23 ديسمبر، 2024 7:29 ص

يحدث في ظل النظام الايراني فقط

يحدث في ظل النظام الايراني فقط

عندما قام المرشد الاعلى للنظام الايراني بترشيح ابراهيم رئيسي”رئيس السلطة القضائية للنظام”، لخوض إنتخابات الرئاسة الاخيرة في إيران، فإن السبب الاساسي في خسارته تلك الانتخابات وبصورة شنيعة، هو ماضيه الاسود إذ کان أحد أعضاء لجنة الموت التي أصدرت أحکام الموت بحق السجناء السياسيين من أعضاء وأنصار منظمة مجاهدي خلق فيما يعرف بمجزرة صيف عام 1988، بل وحتى إنه قد جرى في ذلك الوقت إثارة موضوع وجوب محاسبته ومحاکمته على الجرم الذي إرتکبه من وراء تلك المحاکمات الصورية غير القانونية جملة وتفصيلا، والاهم من کل ذلك إنه قد بعث قبل فترة قصيرة 7 من خبراء الامم المتحدة في مجال حقوق الانسان برسالة الى النظام الايراني من أجل إجراء التحقيق في مجزرة صيف عام 1988 والتي لرئيسي دور رئيسي ومباشر فيها!
اليوم وعندما ينبري إبراهيم رئيسي، واحد من المتهمين الرئيسيين بإرتکاب مجزرة صيف عام 1988، ليقول بأن نظامه سيرفع قضية إغتيال الارهابي قاسم سليماني الى المحكمة الجنائية الدولية! تصوروا سفاح يدافع عن مجرم ويتبنى قضيته، وبطبيعة الحال فإن الامر مفهوم تماما لأن”الطيور على أشکالها تقع” وإن”شبيه الشئ منجذب إليه”، ولذلك فإنه من المتوقع جدا أن يقوم رئيسي بهکذا حرکة مثيرة للسخرية والتهکم، ومن الواضح جدا بأنه يريد من وراء ذلك التغطية ولو بالحد الادنى على تلك الرسالة التي بعث بها الخبراء السبعة للأمم المتحدة للنظام الايراني بخصوص فتح تحقيق بشأن مجزرة عام 1988.
رئيسي وغيره من قادة ومسٶولي النظام الايراني والذين يواجهون حاليا فترة بالغة الحساسية والخطورة خصوصا وإن ماکانوا يعولونه على إنتخاب بايدن لم يکن مطابقا لما کانوا يتمنونه ويريدونه بل وحتى إنها على العکس تماما خصوصا وفن تواتر الاحداث والتطورات المختلفة المتعلقة بالاوضاع في إيران والتي في معظمها تدين الدور المشبوه للنظام الايراني وتجعله في دائرة الاتهام، ولذلك فإن کل المٶشرات تدل على إن الامور لاتجري في صالح النظام إذ أن هناك الکثير من الامور والقضايا المتباينة التي تنتظر الطرح والتوضيح بشأن ماقد قام به هذا النظام خلال العقدين الماضيين ولاسيما في مجالات إنتهاکاته وخروقاته للإتفاق النووي أو في مجال تصديره للتطرف والارهاب وتدخلاته في بلدان المنطقة وقبل ذلك کله ماقد قام به من جرائم ومجازر فظيعة ومروعة بحق الشعب الايراني وعلى رأسهما مجزرة عام 1988، ولهذه الاسباب فإن على رئيسي أن ينتظر اليوم الذي ستصدر المحکمة الجنائية الدولية أمرها بالقبض عليه وليس أن يقوم”وهو متهم مطلوب للعدالة” برفع دعوى في هذه المحکمة، إذ أن هذا الذي قام به رئيسي بمثابة مسخرة لايمکن أن تحدث إلا في ظل النظام الايراني!!