23 ديسمبر، 2024 6:25 ص

كثيرة جدا هي المحطات غريبة الاحداث عاشها العراقيون والاغرب فيها كيف تعامل معها العراقيون ، ولا ابالغ ان اغلبها ان لم تكن كلها اتفقوا على التشتت وهم جميعا كانوا يدعون التوحد قبل الحدث ، وشواهدها كثيرة منذ محاربة الانكليز وثورة العشرين والاستسلام للمؤامرات والانقلابات الجمهورية جميعها والتي يدعون اصحابها ظلما واستهتارا انها ثورات ، وحتى سقوط طاغية العراق ومظاهراتهم التي حققت رقما قياسيا في عددها خلال سنوات الديمقراطية المزيفة في العالم .

وكم من موقف جاء بخلاف توصيات المرجعية في العراق ، فمنذ ان كان العراقيون يقاتلون الانكليز بامرة السيد الحبوبي فجاة تنسحب العشائر المقاتلة بحجة ان الانكليز انتصروا على القوات المتقدمة لمقاتلتهم وعندما ذهب السيد محسن الحكيم ليطلع على الامر فوجد انه لا وجود لما يدعون والنتيجة خسروا الحرب ودفعوا الثمن غاليا ، وقام الانكليز بترحيل قيادات الثورة امام اعين العراقيين الخالصي ومن معه ولا احد يحرك ساكنا .

وحتى الاعتداء البعثي على بيت السيد الحكيم لم يتصدى له الشعب العراقي وزاد الطين بلة يوم تشييع جنازة السيد الحكيم حيث رددوا هتافات ضد الحكومة وسرعان ما فروا تاركين النعش على الارض ، وهم من تظاهروا مطالبين باطلاق سراح السيد محمد باقر الصدر مما جعل السيد يبني امالا عليهم ولكن سرعان ما تخلوا عنه وهم يرون بعض الجنود المرتزقة الذين يمكن طردهم بالعصي وهم يحاصرون بيت السيد حتى اقتادوه واعدموه .

وهم اجتمعوا في ملعب الشعب في شباط ليقولوا لمؤامرة طاغية العراق نعم فيرسلهم الى محرقة حرب مع ايران دون ان تكون لهم معارضة .

اتذكر في الكاظمية وانا صغير ارى مجموعة ثائرة ضد البعث الكافر خرجت من الصحن الكاظمي فقام البعثيون بمحاصرتهم في بداية السوق من جهة باب المراد والمتفرجون من اهالي الكاظمية عليهم اكثر من المتظاهرين والانجاس البعثيين الذين لا يتحاوز عددهم العشرين فلم يحركوا ساكنا للقضاء على الجرذان البعثية وهم يرونهم كيف اقتادوا الشباب ومن ثم لتختفي اجسادهم حتى يومنا هذا

واي محافظة تعاني من ازمة لا احد من المحافظات الاخرى تتعاطف معها ، ايام الحصار كانت بغداد تعيش الرخاء وكامل الخدمات والجنوب يعيش الفقر والاضطهاد ففي الوقت الذي تقطع الكهرباء في بغداد ساعتين في اليوم كانوا يمنحونها ساعتين فقط في اليوم لكربلاء والنجف ،والمحافظات الغربية دولة تعيش السعادة والشمال تجار مع الاستقلال .

اجتمعوا واتفقوا اغلب العراقيين على السلب والنهب عند السقوط وبعدما ملأوا بطونهم من مال الحرام بداوا يواظبون على العبادات .

اليوم اسوء حالة تعيشها المحافظات وزاد في سوءتها الفدرالية المزعومة التي جعلت العنصرية بين ابناء البلد الواحد وكل محافظة تنصب السيطرات بحجة الامن لتمنع دخول اي عراقي من خارج محافظتها ، بل من الممنوعات تسجيل نفوس عراقي من محافظة معينة في محافظة اخرى ، والاسوء هناك من ينظر الى من ليس من محافظته بانه غريب وكأن حديث رسول الله (ص) لا فرق بين عربي واعجمي الا بالتقوى مجرد شعار اسلامي نتبجح به قولا لا فعلا امام الاخرين .

واذكراكثر من خطاب للمرجعية بضرورة تغيير الوجوه في الحكم فياتي فوز كتلة معينة متسلطة على الحكم فوزا ساحقا ، وللاسف الشديد كل منا ينظر الى محنته للاجل القريب وليس للبعيد ولما يترتب عليه من سلبيات بحق هذا البلد .وقد كشفت سنوات الديمقراطية فوضوية التفكير والتصرف وعدم الاتحاد من اجل مطالب مهمة للعراق والعراقيين ، لاحظوا شعارات المتظاهرين كل يبكي على ليلاه ، فتظهر شعاراتهم مشتتة يسهل على سياسيي الصدفة التعامل مع هذه المطالبات دون تحقيقها وذلك لاننا لسنا يدا واحدة .

تذكرون كتلة الائتلاف ( 186) مقعد في البرلمان من اصل 325 اي اكثر من النصف بحيث لو حضروا يقرون ما يريدون حتى تغيير الدستور والانتخابات ولكنهم مشتتون وكما قلت يجمعهم التشتت .