من المعروف ان الانسان اذا كان ضعيفا ومغفلا ستنطلي عليه كل الالاعيب والمؤمرات والتدليسات, وهذا ما يحصل اليوم بالتحديد في الواقع السياسي العراقي , طرف مفغل ومستغفل ومنبطح واصم واخرس وطرف اخر يمتاز بالخبث والذكاء والحيلة والدهاء من امثال دواعش السياسة واعلامهم المظلل , فبعد حملة الدفاع عن شرف الثلاجة في تكريت لجاؤا الى فكرة جديدة مفادها ان لدينا عشائر مقاتلة اذا سلحتها الحكومة المركزية فابسطاعتها هزيمة داعش , وبذلك فلا نحتاج دخول الحشد الشعبي الى مناطقنا , وازاء هذا الراي حريا بنا ان نتوقف عنده ونناقشه بالتفصيل , فنقول لهم عن اي العشائر انتم تتحدثون , هل هي التي تحت سيطرة داعش ام المهادنة لها ولم ترفع السلاح بوجها او العشائر التي تقاتل معا وربما انتم من تريدون تسليحهم ؟ اين صحواتكم ؟ واين اسلحتهم ؟ وما هو دورها ؟ولماذا استطاعت هذه الصحوات هزيمة القاعدة بالامس واليوم تفشل في مواجهة داعش ؟ بل هي اصبحت ليس لها واقعا في الساحة والظاهر انها تبخرت وذابت هي واسلحتها , فقط بقيت منها فواتر الرواتب التي ما زالت تدفع لهم اصوليا … هذا السؤال وجيه ويفترض الى نواجه به الخزاعي والحردان … يا ساسة الانبار انتم تروجون للنزوح الجماعي السلس على حد تعبير الكاتب سجاد تقي كاظم الى بغداد ومناطق الجنوب وتطالبون برفض صيغة الكفالة لضمان دخولهم مع ان اغلب النازحين هم من الشباب , فاذا اعطتكم الحكومة الاسلحة والتجهيزات فتسلحون بها من ؟ نسيتم ان الحكومة السابقة جهزتكم باسلحة وذخائر حتى يقال ان 12الف بك سي في الفلوجة وحدها اين ذهبت هذه الاسلحة ؟ الم تكن اغلبها تسربت الى داعش وهم يستخدموها اليوم بل بيعت هي وانضم بعض من يحملها الى داعش , نعم تجارة بيع الاسلحة من العشائر الى داعش تجارة مزدهرة منذ سنين وقد سلط الاعلام الضوء عليها وقد صرح بها الكثير من السياسين الشرفاء .
ان داعش في مناطقكم لا زال تلقى ودا وترحيبا كيف لا وان 95% من الدواعش هم من ابناء الانبار على حد قول النائب غازي فيصل الكعود , كيف لا تلقى داعش ودا وترحيبا في مناطقكم وعلماءكم لحد الان لم يكفروها ؟ باستثناء الشيخ خالد الملا الذي لا تعترفون به كاحد علماءكم بل قمتم بشن حملة اعلامية لتسقيطه .
ان خطة تجهيز العشائر بالاسلحة يراد منها تقويض الحكومة واستنزاف مواردها المالية وايصال هذه الاسلحة الى داعش لاستمرار تواجدها في المنطقة التي لم يصدر منكم شكوى او تضجر لمارستها اللانسانية بنفس الوقت انتم بهذه الخطة والخديعة ابعدتم الحشد الشعبي عن دوره الجهادي وابعدتم الخطر عن داعش وامنتم له المنطقة .
واخيرا هل من القيم العروبية والرجولة والاخلاق ان يرد فزاع ليساعد صاحب البيت عندما يهاجمه لص لسرقته او محاولة قتله؟ هذا يمكن الا اذا كان راعي البيت هو حرامي او في البيت كعيدي للحرامي وهذا المثال ينطبق تماما على واقع اهل الانبار والحشد الشعبي القادم لهم من وسط وجنوب العراق .