مرة أخرى يجري العمل بشكل يمهد لأقصاء العراقيين الذين ابصروا الحياة وهو يحملون الوطن على اكتافهم وفوق رؤوسهم بعزيمة وإخلاص وتفان واقتدار ، مرة أخرى يحاول بعض السيئين الذين يحملون في جيوبهم اكثر من جنسية عراقية ان يبعدوا أصحاب الأرض وبناة الدار من ديارهم بطريقة الدسائس والمكائد وشراء ذمم المأجورين الذين اصبحوا أدوات بيع وشراء في كل طبخة يراد لها ان توقد على اهواء نار الفرس المجوس .
يجري العمل الان على صياغة قوانين جائرة بحق العراقيين الشرفاء المخلصين للعراق وعروبته ، ولا نعلم هل يريدون اجتثاث الافكار ام اجتثاث الانسان ، فبالأمس كان جل اهتمامهم ان يتخلصوا من فكر البعث ، وقد تمكنوا من ذلك بفعل اراذل القوم الذين كانوا بالماضي يتدافعون امام شاشات التلفاز وهم يصفقون ويهزجون ويرقصون ليقدموا الولاء والطاعة لهذا الحزب وافكاره ، واليوم وبعد صفقة شراء الذمم والذات من أصحاب العمائم والعقل والكوفيات واللحى والمسابح والمحابس اصبحوا على اعتاب صياغة قرار جائر يجيز لهم اقصاء وابعاد واجتثاث الأشخاص الذين كانوا ينتمون لهذا الحزب .
ساسة العراق الجدد لا يريدون الاستقرار لهذا البلد ، ولو كان المتحكمون برقاب العباد اصيلين بعراقتهم لهذا الوطن لما قبلوا بهذه القرارات الجائرة التي تزيد الهوة والفجوة والتمزق بين مكوناته واطيافه ، ولو كانوا ممن يدعون حبهم لرسول الله وال بيته الاطهار، لكانوا اكثر الفة ورحمة وعفوا وتسامحا ، وقدوة حسنة يحتذى بها وليس قسوة وظلما واعتداءً على أبناء امته ، لانهم لو كان لديهم روح الانتماء لتعلموا من سيرة نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم ولتذكروا صلح الحديبية وفتح مكة وقصة الحجر الأسود ، لكنهم ليسوا بناة وطن وليسوا رجال دولة وانما تجار اوطان وكرامة.
اذا كان المتحمسون لهذه القرارات الجائرة يعولون على أمريكا وحلفائها الغربيين واصدقائهم الإيرانيين في استقرار العراق والقضاء على الإرهابيين والخارجين عن القانون ، فهم واهمون لان ما يحصل في العراق ليس بسبب وجود اكثر من 50% من العراقيين البعثيين ، الذين تحملوا القتل والاعتقال والتهجير والنزوح والاقصاء ولكن نتيجة عمل مخابراتي كبير جرى الاعداد له في غرف ودهاليز” السي أي ايه والموساد والسافاك ” من اجل تمزيق العراق بشكل خاص ومستقبل العرب بشكل عام والقضاء على الرموز والعقول والشخصيات الوطنية الثاقبة ، الذين اصبحوا شماعة يعلق عليها الخونة والمتآمرين والفاشلين اخطاءهم عليها ، كلما عجزوا ان يضعوا حجرا فوق اخر في بناء مستقبلهم الايل للسقوط .
المشكلة التي تواجه استقرار العراق هو البون الشاسع والعميق بين الشعب وحكام المنطقة الخضراء ، الذين بسببهم تمزق العراق واصبح مستباحا يجول فيه الغرباء ، الذين كانوا يتحسرون ويتمنون ان تطأ اقدامهم الملوثة يوما تربته الطاهرة التي كانت عصية عليهم يوم كان يسمى العراق ..عراقا وليس كما هو حاله اليوم ، ينعق فيه الغربان ويتحكم به بعض من لا تعرف اصولهم وانسابهم ، ويدعون عراقيتهم التي يعرفها القاصي قبل الداني ،
ما هكذا تورد الابل يا ساسة العراق الجديد ، واعلموا جيدا ان الذين تريدون اقصاءهم من جديد كانوا سيصفقون لكم يوما لو كنتم رجال دولة وسياسة ولكانت صدورهم جدارا يصدون به عنكم رياح السم الصفراء واضلاعهم جسورا تسيرون عليها وانتم تحملون معاول البناء ، لكنهم وجدوكم تجار بيع وشراء وسيوف ظلم غاشمة ومشرعة على رقاب العراقيين الأبرياء ومعاول هدم لكل ما تم بناؤه بسواعد الذين نضحوا عرقا وهم يعلون بنيانه وسالت دماؤهم انهارا وهم يدافعون عنه ، واعلموا جيدا انكم بفعلكم هذا تتجاوزون وتحرمون كل ما احله الله ورسوله واعلموا ان هؤلاء ان احسنتم التعامل معهم ، سيكونون الأقرب والا خلص لكم من غيرهم ، لسبب بسيط لا يمكن ان يتجاهله أي واحد منكم وهو انهم عراقيون اصليون ” نخلة وخط وفسفورة ” .