23 ديسمبر، 2024 8:48 ص

يراويك حنطة ويبيعك شعير!جسر الحضارات نموذجا!!

يراويك حنطة ويبيعك شعير!جسر الحضارات نموذجا!!

ظهرت في الآونة الأخيرة مجموعة من المشاريع التي لاترتقي لمستوى الطموح فكثير منها يحمل طابع المفاجأة والصدمة بعد اكتمالها !
ومن هذه المشاريع العملاقة! جسر الحضارات في مدينة الناصرية .
الجسر الذي انتظره الكثير من أبناء محافظة ذي قار التي ظلمت خلال العهد السابق من خلال تهالك البنى التحتية وخاصة فيما يتعلق بموضوع الجسور حيث أن لهذه المدينة قصة حزن طويلة مع هكذا مشاريع منذ أن تم قصف الجسر السريع عام 1991 والى ألان لم تنعم هذه المدينة المجاهدة بجسر يلبي الطموح ويساعد المواطنين فيها على تجاوز أزمة الاختناقات المرورية وماتسببه من حوادث يومية,مشروع جسر الحضارات الذي تم افتتاحه اليوم و لطالما أثار الكثير من الشكوك منذ ان تم وضع حجر الأساس له قبل أربعة أعوام مضت!
إذ بقي أسيرا طوال هذه المدة بيد الحكومات المحلية المتعاقبة! مما تسبب في نهاية الأمر إلى اختصار الكثير من المميزات حتى وصل الأمر إلى تغيير التصميم بأكمله بصورة سلبية طبعا!
مما يؤكد إن جميع المسؤولين في الحكومة المحلية السابقة بشقيها التنفيذي والتشريعي والحالية هم مسؤولين مسؤولية قانونية كاملة عن حجم الفساد المالي الذي طال هذا المشروع.
إذ أن المبلغ المرصود للمشروع  في بداية الأمر هو 31.5 مليار ونصف !
فيما أكد متخصصون في مثل هذه المشاريع من داخل وخارج العراق وبعد إرسال تقارير مصورة إليهم في كل مرحلة من مراحل الإنشاء، أن التكلفة الحقيقية لمثل هذا المشروع وبنفس المواد التي استخدمت فيه لايتجاوز ال7 مليار دينار عراقي!
اتسائل هنا من له المصلحة في تغيير التصميم الأساسي للجسر ، وأين ذهبت الــــ 24.5 مليار ونصف ! هل تم تقسيمها بين الشركاء في العملية السياسية ، ام تم توفيرها لبناء جسر أخر أو مطار للمحافظة بالمبلغ المتبقي! وأين المواصفات التي أعلنت عند وضع حجر الأساس للمشروع وتناقلتها وسائل الإعلام المحلية والعالمية في حينها ,بأنه مشروع عملاق والأول من نوعه سينفذ في ذي قار الحضارات وسيتم تسمية هذا المشروع بـــ جسر الحضارات لاحتوائه على برج يمكنك من خلاله رؤية زقورة أور الأثرية !
لم نرى أي برج اليوم عند افتتاح الجسر !ولم نلمح الزقورة بأبصارنا
ماهو السبب ياترى !
أنا اعتقد إن السبب الحقيقي في ذلك يرجع إلى أمور عديدة منها عدم إرهاق المواطن في الصعود لأعلى البرج ليرى زقورة أور من خلاله بل يفضل صاحب المشروع أن يذهب المواطن الى الزقورة ويعاين عن كثب عظمة هذا التاريخ الذي امتد لآلاف السنين !
ويكتفي المواطن بالنظر إلى عدة صور صغيرة مطبوع عليها عدد من القطع الأثرية على الجسر!
 
وان لايتحمل مشقة الصعود إلى برج افتراضي يمكنه من رؤية الزقورة الحقيقية ،لان المقصود بالبرج في بداية عرض التصميم هو لزيادة رؤية الأرباح وحجم الفائض من المال عن اكتمال الجسر وليس رؤية الزقورة الأثرية  !
أثار افتتاح الجسر اليوم في المدينة موجة غضب في الأوساط الشعبية نتيجة التهالك الواضح في البنى التحتية في هذا المشروع الذي عده البعض انه سيسبب حالة من الفوضى والازدحامات المرورية نتيجة مكانه الخاطئ أولا ,وتغيير التصميم الأساسي للمشروع ثانيا,ومما زاد الأمر سوء أن جميع المواد المستخدمة في بناء هذا الجسر هي من مناشيء رديئة وواضحة للعيان,بل إن الجانب الأيمن والأيسر للجسر المخصص لعبور المشاة يكاد أن يكون متهالك!
السؤال المهم هنا وبعد أن رمى البعض الكرة في ملعب الشركة الفرنسية المنفذة وصاحبة التصميم الأساسي للجسر ،هل يمكن إقامة دعوى قضائية ضد الشركة المنفذة أم يبقى الحال على ماهو عليه !أم إن لأهالي ذي قار كلمة في هذا الموضوع الذي يمس سمعة وتاريخ مدينتهم ومستقبلها…اعتقد إن الأيام ستكشف ذلك..استودعكم الله لأعبر من خلال هذا الجسر إلى الضفة الأخرى!
ملاحظة:لااقصد بالضفة المدينة الفلسطينية بل اقصد الضفة الأخرى من نهر الفرات والله من وراء القصد…