18 نوفمبر، 2024 3:11 ص
Search
Close this search box.

يستخدمون الديمقراطية لإرجاع الدكتاتورية

يستخدمون الديمقراطية لإرجاع الدكتاتورية

العقول المريضة والتي لاتعرف العيش مع الحرية والأنظمة الديمقراطية تفعل المستحيل من أجل عودة الأنظمة الديكتاتورية التي كانت تحت مظلتها تعيش العبودية وبها تضطهد الشعوب ، والتجربة العراقية أكبر مصداق على ذلك ، هذه التجربة التي نشأت بعد سقوط أسوء نظام دكتاتوري عرفته المنطقة ، ولإنجاح هذه التجربة فقد فتحت أذرعها للكثير من بقايا النظام البائد وتغاضت عن أشياء كثيرة فعلوها في الماضي وأعطت المجال لكل فئات الشعب لكي يشتركوا بهذه التجربة الجديدة على العراق وعلى المنطقة بشكل عام ، ولكن الكثير من بقايا النظام السابق الذي دخل العملية السياسية وشارك فيها لم يكن يؤمن بها ، فقد حاولوا ضربها بشكل مباشر من خلال العمل الإرهابي ولكنهم لم يستطيعوا لذا دخلوا العملية السياسية من أجل إفشالها من الداخل من خلال تعطيل القوانيين الهامة التي يعتمد عليها البلد وتجربته الديمقراطية الفتية ، وقد نجحوا بذلك وبالفعل لم يشرع قانون حقيقي يدعم الإقتصاد أو يدعم العمل الديمقراطي كقانون الأحزاب أو يدعم بناء البنية التحتية للبلد وحتى الموازنة العامة في كل عام يصادق عليها بعد شهرين أو أكثر من بداية كل عام علماً إن أغلب الدول تصادق على الميزانية في شهر تشرين الأول من كل عام حتى تكون جاهزة من اليوم الأول لكل سنة حتى يستغل كل يوم في البناء والتقدم ، وبالرغم من كل هذا التعطيل للقوانيين و خلق الأزمات الداخلية بحيث تنتهي السنة التشريعية والعراق في دوامة المشاحنات  والنقاشات والتصريحات العدائية فلم يعطى أي وقت للمواطن وهمومه والخدمات التي تسهل حياته ، وهذا جميعه مقصود ومخطط له حتى يعطي إنطباع على أن الأغلبية غير قادرة على حكم العراق ، وبعد فشل كل هذه المخططات وإنخفاض عدد العمليات الإرهابية وتمزق تجمع من يريد ضرب العملية الديمقراطية من خلال فشله في إستقطاب أتباعه في المنطقة الغربية بسبب تبنيه مواقف تضر في مصالحه القومية كتخليه عن الدفاع عن جميع المناطق المتنازع عليها بل لم يصدر من هذه المجموعة أي موقف يدعم مواطني هذه المناطق ، بالإضافة الى غرقه بالمخططات الخارجية التي يقودها مثلث الشر المتمثل بقطر والسعودية وتركيا التي جعلته بعيد جداً عن هموم أبناء العراق بشكل عام والمنطقة الغربية بشكل خاص ، وبعد هذا الفشل الذريع في العمل السياسي والتخريبي إلتجأ الى دفع المواطنين الى الشارع لكي يستغل حقهم في التظاهر مع رفع مطالب بعيدة كل البعد عن الحياة الديمقراطية بل يراد منها  ضرب العملية السياسية برمتها أو طلبها تنحي رئيس الوزراء المنتخب من قبل الشعب ، وقد كان الكثير من قادة القائمة العراقية يدفعون الأموال للمواطنين من أجل التظاهر وقطع الطرق المهمة التي يعتمد عليها إقتصاد البلد ، ودفع المتظاهرين الى رفع شعارات مضادة للعملية السياسية برمتها كألشعارات الطائفية أو العنصرية بالإضافة الى رفع أعلام صدام حسين أو أعلام القاعدة أو أعلام الجيش الحر وكذلك صور صدام وأردغان ، مما يعطي هؤلاء المتظاهرين إنطباع على أنهم يرفضون العملية السياسية ويريدون إرجاع الدكتاتورية ، ولكنهم يستعملون واحد من أهم أدوات الديمقراطية ألا وهو حق التظاهر ولكنهم بهذا الحق يريدون إرجاع الدكتاتورية الرعناء التي دمرت العراق وشعبه.

أحدث المقالات