23 ديسمبر، 2024 3:16 ص

يقظة الذاكرة وانقلاب الصورة!

يقظة الذاكرة وانقلاب الصورة!

في أواسط عام 2004، آنذاك، كنت قد نشرت مقالاً حول ممارسات قوات الاحتلال الأمريكي مع العراقيين، مشيرا الى مدى بربرية تلك القوات. وبهدف اثارة الموضوع إنسانيا وأخلاقيا وقانونيا، قمت بإشهاره مع صور لتلك الانتهاكات عبر الانترنيت على العناوين المتوفرة لديّ، لعل من يتحمل مسؤولية المتابعة وملاحقة مرتكبي تلك الجرائم قانونيا. وأيضا كان هو ردا طبيعيا على “بيان” ورد على عنواني الالكتروني يتضمن عددا كبيرا من أسماء مثقفين عراقيين موقعين مع وجود عناوينهم. دفاعا عن الاحتلال واعتباره منقذا وطنيا. ذكرني بموقف فنان تشكيلي عراقي بعد السقوط بأسابيع ـ أعلن عدم رغبته بالعودة الا بعد ان يحرق “بسطال” آخر جندي امريكي ارض العراق، في إشارة للبعثيين!.. وصلني فيما بعد من شخصية عراقية مثقفة، رد، أجيز لنفسي وصفه بـ “احتجاج” مكتوب على قياس “مختزل”، مع الأسف لم يلامس قطعا قدسية ما كان يجب ان يحمل من تنديد لسلوك المحتل في وطنه!.

اليوم وفي ظرف حرج يمر به العراق، استقي الذاكرة لاختراق فكرة النأي” لدى بعض المثقفين لتحل مكانها مسؤولية كشف الحقيقة المتعلقة بمصير الانسان العراقي!. أنشر بعضا من سجال بيني وبين ذلك الأستاذ الفاضل، للمقاربة بين ما حدث بالأمس وما يحدث اليوم، تاركا للقارئ الكريم حرية الربط ومسألة التعاطي. هي خلجات ورؤى، تحدٍ ومراجعة. سجالاً صريحاً يبدأ من حيث انتهيت آنذاك بـ : يسود العراق النفاق والظلامية، وطمس الحالمين بالحرية والديمقراطية الزائفة تحت طائلة السلاح الأمريكي ونعل أصحاب العمائم للحقائق. أجير بموضوعية، نكث الغبار والبدء بمراجعة عقلانية وفق رؤى وطنية للمواقف والسلوكيات السياسية السابقة .

http://www.alaalem.com/?aa=news&id22=60662