن زئيفي “لمس تأييدا صادقا لإسرائيل لا يزال قائما حتى يومنا هذا” مشيرا إلى أن “الأكراد يظهرون نضجا وطنيا ودوليا”. وأضاف “لدينا تعاطف كبير تجاه رغباتهم وينبغي على العالم أن يبدي اهتماما بأمنهم ومستقبلهم”. وكان نتنياهو أعلن في سبتمبر/أيلول الماضي تأييده “جهود الشعب الكردي للحصول على دولة”.

وفي سياق متصل، قال مسؤولون إسرائيليون إن نتنياهو يعمل على حشد دعم القوى العالمية لمنع تعرض أكراد العراق لمزيد من الانتكاسات مع فقدانهم أراضي أمام الجيش العراقي. وذكروا أيضا أن نتنياهو أثار المسألة في مكالمة هاتفية مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وفي اتصال آخر مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأسبوع الماضي.

كما أشار المسؤولون الإسرائيليون إلى أن موضوع الأكراد أثير في اتصالات مع فرنسا، وأن مستشار الأمن القومي الإسرائيلي مئير بن شبات تطرق إليه في حديثه مع مسؤولين بالإدارة الأميركية في واشنطن هذا الأسبوع. وقد كشف مسؤول بحكومة نتنياهو -رفض الكشف عن هويته- أن لإسرائيل مصالح أمنية في كردستان العراق نظرا لقرب الإقليم من طهران ودمشق.

وأيدت إسرائيل علنا انفصال إقليم كردستان، بعدما حافظت على علاقات سرية مع الأكراد في المجالات العسكرية والمخابراتية والتجارية منذ الستينيات.

وتأتي هذه التصريحات الإسرائيلية بعد استعادة الجيش العراقي السيطرة على منطقة كركوك الغنية بالنفط ردا على إجراء الاستفتاء على انفصال الأكراد بإقليمهم يوم 25 سبتمبر/أيلول الماضي رغم رفض بغداد له واعتباره غير قانوني.

قال خبير عسكري إسرائيلي إن “تعرض مبنى يستخدمه عملاء الموساد في ضواحي مدينة أربيل بمحافظة كردستان شمال العراق لهجوم صاروخي قبل أيام من عناصر موالية لإيران، يكشف أن الإيرانيين مقتنعون بعودة إسرائيل للعمل عن كثب مع الأكراد في شمال العراق وسوريا، وتقوم بعمليات استخباراتية وهجومية ضد إيران وحلفائها في جميع أنحائهما”.

وأضاف نير دفوري في تقريره على القناة 12، ترجمته “عربي21″، أن “بعض الهجمات المنسوبة لإسرائيل في العراق نفّذها الأكراد بشكل عام، وأن مجموعة من وحدات النخبة في إسرائيل عادت قبل سنوات قليلة من حملة تدريبية في المنطقة الكردية، رغم أن إسرائيل على مدى عقود هي الوحيدة التي قدمت الدعم والتدريب للأكراد في العراق”.

وأكد أن “الاعتبارات الإسرائيلية تتركز في مجموعة من العوامل التاريخية والاستراتيجية، ومعظمها حساس للغاية تمنع الرقابة الإسرائيلية نشرها، ويكفي تذكر العلاقات السرية التي ربطتهما في العراق بين 1975-1965، ولذلك فهي طويلة وعميقة واستراتيجية، وأقوى من علاقات الأكراد بالولايات المتحدة والدول الأوروبية”.

الوجود الإسرائيلي

وأشار إلى أن “الوجود الإسرائيلي في كردستان ليس جديدا، فقد دعمت سرا انتفاضة كردية ضد العراق كجزء من استراتيجيتها الجيوسياسية في الشرق الأوسط لإقامة تحالفات مع غير العرب، وانخرط الأكراد في حرب غير متكافئة ضد القوات العراقية، واستفادوا من المساعدات الإسرائيلية، ومن أجل التدريب، زودتهم إسرائيل بقنوات للغرب وواشنطن، والدول والهيئات غير العربية في الشرق الأوسط، مثل تركيا وإيران قبل الثورة”.

وأوضح أن “الأكراد دافعوا عن اليهود الذين بقوا في العراق، وساعدوهم بالهجرة لإسرائيل، التي سعت للخروج من العزلة الجهوية، وفقاً لنظرية ديفيد بن غوريون عبر تشكيل تحالف مع كيان قومي، بهدف إضعاف العراق، ومنعه من المشاركة في الحرب ضد إسرائيل، واليوم تتركز الأهداف الرئيسية بمحاربة العناصر الإسلامية المتطرفة مثل داعش، وتحييد إيران وتوسعها نحو سوريا”.

image.png

يُفسر الأكاديمي الكردي، كامران منتك، أستاذ التأريخ السياسي المعاصر وفلسفة العلاقات الدولية، هذا الفعل المتبادل، بأن “الشعب الإسرئيلى شعب أصيل في المنطقة وله تاريخ عمره آلاف السنين، والديانة اليهودية ديانة سماوية عالمية”.

ويضيف لرصيف22 أن هناك تعاطفًا عامًا عند القوميين الأكراد تجاه إسرائيل، و”سبب هذا التعاطف هو مشاركتهم في المعاناة والاضطهاد التي عانوها بيد العرب الشوفينيين” بحسب الرواية الإسرائيلية.

في دراسة نشرتها الباحثة الإسرائيلية المتخصصة في الشأن الكردي أوفرا بنغيو، وهي رئيسة برنامج الدراسات الكردية في مركز موشيه دايان في جامعة تل أبيب، عددت مظاهر هذا “التشابه”، وخلُصت إلى أن كليهما “شعب” قليل العدد نسبيًا (15 مليون يهودي و30 مليون كردي)، “يعانون الاضطهاد والحروب، كلاهما يقود صراعات الحياة والموت للحفاظ على هويتيهما الفريدة، وكلاهما تم نزع الشرعية عنه وحرمانه من الحق في دولة خاصة به”.

وتكمل: “كلاهما مختلفان عرقيًا عن الجيران العرب والفرس والأتراك، الذين يمثلون الأغلبية في الشرق الأوسط”. وتزعم الباحثة أن “الأبحاث الحديثة أظهرت أن الروابط الجينية بين اليهود والأكراد أكثر وضوحًا من تلك الموجودة بين اليهود والعرب”.

وتورد الباحثة أسطورة عبرانية عن أصول الأكراد، مفادها أن الملك سليمان (النبي سليمان لدى المسلمين) طلب من “الجن” المسخرين له السفر إلى أوروبا وإحضار خمسمائة امرأة جميلة. وعندما عاد الجن بالغنيمة، علموا أن الملك قد مات، فقرروا الاحتفاظ بالجميلات لأنفسهم وتزوجوا منهن وأنجبوا الأمة الكردية.

مع ذلك، لا تتأسس حالة التعاطف المتبادل بين طائفة من الأكراد والإسرائيليين على الأساطير فحسب، بل يستغل الخطاب الإسرائيلي صراع الأكراد من أجل تأسيس دولتهم المستقلة لخلق ترابط بين القوميتين اليهودية والكردية، برغم أن القومية الكردية ذات خصائص عرقية، وليست مؤسسة على الدين كما القومية الإسرائيلية.

“معظم الشعب الكردي في إقلیم كردستان العراق متعاطفون مع القضیة الفلسطینیة ویرون إسرائيل کیانًا محتلًا ومستبدًا، استنادًا لحالة الترابط التي تحاول إسرائيل ادعاءها بالذات”.

وهو ما يؤكده لرصيف22 الصحافي الكردي دانا طيب منمي، الذي يشير إلى سعي إسرائيل لاقتراح حالة من الارتباط التاريخي، إلا أنها لا تنجح في كل الأحوال. يقول: “معظم الشعب الكردي في إقلیم كردستان العراق متعاطفون مع القضیة الفلسطینیة ویرون إسرائيل کیانًا محتلًا ومستبدًا، استنادًا لحالة الترابط التي تحاول إسرائيل ادعاءها بالذات”.

ويصيف: “الأكراد كانوا ضحايا استبداد النظام العراقي السابق (صدَّام). ولقوا ما يشبه ما يلقاه الفلسطينيون الآن على يد الاحتلال الإسرائيلي”، مبينًا أن حالة التعاطف الكردي مع الحقوق الفلسطينية برزت بشدة خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على المسجد الأقصى وقطاع غزة في مايو/ أيار الماضي.

كل شيء يبدأ من القَمْع

العلاقة بين القوميتين بدأت قبل إعلان نشأة دولة إسرائيل على قسم من أرض فلسطين التاريخية، أي في ثلاثينيات القرن الماضي، ولا تنكرها إسرائيل ولا الأحزاب الكردية القومية.

يقول الدكتور كامران منتك الذي تقترب أفكاره من التيار القومي الكردي: “وجود العلاقة بين بعض ‘الأحزاب‘ الكردية مع إسرائيل حقيقة تاريخية لا يستطيع أحد إنكارها، كما توجد علاقة بين إسرائيل والعديد من الحكام العرب. وأتمنى أن تتوطد هذه العلاقة لمصلحة المنطقة كلها”.

يلفت منتك إلى أن العلاقة بين إسرائيل وبعض الأحزاب الكردية لا تعنى وجود علاقة إسرائيلية كردية، ويضيف: “لا يوجد في الدنيا حزب يمثل شعبًا بأكمله. لذلك فإنَّ تسمية العلاقات بين بعض الأحزاب الكردية مع إسرائيل بالعلاقات الكردية الإسرائيلية، تسمية غير دقيقة وغير صحيحة، تستخدم لأغراض سياسية، وفي بعض الأحيان لإتهام الكرد وتوجيه الرأي عام العربي والإسلامى ضدهم”.

ظهرت محاولات بناء هذه “العلاقات” جليًا في خمسينيات القرن الماضي، عندما أطلقت إستراتيجية السياسة الخارجية الإسرائيلية للتحالف المحيطي لأول مرة. وأكدت هذه الإستراتيجية أن تل أبيب يجب أن تسعى إلى تحالفات مع دول غير عربية، وكذلك مع الأقليات في الشرق الأوسط، انتهاءً بالتعامل مع الكتلة العربية الأكبر. ثم بدأت التحركات الإسرائيلية المكثفة والتي ركزت على أكراد العراق بشكل خاص.

بدأت العلاقات بين إسرائيل وبعض الأكراد العراقيين في التطور بعد وقت قصير من اندلاع التمرد الكردي في خريف 1961. كان البداية – حسب المعروف- بمبادرة من إسرائيل. ويُعتقد أن الاتصالات الأولى قام بها رؤوفين شيلوح – وهو أول مدير للموساد – في أوائل الثلاثينيات، عندما كان يعمل مراسلًا لصحيفة فلسطين بوليتن.

image.png

الزعيم الكردي العراقي مصطفى برزاني بصحبة الرئيس الإسرائيلي زلمار شازار خلال زيارة بارزاني لإسرائيل في 1963

خلال ستينيات القرن الماضي، قام مستشارون عسكريون إسرائيليون بتدريب المقاتلين الأكراد، وذلك لتهديد الدولة العراقية وتقليل خطرها على إسرائيل، ومساعدة اليهود العراقيين على الفرار إلى إسرائيل.

في منتصف الستينيات، التقى شيمون بيريز، نائب وزير الدفاع الإسرائيلي – رئيس وزراء ورئيس دولة لاحقًا- سرًا مع كومران علي بدير خان، زعيم كردي كان قد تجسس لصالح الإسرائيليين في الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي.

وكان يعقوب نمرودي، الملحق العسكري الإسرائيلي في طهران في فترة حكم الشاه، يلعب دور القناة الرئيسية للتواصل بين تل أبيب والأكراد.

رد الفعل الرسمي العراقي لم يحاول احتواء الأزمة مع القومية الكردية في العراق بل لجأ للتصعيد ضد أفرادها. عام 1966 أيضًا، اتهم وزير الدفاع العراقي عبد العزيز العقيلي الأكراد بـ”السعي لإقامة إسرائيل ثانية” في الشرق الأوسط، بدعم من “الغرب والشرق” كما فعلوا عام 1948.

وجاء أول اعتراف رسمي بأن تل أبيب قدمت المساعدة للأكراد في 29 سبتمبر/أيلول 1980، عندما كشف رئيس الوزراء، وقتذاك، مناحم بيغن أن إسرائيل “دعمت الأكراد خلال انتفاضتهم ضد العراقيين” في 1965-1975، وأن الولايات المتحدة كانت على علم بذلك. وأضاف بيغن أن إسرائيل أرسلت مدربين وأسلحة وليس وحدات عسكرية.

رد الفعل الرسمي العراقي لم يحاول احتواء الأزمة مع القومية الكردية، بل لجأ للتصعيد ضد أفرادها، ما زاد من فرص إسرائيل في التقارب مع أكراد العراق.

عقب ما يعرف بـ”سحق” الرئيس العراقي السابق صدام حسين للأكراد عام 1991، نظمت الجالية الكردية في إسرائيل (قُدرت آنذاك بـ 100 ألف) عملية إغاثة ضخمة لأكراد العراق.

وتظاهر الإسرائيليون من أصل كردي عراقي أمام مقر رئيس الوزراء، في ذلك الوقت، يتسحاق شامير. ودعوا الحكومة الأمريكية إلى حماية الأكراد من صدام.

وخلال أول اجتماع مع وزير الخارجية الأمريكية وقتذاك، حث شامير إدارة كارتر على الدفاع عن الأكراد. وبعد ذلك بوقت قصير، تم تأسيس رابطة صداقة إسرائيلية كردية في القدس بهدف تعزيز العلاقات بين إسرائيل واليهود والأكراد في جميع أنحاء العالم.

في 2004، نشر سيمور هيرش، المراسل الحائز جائزة بوليتزر والذي كشف فضائح التعذيب في سجن أبو غريب، تحقيقًا يؤكد أن عملاء الجيش والمخابرات الإسرائيليين ينشطون في المناطق الكردية في إيران وسوريا والعراق، ويقدمون التدريب لوحدات الكوماندوز الكردية، ويديرون عمليات سرية “يمكن أن تزيد من زعزعة الاستقرار في المنطقة بأكملها”.

ونقل هيرش أيضًا عن مسؤولين ألمان أن أجهزة الاستخبارات لديها دليل على أن إسرائيل تستخدم نفوذها داخل المجتمعات الكردية في سوريا وإيران لأغراض استخباراتية عملياتية.

كما نقل هيرش عن وزير الإعلام اللبناني السابق ميشال سماحة – الذي اتهم لاحقًا بالتخطيط للقيام بأعمال إرهابية داخل بلاده- قوله إن حكومته لديها أدلة على أن إسرائيل “تجهز الأكراد للقتال في جميع أنحاء العراق، في سوريا وتركيا وإيران”.

عام 2005، صرح رئيس حكومة إقليم كردستان مسعود بارزاني أن “إقامة علاقات بين الأكراد وإسرائيل ليست جريمة لأن العديد من الدول العربية لها علاقات مع الدولة اليهودية”.

ولم يتردد جلال طالباني، الرئيس العراقي السابق “كردي” في مصافحة وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك علنًا في مؤتمر باليونان في أبريل/نيسان 2008. وعندما استنكر أعضاء البرلمان العراقي تصرفه، أوضح طالباني أن المصافحة كانت بصفته رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني لا رئيسًا للعراق.

طبقًا لاستطلاع للرأي أجري عام 2009 في إقليم كردستان العراق، قال 71% من المستطلع رأيهم إنهم يؤيدون إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، وقال 67% إنهم يرون هذه العلاقات خطوة مهمة نحو كردستان مستقلة.

وعندما أجرت حكومة إقليم كردستان استفتاءً على الاستقلال عن الحكومة العراقية المركزية، كانت إسرائيل هي الدولة الوحيدة التي ساندت الانفصال الكردي ودعمته إعلاميًا وسياسيًا. وضغط رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو على زعماء العالم لدعم الاستفتاء الكردي.

وتقديرًا للاعتراف الإسرائيلي، لوّح أكراد في أربيل بالعلم الإسرائيلي خلال المسيرات المؤيدة للاستقلال، ورددوا هتافات مؤيدة لتل أبيب.

بعد هجوم داعش على شمال العراق في سبتمبر/أيلول 2014 ، أعلنت منظمات إسرائيلية غير حكومية، بالتعاون مع اللجنة اليهودية الأمريكية، أنها ستقدم مساعدات فورية للمسيحيين والأيزيديين في كردستان العراق.

ووفق صحيفة فاينانشيال تايمز، استوردت إسرائيل ما يصل إلى ثلاثة أرباع نفطها من كردستان العراق، وهو ما كان مصدرًا مهمًا للأموال في الوقت الذي تحارب فيه الكتائب الكردية مقاتلي تنظيم داعش. ورصدت فانشيال تايمز استثمار الشركات الإسرائيلية في مشاريع الطاقة والتنمية والاتصالات في كردستان العراق، بالإضافة إلى توفير التدريب الأمني وشراء النفط.

 

image.png

ضابط المخابرات الإسرائيلية أهارون كوهين في زيارة إلى الزعيم الكردي الراحل مصطفى برزاني في مقر إقامته بكردستان العراق.

بحسب تقارير حديثة، هناك ما بين 400 و 730 عائلة من يهود العراق تعيش في إقليم كردستان. وفي 18 أكتوبر/ تشرين الأول 2015، عيّنت حكومة إقليم كردستان شرزاد عمر ماماساني، وهو يهودي كردي، ممثلًا يهوديًا لدى وزارة الأوقاف والشؤون الدينية. وتنقل صحيفة جيروزلم بوست الإسرائيلية أن حوالي 200 ألف كردي يهودي سيعادون إلى كردستان العراق إذا تم تشكيل دولة كردية مستقلة.

وعلى الجانب الكردي، ظهرت عام 2009 مجلة إسرائيل الكردية، التي نشرها داود باغستاني، في حكومة إقليم كردستان لتعزيز التقارب بين الشعبين.

إسرائيل ضد كردستان

برغم تأييده لإقامة علاقات طبيعية ومعلنة بين القومية الكردية “ودولة كردستان حال قيامها” وإسرائيل، يرى أستاذ التاريخ كامران منتك أنَّ الخاسر الأكبر في هذه العلاقة هو الشعب الكردي، والمستفيد الأكبر هو إسرائيل وبعض الأحزاب السياسية الكردية، “على الأخص بعض أفراد العوائل السياسية الكردية الذين يستخدمون القضية الكردية من أجل مكاسبهم الخاصة، وبعض الأنظمة السياسية الفاسدة والعميلة في المنطقة”.

أستاذ تاريخ كردي: الخاسر الأكبر في هذه العلاقة هو الشعب الكردي، والمستفيد الأكبر هو إسرائيل وبعض الأحزاب السياسية الكردية

وأضاف: “مع الأسف، إسرائيل استخدمت المسألة الكردية كورقة ضغط ضد الدول العربية والدول المعادية لها. ولم تقف يومًا من الأيام مع القضية الكردية بصدق، ولم تساند الكرد في أوقاتهم العصيبة بل على العكس من ذلك تمامًا، إسرائيل ساندت الدول التي تضطهد الكرد!”.

ويفسر: “إسرائيل كانت تدعم بعض الأحزاب الكردية في القرن الماضي، مثلًا إسرائيل كانت تدعم ما كان يسمى بالثورة الكردية، ليس من أجل الكرد، بل من أجل تفريق صفوف الدول العربية وإبعادها عن جبهات الحرب الإسرائيلية العربية، في حرب عام 1967 وحرب اكتوبر/ تشرين الأول عام 1973، ولكن بعد أن صفت مشاكلها الى حد ما مع العرب وثبتت أقدامها، تآمرت مع أمريكا ونظام شاه إيران وبعض الأنظمة العربية عام 1975 لإسقاط الثورة الكردية”.

ويشير إلى أنه تم توجيه أصابع الاتهام إلى إسرائيل في مساعدة تركيا في إلقاء القبض على عبدالله أوجلان زعيم الحزب العمال الكردستانى.

ويوضح “كان على إسرائيل أن تأخذ الحساسيات التركية بعين الاعتبار في العلاقة مع الكرد. اعتبرت أنقرة حزب العمال الكردستاني عدوًا مميتًا. وشعرت القدس بأنها ملزمة بالابتعاد عن القادة الأكراد في تركيا، وبالتأكيد حزب العمال الكردستاني، حتى لا تثير عداء الأتراك وتعرض علاقاتهم الخاصة للخطر”.

في مايو/ أيار 1997، في ذروة العلاقات التركية الإسرائيلية، أعلن نتنياهو في فترة ولايته الأولى دعم إسرائيل لتركيا في صراعها مع حزب العمال الكردستاني. وذهب أبعد من ذلك، وأكد أنه لن يكون هناك سلام مع دمشق ما لم تنه دعمها لإرهاب حزب العمال الكردستاني.

لكن في ولايته الثانية، حينما لم يكن على علاقة جيدة بأنقرة بسبب موقف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من حركة حماس في غزة، كتب في تغريدة على تويتر مهاجمًا العمليات العسكرية التركية ضد الأكراد في سوريا: “إن إسرائيل تدين بشدة التوغل التركي في المناطق الكردية في سوريا، وتحذر من التطهير العرقي ضد الأكراد من تركيا ووكلائها. إسرائيل مستعدة لتقديم المساعدات الإنسانية للشعب الكردي الشجاع “.

للأكراد خارج العراق رأي آخر

قبل اعتقاله، عرف رئيس حزب العمل الكردستاني في تركيا عبدالله أوجلان بمعاداته للصهيونية ودولة إسرائيل، وهو ممن يرون أنه إن كان هناك تطابق تاريخي، فسيكون بين المعاناة الفلسطينية والكردية، وأدلى بتصريحات عدها الإسرائيليون قريبة من معاداة السامية.

في وقت مبكر من نهاية عام 1979، نقل حزب العمال الكردستاني العديد من المسلحين، بالإضافة إلى قيادته المركزية إلى مخيمات فلسطينية في الأراضي اللبنانية، حيث تدربوا مع الفلسطينيين وحتى شاركوا في القتال ضد إسرائيل.

عام 1982، أثبت حزب العمال الكردستاني قوته في القتال ضد القوات الإسرائيلية في لبنان، وهو ما جعل اللبنانيين والفلسطينيين يسمحون له بإنشاء معسكر كبير في سهل البقاع، الذي أصبح مقرًا له.

وانتقل مقاتلو حزب العمال بعد الاحتياج الإسرائيلي والهجوم على منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان، إلى سوريا التي سمحت لهم بالتدريب في أراضيها لأنها كانت في عداء مع إسرائيل وتركيا.

وفي رأي دانا طيب منمي الصحافي الكردي المستقل، فإن علاقة بعض التيارات الكردية وإسرائیل لم تكن مفيدة للشعب الكردي، بل “كانت سببًا لكثیر من النكبات والويلات للشعب والأمة الكردية بصورة عامة في كل من العراق، وتركیا، وسوریا وإیران”.

ويقول لرصيف22: “نعم العلاقة مع إسرائيل كانت ولا تزال مفيدة لبعض الأحزاب الكردية الحاكمة في إقليم كردستان العراق، حيث تقوم إسرائيل بشراء النفط الكردي. هذه العلاقة الغامضة قد أعطت ذرائع للميليشيات الموالية لإيران أن تشن عدة هجمات صاروخية ضد أهداف في مدينة أربيل”.

ويتابع: “إسرائيل ادعت أنها تؤيد استفتاء الإقليم لاستقلال من العراق في سبتمبر/ أيلول 2017، ولكن بعد الاستفتاء اتضح زيف ادعاءات إسرائيل حين تراجعت بعد استعادة القوات العراقية مدينة كركوك الغنية بالنفط من تحت سيطرة قوات البيشمركة الكردية”.

ويؤكد منمي أن إسرائيل حليف استراتيجي لتركيا، والتكنولوجيا الإسرائيلية تُستخدم من قبل تركيا لقتل المدنيين والمقاتلين الأكراد في شمال العراق وشمال سوريا، متسائلًا: ماذا استفاد الأكراد من إسرائيل؟

وختامًا يعلق منتك: “باختصار، لم تخدم علاقات إسرائيل مع بعض الأحزاب الكردية بأية شكل من الأشكال القضية الكردية بل أساءت اليها كثيرًا، وأرى أنَّه من واجب الإعلاميين والمثقفين العرب نقل هذه الحقائق إلى شعوبهم، فعلى الشعوب العربية بدلًا من اتهام الكرد بالعلاقة مع إسرائيل، فتح أحضانهم للكرد ومساندة قضيتهم العادلة”.