23 ديسمبر، 2024 7:35 ص

توفيق الحكيم، أديب مصري، يعدّ من رواد الأدب العربي. ولد عام ١٨٩٨. عاصر الحربين العالميتين الاولى والثانية، وعاصر عمالقة الثقافة مثل مصطفى صادق الرافعي وطه حسين وعباس العقاد وسلامة موسى وأحمد شوقي وحافظ إبراهيم وسيد درويش وزكريا أحمد والقصبجى وجورج أبيض ويوسف وهبى والريحاني. كما عاصر فترة انحطاط الثقافة المصرية (حسب رأيه) في سنوات 1939 – 1952 التي وصفها في مقال صحفي بالعصر “الشكوكي”، نسبة الى المنلوجست الفكه محمود شكوكو.
اشتهر الحكيم بمعاركه الفكرية التي خاضها مع شيخ الأزهر المراغي، ومع زعيم الوفد مصطفى النحاس، ومع اليسار المصري بعد صدور كتابه “عودة الوعي”. ومن المناصب تبوأ رئاسة اللجنة العليا للمسرح سنة 1966، ومقررية لجنة فحص جوائز الدولة التقديرية في الفنون. ونال قلادة الجمهورية عام 1957، وجائزة الدولة في الآداب عام 1960، ووسام الفنون من الدرجة الأولى، وقلادة النيل عام 1975، والدكتوراه الفخرية من أكاديمية الفنون عام 1975، وأطلق اسمه على مسرح محمد فريد اعتباراً من عام وفاته 1987.
من أعماله: أهل الكهف – مسرحية 1933، عودة الروح – رواية 1933، يوميات نائب في الأرياف – رواية 1937، عصفور من الشرق – رواية 1938، بجماليون – مسرحية 1942، سليمان الحكيم – مسرحية 1943، الأيدي الناعمة – مسرحية 1946، الملك أوديب – مسرحية 1949، والسلطان الحائر – وهذه مسرحية كتبها قبل أكثر من خمسين عاماً، وتعدّ من أهم أعماله التي ما زالت محتفظة بسخونتها، حيث كتبها منتصراً للقانون ومندداً بمنطق السيف.
تدور أحداث المسرحية حول أحد سلاطين المماليك الذي شاع لغط أنه لم يزل عبدا، وأن سيده السابق لم يعتقه، ولهذا لا يحق له أن يحكم قبل أن يُعتق ويصبح حرا، ويتحيّر السلطان بين استعمال القوة لإسكات الناس (وهذا رأي الوزير)، أو الاحتكام إلى القانون (وهذا رأي القاضي). والاحتكام إلى القانون يعني أن يُعرض السلطان في مزاد عام أمام الناس ليشتريه من يشتريه فيعتقه، وتردّد السلطان بين الرأيين، ولكنه قرر في النهاية أن يكون القانون هو الحكم.
وتم المزاد، وفيه كان أمتع مشاهد المسرحية حيث منظر المشترين وهم يعاينون “البضاعة البشرية السامية”، فالخمّار يرغب في شرائه لأن وجود السلطان في الخمارة سيجذب الزبائن، والإسكافي يرغب كذلك في شرائه ليستخدمه في عرض بضاعته، ولكنه صار أخيراً من نصيب امرأة غانية سيئة السمعة، دفعت فيه كل ما
تملك، ولكنها رفضت التوقيع على وثيقة العتق، وبعد أخذ وردّ وافقت على شراء السلطان والتوقيع على صك عتقه إذا أذّن المؤذن لصلاة الفجر!
وتستضيف الغانية السلطان في بيتها، ويدور بينهما حوار يكشف شخصيتيهما، فقد اكتشف السلطان أن الغانية بريئة من تهمة العهر، وما هي إلا امرأة تُحب الأدب والفن والحياة والحرية.
وأثناء الحوار بينهما يؤذن المؤذن لصلاة الفجر قبل حلول الوقت، ويُفاجأ الاثنان بالأذان، ثم يعلمان أنها خطة من تدبير القاضي الذي تحايل على القانون، وزعم أن العتق يتم إذا أذّن المؤذن لصلاة الفجر سواء أكان الأذان في موعده أم في الساعة الثانية عشرة ليلا.
ومن ساعتها استحق بحق لقب القاضي اللوتي.