23 ديسمبر، 2024 5:15 ص

يــدُ الخير ياسيدي ؟!

يــدُ الخير ياسيدي ؟!

من المؤسف أن تدار مؤسسات الدولة , من أعلى الهرم الحكومي نزولا” الى أصغر موظف حكومي .. دون معرفة الصلاحيات الحاكمة  والمساحة المحددة وفق القانون , ليكون الهوى الحزبي , والطائفي , والقومي ..هو المعيار في تفسير  القوانين الساكنة , سرعان ما تتحول الى متحركة ( مطاطية ) ..مع  أقتراب الموعد الأنتخابي ؟! وليصبح المشهد السياسي أكثر ضبابية في نظر الناخب العراقي .. ليتخذ قرارات أنفعالية تصب في خدمة الطالح .. ممن تربع على كرسي السلطان في هذا الموقع أو ذاك  .. منها العزوف عن المشاركة في الانتخابات .. الذي يعد مكافئة مجانية للذين يستثمروا مقدرات الوطن والمواطن في ( دغدغة ) مشاعر المواطن قبل أنطلاق مارثون المنافسة الأنتخابية  . 
أن سياسية أغنى الغني , وإفقار الفقير , كانت وما زالت نافذه .. لم تنحرف قيد أنملة على الرغم من تغير صبغة النظام الحاكم , فكفة الميزان عادة ما تميل الى الأنا , والجاه , والكرسي  .. لتعلو ولا يعلى عليها شيء ؟! من الثوابت الفكرية التي تتبنها علنا” الجهات الحاكمة وهي تسوق نفسها للناخب العراقي , فمنذ دورتين انتخابيتين والقوانين المهمة تحتظر في أنعاش السلطتين .. التشريعية , والتنفيذية ..كقانون النفط والغاز , وقانون الأحزاب , أما بعض القوانين التي تشرع والتي تخدم شرائح مهمة في المجتمع .. فعادة ما تكون الانتقائية . والتبعيض , والتسويف عند تطبيق القانون وفق الهوى السياسي ؟! , والا ماذا يفسر .. المماطلة في تطبيق قانون منحة الطلبة ..وعملية تثبيت العقود في المفوضية العليا المستقلة  للانتخابات , أما الهبات فأنها تمنح في أوقات أستباقية .. كالزيادة المقترحة في سلم الرواتب للدرجات الدنيا , وتوزيع 150 م على العوائل الفقيرة , و تعويض مفردات البطاقة التموينية بمبالغ نقدية بأثر رجعي  , فالزيادة في الرواتب عادة ما تقر بعد ثلاثة أشهر من بداية كل عام  .. وأما توزيع الأراضي فهي غطاء شرعي للفشل الذي لحق في برنامج المجمعات السكنية , والذي يمكن ان يوصف بأنه ( سكت دهرا” ونطق كفرا”) , لتصحو الحكومة من نومها العميق .. بعد ثمان سنوات من الحكم على البلاد والعباد , لتعلم أن منحة توزيع الأراضي لا يحتاج الى موافقة  البرلمان , فبعدما عمت الفوضى في بناء المدن داخل المدن .. وأنتشرت البيوت المتواضعة والفارهة  ( الحواسم ) .. تحت أنظار الحكومات المحلية والمركزية .. والتي عادة ما تكون هذه المدن من أولويات الجهات المتنافسة ؟!  , أما كيف يشخص الفقير .. هل بالانتماء السياسي , او القومي , او الطائفي , أم الاحتياج الفعلي !!  من هنا نسأل ونتسأل ؟! لماذا هذا التوقيت ؟ هل مصلحة المواطن هي الهدف ؟  ام شراء الصوت هو الهدف الأعظم في التنافس الانتخابي القادم
من هنا ننصح  .. ونحن نتصفح صفحات التأريخ , ان الماسكين بالسلطة عادة ما يقدموا الأموال والأراضي وملك الري من أجل شراء الذمم  , او تساق الشعوب المستسلمة في حروب لا يعرف فيها المقاتل لماذا يقاتل ؟! فيهب المتسلط على البلاد ( مكرمة القائد) من أجل نيل ( أكرمنا بسكوتك ) , وعلى الرغم من دكتاتورية المنهج في التعامل مع المجتمعات الخانعة لهذه الممارسات الشاذة , الا أن هذه الممارسات لم تجدي نفعا” بعدما مرت سحاب التغير , فصدق النوايا والوعود , وتحجيم الفساد الإداري والمالي , والنزول للميدان لبسط الامن, وتقديم  الخدمات , كل هذا من شأنه ان يكسب قلب الناخب العراقي .. وليس التأثير على أرادته  بأبسط الحقوق وأدناها من خلال تفعيل يد الخير ياسيدي .