18 ديسمبر، 2024 9:55 م

يحاولون خداع الشعب .. أخزاهم الله

يحاولون خداع الشعب .. أخزاهم الله

كثيرا ما سمعنا عن خطط الدولة الأمنية المتعددة و حملاتها التي تدعي لمطاردة الإرهاب في العديد من  مناطق بغداد و  بعض المحافظات و كانت جل هذه الحملات تنفذ في حزام بغداد و المناطق الغربية التي تسكنها أغلبية طائفة معينة ,  و في نهاية كل عملية يتم القاء القبض على عدد من المواطنين ينتزعون من بعضهم اعترافات مفبركة و ينسبون تلك الجرائم أليهم و باعتبارهم من عناصر القاعدة و الكثير ممن يتعرضون للتعذيب بهدف انتزاع اعترافات منهم يقضون تحت هذا التعذيب و خير مثال على ذلك هو  وفاة المعتقل علاء الزوبعي من أهالي أبو غريب حيث أعتقل بتاريخ 17/7/2013 صباحا من قبل الفوج الرابع المسؤول عن منطقة الزيدان  التابع للفرقة 17 و توفى في نفس اليوم تحت التعذيب و قد وضع في مستشفى المحمودية تحت أسم آخر الى أن تم الاستدلال عليه من قبل ذويه في أول أيام عيد الفطر و أثار التعذيب و الحرق واضحة على جسمه , و كان يراد من ذلك أقناع الشعب العراقي و الرأي العام العالمي بأن ما يجري من عمليات إرهاب تأتي فقط من هذه المناطق و أن المناطق الأخرى هي ضحية  لهذا الإرهاب المحدد المصدر و لم تتطرق الحكومة يوما الى المناطق التي تكثر فيها العصابات و المجاميع المسلحة و المليشيات و تنفذ عمليات خطف و قتل المواطنين و عمليات السطو  و السرقة أو تلاحق قتلة الشعب من عصابات و مليشيات التي تفتك بالشعب يوميا لأنها متوافقة و موافقة على ما تقوم به هذه الجماعات المسلحة و أغلب الجرائم إن لم نقل جميعها تتهم بها القاعدة و القاعدة  تفرح و تصدر بيانات تنسب تلك الجرائم أليها  أذا كانت من فعلتها أو من فعلة غيرها باعتبارها أحد المنجزات الإجرامية التي تستهدف بها  جميع فئات الشعب العراقي .. و لكنني أعتقد ان منفذ هذه الجرائم ليس القاعدة وحدها بل لا بد و أن تكون هناك جهات  أخرى تشاركها في جرمها و خاصة عمليات التفجيرات الانتحارية و تفخيخ السيارات  فهذه الجرائم  لم تكن من صنيعة القاعدة  ولا من أول من عمل بها , فقد سبقت القاعدة مجاميع إجرامية كانت تقوم بمثل هذه الجرائم قبل أن  تظهر صورة القاعدة و خاصة العمليات التي كانت تشن على  أبناء شعبنا و مؤسسات الدولة الرسمية قبل الاحتلال .. بل منذ مطلع الثمانينيات و أمثلتنا كثيرة على ذلك و منها على سبيل المثال هو التفجير الأجرامي الكبير الذي ضرب السفارة العراقية في بيروت عام 1981 بسيارة شاحنة نقل متوسطة مفخخة و الذي أدى الى جرح و استشهاد العشرات من موظفي السفارة و مراجعيها و من بين  من فقد حياته في هذا التفجير  السيدة بلقيس زوجة الشاعر العربي الكبير نزار قباني , و خلال هذا العام حسب ما أعتقد تم تفجير قيادة القوة الجوية الكائنة في الكرادة وسط بغداد قرب المسرح الوطني بسيارة إسعاف مفخخة و تلتها وكالة الأنباء العراقية و وزارة الأوقاف و الشؤون الدينية و غيرها من التفجيرات و ضبط العديد من اسيارات المفخخة قبل تفجيرها  في مناطق مزدحمة  كانت تستهدف المواطنين و منها  مسك سيارة برازيلي قرب سوق الشورجة و غيرها الكثير و في ذلك الوقت لن نسمع باسم القاعدة أو أي مجاميع مسلحة سوى  العصابات التي كانت تدعمها ايران وهي التي نفذت  هذه الجرائم و قد أعترف الكثير من ساسة اليوم بعلاقتهم بهذه الجرائم في و يتفاخرون بتنفيذها و من بين أكبر العمليات التفجيرية التي حدثت في تلك الفترة هي محاولة اغتيال أمير الكويت ..مما حدى بأجهزة الأمن وضع عوائق شوكيه أمام مداخل المؤسسات الرسمية للحد من السيارات المفخخة .
وكنا نسمع أيضا عن طريق الأعلام العمليات الجهادية التي يقوم بها الفدائيون الفلسطينيون و لكنني لم أسمع أنهم استخدموا السيارات المفخخة ولا التفجيرات الكبيرة التي تضرب مدننا اليوم .
أقول بأن القاعدة لا يمكن  أن تكون الوحيدة  التي تنفذ جرائمها في العراق لأسباب عديدة من أهمها أن معظم خلايا القاعدة تتخذ من المناطق الغربية قواعد لها و حواضن فهي لا تستطيع أن تتنقل بحرية و بسيارات مفخخة في طول العراق و عرضه في ظل إجراءات أمنية صارمة و يفرض على مناطق حزام بغداد ما يشبه الحصار إن لم يكن حصارا و يتم تفجير العديد من السيارات المفخخة والعبوات الناسفة في بغداد و عدد من المحافظات في وقت واحد مثلما حدث في يوم السبت الماضي وهو يوم من أيام عيد الفطر المبارك حيث تم استهداف  كركوك و صلاح الدين و بغداد و كربلاء و الناصرية و في عدة مناطق من هذه المحافظات بسيارات مفخخة في وقت متزامن  يجعلنا نعتقد بأن المنفذ ليس واحدا ولا بد أن تكون جهة أخرى تتعاون مع القاعدة  لها نفس الأهداف و الغايات   و تستهدف من خلالها كافة أبناء شعبنا  العزيز .. أي الهدف هو الشعب و ليس أية جهة أخرى .. أذن لنفتش عن المستفيد من سفك الدم العراقي و سنعرف  الفاعل  الحقيقي و من خلال تعاون أبناء العراق الغيارى و الكشف عن المجرمين الذين استباحوا دم العراقيين النجباء.