22 ديسمبر، 2024 12:55 م

يريدون خبزا وأمنا وليس بندقية وحربا

يريدون خبزا وأمنا وليس بندقية وحربا

في الوقت الذي نجد فيه الشعب الايراني يعاني من مشاکل وازمات معيشية وإجتماعية جمة حيث يعيش أکثر من 70% منه تحت الخط الفقر ويواجه عدة ملايين بموجب تقارير صادرة من داخل النظام الايراني نفسه، المجاعة کما أکثر من 10 مليون عائلة إيرانية من مشاکل الادمان، بالاضافة الى تفشي الجريمة وحالات التفکك الاسري والکثير من الحالات السلبية الاخرى التي طرأت خلال العقود الاربعة الماضية، فإن النظام الايراني وبعد تنصيب الرئيس الجديد رئيسي وعلى الرغم من تصريحاته المعسولة بشأن تحسين أوضاع الشعب الايراني ومکافحة الفساد، فإن الذي يبدو إن الترکيز لايزال على مجالات الامن والعسکرة سواءا الجيش أم الحرس الثوري.
النظام الايراني الذي يواجه رفضا وکراهية شعبية متزايدة ولاسيما بعد 3 إنتفاضات عارمة ضده، بممارسات قمعية وإجراءات أمنية غير مسبوقة من أجل ردعه وإجباره على الرضوخ له، وهو في بداية عهد رئيسي يمني الشعب الجائع والفقير بالوعود المعسولة ويدعوه للصبر والتحمل في حين يقوم القادة والمسٶولون في هذا النظام بجمع ثروات طائلة والعيش کأباطرة على حساب هذا الشعب المحروم ولاسيما الشرائح المحرومة منه کالعمال والمعلمين وغيرهم، والذي يقلق النظام کثيرا وبشکل خاص رئيسي نفسه هو الشعبية المتزايدة لمنظمة مجاهدي خلق داخل أوساط الشعب الايراني وخصوصا بعد أن باتت النشاطات والتحرکات الاحتجاجية تأخذ سياقا ومنحى سياسيا وهو الامر الذي يخشاه النظام کثيرا ولاسيما من حيث الترکيز على الماضي الدموي لرئيسي نفسه ودوره في مجزرة السجناء السياسيين عام 1988.
المشاکل والازمات المتفاقمة التي عانى ويعاني منها الشعب الايراني بمختلف فصائله من جراء الولع العسکريتاري القمعي للنظام وإعتماده على الوسائل والاساليب والطرق الاستبدادية من أجل تسيير الامور في إيران، قد أوصلت ايران الى مفترق بالغ الخطورة وإن مختلف الخيارات باتت قائمة وإن النظام الذي کان ولايزال وسيبقى السبب الاساسي للأوضاع الوخيمة للشعب الايراني ومن أجل إنقاذ نفسه من المصير الاسود الذي ينتظره کأي نظام قمعي إستبدادي مشابه له، يسعى للتشبث بالمظاهر العسکرية والاستقواء بالاجهزة الامنية القمعية، بل وحتى إن إختيار خامنئي لرئيسي کرئيس للنظام وفرضه بطرق واساليب ملتوية، تأکيد على ذلك.
الشعب الايراني ليس بحاجة لجيش قوي ولا لأجهزة أمنية قمعية ولا لأي من مظاهر القوة والعنف وانما هو بحاجة للخبز والامن و السلام والاستقرار ولعدالة إجتماعية حقة تضمن له معيشة کريمة، وان منظمة مجاهدي خلق التي حملت وتحمل على عاتقها شعار إسقاط النظام وإجراء التغيير الجذري في إيران وإقامة نظام سياسي فکري يضمن الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، تبدو کأفضل بديل لهذا النظام الذي وکما يبدو من خلال الاحداث والتطورات والاوضاع الوخيمة التي يعاني منها، يعيش أيامه الاخيرة.