18 ديسمبر، 2024 8:20 م

يكفر البشرية وهو لا يعرف الدلالة اللغوية … فاحذري فكره يا أمتنا العربية

يكفر البشرية وهو لا يعرف الدلالة اللغوية … فاحذري فكره يا أمتنا العربية

يُعد علم المنطق من العلوم المهمة في حياة الإنسان، ومع ذلك فإننا – في أغلب الأحيان – لا نوليه الاهتمام الذي يليق به وبآثاره، ولفترة ليست بالقصيرة كانت النظرة السائدة عن علم المنطق هي أنه مجرد مجموعة نظريات صماء و مصطلحات معقدة، لكن الحقيقة إننا نستخدم علم المنطق باستمرار في حياتنا اليومية، وتقريباً لا تمضي لحظة دون اللجوء إلى أطروحات علم المنطق، الذي أسسه في المقام الأول الفيلسوف أرسطو، ثم تناوله مجموعة من علماء العرب، أشهرهم ابن سينا والفارابي وقطب الدين الرازي وغيرهم…فكل فعل نقوم به يأتي مؤسساً على تفكير مسبق، و علم المنطق له عشرات التعريفات المختلفة، إلا أن مضمونها جميعاً يشير إلى شيء واحد هو إن علم المنطق معني بدراسة أسس التفكير السليم، وعلم كهذا من المؤكد الأخذ به لأنه يعود على الإنسان بالكثير من الفوائد أهمها التفكير الصحيح الذي يعطي نتائج صحيحة وقد أولاه رجال الدين الأهمية الكبيرة لما له من شأن هام في التخصص الديني لكونه وكما بينا يعطي نتائج صحيحة…
لكن مع ذلك نجد هناك من قال ببطلان هذا العلم وعدم الاعتماد عليه بل وصل الأمر إلى تكفير كل من يقول بعلم المنطق, ومن أبرز وأهم هؤلاء الذين يُكفرون المناطقة إبن تيمية, حيث أصدر كتباً في نقض علم المنطق وكفر المناطقة لكنه ومن حيث لا يشعر تجده في الوقت ذاته يستخدم المصطلحات والمفاهيم المنطقية ويعتمد عليها وهذا يعود لأمرين أولهما أنه جاهل بالمنطق ولا يعرف هذا العلم جيداً وما هي فائدته أما الأمر الثاني لأن فكر إبن تيمية ومنهجه وآراءه قائمة على أساس المغالطات والمراوغة…
ومن الأمثلة على ما نقوله, ما طرحه المرجع الديني العراقي السيد الصرخي الحسني في المحاضرة الثامنة من بحث ( وقفات مع توحيد التيمية الجسمي الإسطوري ) وهو يناقش كلام ابن تيمية في كتاب ( بيان تلبيس الجهمية ) الذي نقل فيه كلام أبو بكر الخلال, حيث قال المرجع الصرخي …
{{… ب ـ (ثم قال ابن تيمية): } ثم قال الخلال بعد ذلك قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم {رأيتُ ربي} فذكر أحاديث الرؤية ولم يذكر فيها حديث ابن عباس المتقدم في قوله (وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ)، فَدَلَّ الخلّال بذلك على أنَّ حديثَ ابن عباس هذا لم يقصد به نفس رؤية محمد صلى الله عليه وآله وسلم ربّه وإنما هو ما رآه ليلة المعراج مطلقًا، فالمطلق يحتمل رؤية محمدٍ صلى الله عليه وآله وسلم ربه، لكن فرق بين ما يحتمله اللفظ وبين ما يدلّ عليه.. }.
أقول: تعليق1: تفكر ضيّق وعقل صغير عند تيمية والذي يستلزم عدم فِهْم المعنى الواضح المقصود، فعلماء وأئمة التيمية الذين يأتون بحديث الإسراء يأتون به كشاهد شرعي ودليل شرعي على القاعدة والأصل الشرعي في {أن رؤيا الأنبياء حتى التي في النوم فهي رؤيا عين}، فيطبقون هذا الأصل على رؤيا الرب في النوم فيثبت عندهم أنها رؤية عين!!!.
تعليق2: كلام غريب لأنّه لا يصدر إلا عن شخص لا يعرف الدلالة اللغوية ولا يعرف الدال ولا المدلول فيها ولا يعرف منشأ الدلالة اللغوية وماهيتها، فهو لا يعرف معنى النص ومعنى الظاهر، ولا يعرف أن الظاهر حجة كما أنّ النص حجة، ولا يعرف أنّ دلالة اللفظ على معنى يستفاد من الإطلاق كما يُستفاد من العموم فيكون دالًا عليه وحجةً فيه، فالمعنى المطلق يدل عليه اللفظ بالمطابقة أو التضمن ويدخل ضمن المنطوق، فلا معنى لكلام شيخ تيمية أصلًا لأنّ المعنى المطلق يدل عليه اللفظ بالدلالة اللفظية، فهل جهل التيمية هذه الدلالة والمعاني اللغوية الواضحة والأساس في الفقه وأصول الفقه؟!!(( عندما يأتي ويقول: فالمطلق يحتمل رؤية النبي لربه لكن فرق بين ما يحتمله اللفظ وبين ما يدل عليه!! اللفظ يدل على المعنى المطلق والمعنى المطلق فيه مصاديق؛ فيه رؤيا الرب وفيه رؤيا غير الرب، فما معنى المقابلة بين المطلق وبين ما يدل عليه اللفظ؟! أو بين المطلق وبين ما يحتمله اللفظ؟! أو بين ما يحتمله اللفظ وبين ما يدل عليه اللفظ؟! فأي حصة من هذه الحصص التي يحتملها اللفظ؟ ليس عندنا ما يحتمله اللفظ؛ لأنّ اللفظ يدل على المطلق بالمطابقة أو بالتضمن. بعد أن دل على المعنى المطلق يأتي بعد هذا الحديث عن مصاديق المعنى، ولكن هذه أين يعرفها ابن تيمية، فهو يكفر المناطقة وأهل الكلام والفلاسفة، فهل يفهم هذه المعاني التي هي عبارة عن دار دور المنطق ودار دور الحكمة والكلام؟ )) …}}.
ومن هذا الطرح الفكري الذي طرحه المرجع الديني الصرخي والذي فضح من خلاله إبن تيمية وأثبت وبين كيف إنه لا يعرف أبجديات علم المنطق ومفاهيمه ومصطلحاته, فمن خلاله ننصح الأمة الإسلامية وبالخصوص ممن يتبنى فكر إبن تيمية بأن لا يبقى معانداً ومصراً على البقاء على هكذا نهج, فهذا النهج التكفيري لا يعرف الأسس المنطقية والعقلية ولا يعرف أسس التفكير الصحيح وينقض ويبطل ذلك بدون أي برهان عقلي علمي منطقي, فكيف تسيرون على نهجه وتتمسكون به ؟ فمن لا تفكير صحيح له لا نتائج صحيحة عنده وبالتالي يكون نتاجه عبارة خزعبلات – كالشاب الأمرد الجعد القطط – ومغالطات وفكر متشدد تكفيري دموي.