18 ديسمبر، 2024 10:02 م

كرع: تناول الماء من موضعه من غير أن يشربه بيديه أو بإبناء.
وعندما يكون النفط موضوع “الكرع” , فأن الأفواه تتسابق إليه , ولا تعرف غير ” الشفط” .والأرض الغنية بالنفط “مشفوطة” , وبنيرانه مسجورة , وبدخانه مأسورة , ومَن عليها مخنوق , ويعمه فوق التراب.
الدنيا تكرع نفطا , ونحن مأسورون , محرومون من عائداته , وكلما زادت إشتدت الويلات علينا , وتوافدت الأسلحة لإلحاق الوجيع بنا وتدمير وجودنا.
العالم يكرع نفطا ونحن نتمرغ بالحرمان والقهر والظلم والفقر المدقع الأليم , المتنامي في ربوع الأجيال التي يذلها الإمتهان.
الذين يكرعون نفطنا يتنعمون بالسعادة والرفاهية , والإنطلاق في آفاق الأيام والأحلام.
نفطنا يُكرع ودماؤنا تهرق , وكل مَن عليها في وجيع , وسراق النفط في ربيع.
إنها لعبة النفط والحياة , فالدنيا تعيش حضارة النفط , وتحتاج لوقت طويل للإنتقال إلى حضارة الشمس والكهرباء.
فكل شيئ قيمته مرهونة بالنفط , القوة نفط , الإقتصاد نفط , السيادة نفط.
فكيف تتحول دول النفط إلى موجودات ضعيفة تابعة خانعة بلا سيادة , ولا قدرة على حماية نفسها من أهوال القادرين.
كيف أصبحت دول النفط متخاصمة , متحاربة تستجدي الطامعين فيها لحمايتها من أخيها , ومن جارتها النفطية العربية.
كيف تحولت دول النفط إلى قواعد للقوات الأجنبية , لتأمين بقاء أنظمة حكمها في السلطة , فالنفط في عرفها لحراسة الكرسي وتوفير أسوار وتروس الوقاية من السقوط في تنور النفط الأجّاج.
فأما تحترق في الكرسي أو تحرق شعبك بالنفط.
وسارت الأيام على جمرات الوقيد , فالنفط صاحب الشعلة الأزلية , والأوجاع الأبية.
فهل بعد النفط من قضية؟!!