توالي التصريحات الاستفزازية من جانب قادة و مسؤولي نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و التي تشدد على العمل من زيادة التدخل في دول المنطقة و توسيعها، يؤکد مجددا النوايا العدوانية و المشبوهة التي يظمروها تجاه هذه الدول و إستمرار نهجهم المعادي لآمال و تطلعات دول و شعوب المنطقة.
بحسب مانقلته وکالة’تسنيم’ الإيرانية، فقد أكد علي أکبر ولايتي مستشار الشؤون الدولية للمرشد الإيراني الأعلى على خامنئي، وعضو مجلس تشخيص مصلحة النظام الإيراني، في تصريحات،يوم الثلاثاء الماضي، أن إيران ستزيد دعمها لما سماهم ‘مجاهدي محور المقاومة في المنطقة’، وقال إنها ‘لن تتوانى عن دعم (الحلفاء في) سوريا والعراق ولبنان واليمن’، وزعم ولايتي إن’أميركا تريد التفاوض مع طهران حول اليمن وسوريا، ولكن المرشد الأعلى لم يوافق على ذلك’، حسب زعمه، مؤكدا أن ‘دعم طهران لحلفائها في لسوريا ولبنان والعراق واليمن سيكون أقوى’.
هذه التصريحات التي جاءت بعد تصريحات متشددة مماثلة لقادة و مسؤولين إيرانيين آخرين و في مقدمتهم مرشد نظام الجمهورية الاسلامية خامنئي، صاحبتها أيضا تصريحات متضاربة بشأن الاتفاق النووي والتي بينت بوضوح مدى قوة إنعکاس و تأثير هذا الاتفاق على النظام من مختلف الجوانب، ومع الاخذ بنظر الاعتبار إن الدول الکبرى لم تبرم إتفاقا جيدا بمعنى الکلمةحيث أبقوا الباب مفتوحا أمام طهران لترواغ، لکن ومع ذلك فإن الاتفاق مرغ کبرياء المرشد الاعلى بالوحل عندما داس على خطوطه الحمر و تجاوزها وهو مايعتبر إذلالا جديدا له و الامعان في تحطيم هيبته مرة أخرى، ولذلك فإن المرشد و الدائرة المقربة منه بدأوا بإصدار تلك التصريحات النارية ضد دول المنطقة للتغطية على ضعفهم و هزيمتهم في ذلك الاتفاق.
هذا الاتفاق الذي وصفه المعنيون بالشأن الايراني بإنه بمثابة جعل إيران تحت الوصاية الدولية لمدة خمسة عشر عاما، کما وصف بإنه أيضا تراجع کبير آخر بالغ التأثير على النظام القائم، وبحسب زعيمة المعارضة الايرانية مريم رجوي فإن’ هذا التراجع الذي يسميه المعنيون في النظام بكأس السم النووي، سيؤدى لامحالة إلى تفاقم الصراع على السلطة في قمة النظام وتغيير ميزان القوى الداخلية على حساب الولي الفقيه المنهوك’، ذلك أن خامنئي الذي معروف عنه بإفتقاده للکاريزما و الهيبة التي کان يحظى بها سلفه خميني، فإن مرحلة مابعد الاتفاق ستکون بمثابة الابحار في يم عات غير مأمون وان الاشهر القادمة ستثبت ذلك رويدا رويدا.