الدول الطامعة بنا تريدنا مرضى لتبيعنا الدواء , وفقيرة لتبيعنا الطعام , ومتحاربة لتبيعنا السلاح , ومقسمة ليدوم لها الإستحواذ علينا والبقاء على وجيعنا , فماذا نريد نحن , وهل عملنا بجد وإخلاص لتأكيد إرادتنا؟
لكلٍ إرادته , وتطلعاته ومشاريعه اللازمة لتأمين مصالحه.
فأين نحن من مصالحنا؟
وهل عملنا لتحقيقها , أم تناحرنا وتنافرنا وإستنجدنا بالطامعين بنا؟
مجتمعات بلا رؤية , ولا تمتلك خارطة واضحة لمستقبلها , وتميل للتبعية والإذعان وتصديق معطيات الدونية والهوان , فالأجيال تتكوم على بعضها كأنها بلا قيمة ولا دور , وعليها بالسمع والطاعة , والتغني بحشرٍ مع الناس عيد.
كل دولة تريد , ودولنا لا تريد , بل تخشى مما تريد , لأنها تحت مطرقة الأقوياء , وتنام على سندان الشعور بالهزيمة والإنتكاب والإنتكاس.
فلماذا نلوم غيرنا وننزه أنفسنا مما يصيبنا من الويلات؟
الدول الأخرى تقوم بما تراه متوافقا مع مصالحها , وأنى تجد الفرصة تستثمرها , ولا توجد دولة تحل مشاكل أخرى , بل تسعى لإستثمارها لصالحها.
فهل يستوعب سُراة قومٍ ما يريدون , وهم عن الحق يحيدون , وفي جلباب التبعبات يتدثرون , وعلى رمال الويلات يسيرون , فتغوص أحلامهم فيها حتى سمات رؤوسهم , ولا يستطيعون التحرر من رقدة العدم , وتراهم من شدة الثراء يترنحون.
أرى دولا مصالحها تنامت
وتطمع في بلادٍ إستكانت
هي الدنيا كغابٍ ذي أسودٍ
فلا تعجب إذا زأرت وصالت
تريد بها مواطن إقتدارٍ
فتسعى نحو جاثيةٍ أناخت