يذبحون ملايين المواشي في بضعة أيام , ويستوردون اللحوم والمنتجات الحيوانية من الدول الأجنبية , هكذا جرت العادة , والجوع طاعون التأخر والتبعية وتعطيل العقول , ومصادرة الإبتكار والتفاعل الإيجابي مع الحياة.
لو رفضت ذبح المواشي كعادة أو طقس عقائدي , لكفروك ورموك بالزندقة , وما من أحد يجرؤ على التساؤل لماذا تذبحون الملايين من المواشي في أيام معدودة كل عام.
مالفائدة من جزرها وأكل لحومها؟
أيهما أفضل , أن ينتفع الفقراء بمعطياتها الأخرى وما ستدره عليهم من نعيم وبركة وإكتفاء ذاتي , وتحميهم من جوع , وفيها منافع أخرى.
الثروة الحيوانية قوة إقتصادية , وجزرها المليوني يتسبب بهدر كبير لها , ويجعل المجتمعات تعتمد على غيرها لتوفير اللحوم لها , ولهذا فالدول الأجنبية تستفيد من هذا السلوك لأنها ستجد أسواقا لبيع منتوجاتها الحيوانية للمجتمعات الغارقة في عاداتها الخسرانية.
في الحج يتم ذبح ما لا يمكن عده من المواشي , ولو وزعت على الفقراء , لتحرروا من فقرهم ولأسهموا في بناء إقتصاد أوطانهم , ولتطورت حياتهم , فالثروة الحيوانية ستجلب لهم الرزق الوفير.
إحدى الدول قررت منع جزر المواشي أو تقليص أعدادها في عيد الأضحى , ربما إدراكا منها لتأثيراتها السلبية على الثروة الحيوانية , وضرورة الحفاظ عليها من هذا السلوك المدمر لدورها في تنمية الإقتصاد الوطني.
ووجه الكثيرون الإدانة لتلك الدولة , التي تواكبت مع عصرها , وإستوعيت قيمة التفاعل الإيجابي مع الحياة , وأن الإقتصاد عماد القوة والإزدهار , والثروة الحيوانية من أركانه الأساسية.
مواشيُنا بها نفعٌ كبيرُ
وإغناءٌ يحبّذه الفقيرُ
فلا تطعم جياعا بعض يوم
وإنّ حياتهم فيها العسيرُ
فدعهم في محاولة ارتقاءٍ
بما ملكوا وكن فيها النصيرُ