في كل الهيئات التحقيقة في العالم حينما تُكلف بالقيام بواجب معين من أجل الحصول على الحقيقة بكل تفاصيلها يبدأ العمل ليلاً ونهار من اجل البحث والتنقيب عن أشياء كثيرة صغيرة وكبيرة من أجل إنجاز الواجب الكبير – واجب التحقيق- وتكون الهيئات التحقيقة بكل أفرادها كخلية نخل لاتعرف ساعات النوم والراحة من أجل إحقاق الحق وبالتالي تنكشف الصورة الضبابية التي لفت الجماهير والجهات المختصة أياماً طويلة. وهكذا قامت اللجنة التحقيقة المكلفة من قبل مجلس النواب العراقي بأجراء تحقيقات شاملة عن الموضوع الذي عصف بالشباب العراقي من مختلف ألأعمار ورحلوا عن هذا العالم نتيجة أخطاء وملابسات تتعلق بالعمل غير المتقن من قبل القادة والضباط المسؤولين عن تلك الشريحة – الشابة – وجعلت أجسادهم تتمزق بفعل مصالحهم الشخصية وإهمال الدقة في تطبيق العمل العسكري المكلفين به من قبل الدولة العراقية. اللجنة التحقيقية وضعت كل اللوم على القادة في تلك البقعة من أرض الوطن. حسناً اطلقت اللجنة التحقيقية القرار النهائي وأعلنت نتيجتها النهائية وعرفنا نحن المواطنون البسطاء أنهم السبب ألأول في قتل أؤلئك الشباب ..وماذا بعد ؟ هل ستدخل االقضية ضمن التسويف عن طريق دخول بعض المتنفذين ومحاولة إنقاذ أؤلئك القادة؟ القانون هو القانون- إن كان لايزال لدينا قانون مستقل لايتأثر بالعناوين والمراكز المختلفة. يجب على القضاء ممارسة دوره وإصدار أشد أنواع العقوبات بحق القادة الذين شملهم التحقيق ودخلوا ضمن قائمة المسؤولين عن موت الشباب . إذا لم يتم تنفيذ حكم ألأعدام في حق المشمولين فأن القضاء لن يكن له اي دور في تاريخ العدالة في التاريخ الحديث , وسيكون عمل اللجنة التحقيقية ليس له اي قيمة مطلقاً , لا بل أنه كان مجرد مسرحية وهدر وقت ثمين جدا. ماهو ذنب تلك العائلات التي تذرف دموعها ليلا ونهارا من أجل أبنائهم ؟ وماهو ذنب ألأمهات اللواتي يقضين الليل والنهار ونيران الغضب وألأشتياق تدور في قلوبهن ؟ 1700 شاب في مقتبل العمر خسرهم العراق من أجل مزايدات شخصية بين هذا القائد وذاك , لو كانوا على قيد الحياة لربما غيروا وجه التاريخ الحديث يوماً ما. سلاماً ايتها ألأرواح التي ضاعت بلا فائدة . سلاماً أيتها ألأمهات وأنتن تذرفن دموعاً لاتتوقف كلما نظرتن الى صورة من صور فلذات أكبادكن . سلاماً ايها ألآباء وانتم تبكون بصمت على مدار ألأيام والسنين لحين الرحيل الى العالم ألآخر يوما ما.