23 ديسمبر، 2024 12:40 م

عقد احدهم وليمة ودعا الناس اليها، وكان احد اصدقائه المخلصين كفيف البصر، واصر على ان يشارك باعداد الطعام، فخيروه ماذا يريد ان يصنع، فقال : انا متخصص بالثريد، انا ساثرد لكم وانتم صبوا المرق، وبدأ العمل وبعد ساعة جاء حامل المرق ليصبه على الثريد فوجد الكفيف قد قطع الخبز ووضعه بجانب المواعين، فقال له : ماذا فعلت (انت تثرد ابصف الماعون)، والعبادي يثرد ابصف الماعون، يقول وينفي وجود اي عراقي مع داعش، وهذا تفسيره بطريقتين، اما ان العبادي لايرى الامور على حقيقتها ويثرد ابصف الماعون، او انه خضع لصفقة مشبوهة كان بطلها كما تعلمون، مسعود وابراهيم الجعفري وسليم الجبوري، واطراف اخرى في التحالف الوطني.

احضروا الرجل وهو يرتجف كالقصبة ووضعوه في وجه المدفع، واسرعت اميركا والسعودية وقطر لمباركة الخطوة الجبارة، التي اصبح فيها العبادي رئيسا لوزراء العراق، وانبرت تركيا تبارك وتعطي مميزات البطل الجديد، فهو دكتوراة من بريطانيا بهندسة الكهرباء، لبلد لايمتلك امبيرا من الكهرباء، وصدق الرجل الامر وانبرى للمهام الجسام، وراح يطلق الشعارات الفارغة والتي لاتغني عن جوع، وكأنه يشبه الى حد ما احد المغفلين وهو يهزج: ( اخوان سنة وشيعه… هذا الوطن منبيعه)، في حين ان الكونغرس الاميركي يناقش مشروع قرار يجيز التعامل مع السنة والكرد على انهما دولتين منفصلتين.

الجميع علم ويعلم ان الشعارات والاناشيد التي صرفت عليها القناة العراقية دم قلبها، ووضعت لها لجان متخصصة، اللجان استفادت كثيرا من خراب الموصل والانبار، وراحت تنتج الاناشيد هي واخواتها القنوات الاخرى، وظهر شعراء كبار يضارعون الجواهري بامكانية التحدث عن الوطن بصدق، منهم من يفرق ومنهم من يجمع حتى ان ابني الصغير سألني مرة من المرات، بابا شنو ذوله، شو مره ايكولون اخوان، ومره يكولون ندوس على روسهم، خجلت ان اجيبه ان اعلامنا اعلام غبي وهو الذي تسبب بتأجيج هذا الصراع.

وخجلت ان اقول له اننا لانمتلك رؤية حقيقية للامور، واننا اعتمدنا على اقوال الشعراء، وممن يسمون انفسهم بالمثقفين، لتقييم حال وطننا، فذهب مع الريح، العميل الذي اسس صحيفة، والجاسوس الذي اسس فضائية، والحاقد الآخر الذي كان

كلبا من كلاب سلطة صدام، كل هؤلاء يابني هم من دمر الوطن، ورئيس الوزراء الذي لايعلم الى اين يسير، تدير به اهواء هذا وذاك، ارأيت يابني ان عدوا يقيم مجلس فاتحة لعدوه، هذا هو وطننا المخترق الجديد.

العبادي الكبير وقنوات التجسس والعمالة، يشاركون معا في طمس الحقائق، الاعلام المأجور يقف جنبا الى جنب مع توجهات رئيس الوزراء في تفتيت الوطن، ربما هدد العبادي بالاستقالة وسيستقيل لكن متى؟ عندما تدخل داعش الى بغداد ويكون خراب البصرة، انا اؤيد ان يذهب منصب رئيس الوزراء الى اخواننا السنة، فهو حل اخير، ربما يجنب البلاد كثيرا من التناحر والاقتتال، وانا اراه خيرا من ان تصل جثامين مئة شهيد الى مطار بغداد قضوا في الثرثار ، بينما يصر العبادي الشيعي على انهم ثلاثة عشر شهيدا تم انقاذ سبعة منهم.

يكفي اللعب على ارواح الناس، احدكم يدعو الى حجب مرتبات المعلمين في العطلة الصيفية، وهو يمتلك مايمتلك في الامارات، والآخر يتآمر ويزور عمان ليساهم بعاصفة حزم على العراق، والآخر يحلم في الليل فيسحب جيشه من المعركة، ولا ادري على ماذا يغطي، والثالث ينهب ويسرق ويوزع اسلحة لانسبائه ليبيعوها على داعش، يكفي اتركوا هذا الشعب بحاله، لانكم تثردون ابصف الماعون.