المادة الغنية بكل العلوم والمعارف الالهية والتشريعية والمادية هي الرسالات السماوية وكل حسب زمانها ومكانها ، ولكل فرد حق المعرفة والبحث بشرط ان يكون ضمن تخصصه ، وكل ما يبحث فيه هو علم وليكن كلامنا حصرا عن التاريخ ، فاي حقبة تاريخية يبحث عنها الباحث هي علم لا جدال في ذلك ، ولكن لو خيرونا بين باحث عن الاساطير الاولية او الاديان السماوية وباحث اخر عن كيفية الارتقاء بالامة ثقافيا واقتصاديا ، ايهما الاجدر بنا ان نهتم به ؟ لربما هنالك من ينكر هكذا مقارنات او افتراضات ، وحقيقة وانا اتابع برنامج يتفكرون واستمع الى الدكتور فراس السواح وهو يقول لو ان الله ارسل نبي الى اليونان بدلا من الجزيرة لكان النبي يوناني والقران يوناني ووو ، وهنا اسال ماهي الفائدة من هكذا افتراض ؟ يكفي ان القران الكريم الذي هو معجزة الاسلام الى يومنا هذا منهلا لكل العلوم ، اما من يخطيء تفسير اية ما فهذا شانه سواء كان بحسن نية او بجهل .
يتحدث د خزعل الماجدي عن السومريين والاكديين والديانات الاخرى ويحاول ان يمنحها صبغة مادية لا اعلم وفق اي مستند اعتمد حتى يخرج بهذه الاراء ولا يقل عنه السواح الذي يرى ان الجنة والنار امر رمزي ويرى ان بعض الشخصيات التاريخية التي ذكرت في القران انها مجرد رموز ولا وجود لها على ارض الواقع .
لماذا لا ندرس الاثر الفكري لهم وما تمخض عنه من ثقافات تخدم المجتمع ؟ انا لا اقول لا تحترموا من لا يتفق والاسلام ، فالمعتقدات موجودة وحرية الاعتقاد ايضا موجودة لكن حرية الفلسفة على ثوابت هذه المعتقدات غير صحيحة .
الاعلام يلعب دورا مهما ولا استبعد انه موجه من اجندة خارجية لانه يسلط الضوء على افكار شاذة لا تستند لاي دليل مجرد اراء هوائية يقولها صاحبها ولان هذا القائل دكتور او صاحب منصب وتاتي اراؤه متفقة مع توجهات غريبة فيسلط الاعلام الضوء عليه ، والعجيب استخدام مفردات ومصطلحات بين الفارغة او الغريبة او الموجودة في صلب التراث الاسلامي .
الدكتور السواح يقول ان النبي محمد بن عبد الله ـ ( صلى الله عليه واله) ـ هو اعظم شخصية فكرية فاذا كان كذلك فلماذا ترفض الكثير من الاحداث التاريخية والعلوم الالهية التي جاء بها من خلال القران ؟ لان ليس هو فقط بل الكثيرين يريدون ان يكون النبي محمد وفق ما يعتقدون من افكار .
الرواية التاريخية الدينية ، ما المقصود بها ؟ هل الحدث الذي حدث في زمن حاكم متدين ؟ ام على ارض احتضنت رسالة سماوية ؟ هذا جانب وجانب اخر محطات التاريخ متنوعة واهم محطة التي يتمخض عنها حكم تشريعي او قانون اي قاعدة قانونية وفي الدين قاعدة فقهية ، وهنا لنا مداخلة للتذكير لان لها دور مهم في التاريخ وهو عصر النص ولايسعنا تسليط الضوء عليه وتاثيره على التاريخ ضمن هذا المقال .
هذا الحاكم فاسد او طاغية استخدم الدين لشن الحروب فالحكم يكون قاس بحق الديانة التي يعتنقها هذا الحاكم ، الحروب التي تسمى صليبية شنها طواغيت باسم المسيح والمسيح برئ من مجازرهم . والامر ذاته على الدين الاسلامي .
يقول الماجدي ان كل دين يرى ان له الافضلية ، هذا الامر ليس ادعاء الدين بل لان الله عز وجل نهض بالانسان تدريجيا فمن المؤكد العلوم التي تطورت اليوم هي افضل من علوم الامس هذا لا جدال فيه ، وبالنتيجة بالاجماع ان الدين الاسلامي هو اخر الاديان وله رسالة سماوية يدرسها ليس الاسلام فقط بل كل بلدان العالم بمختلف دياناتهم .
العجيب ان مناقشة مفردات الحياة التي نهض بها الاسلام تكون وفق التفكير المادي لهؤلاء المفكرين، ويرفض ما يشاء وفق رايه لا اكثر ولا اقل من غير دليل معرفي .
بالنتيجة ان الرواية التاريخية الدينية هي منهل كل علوم التاريخ والمؤرخون امام مسؤولية تاريخية بان يقرأوها وفق العقل والمنطق لا ان اثبت الراي ومن ثم اثبات صحته بتوظيف الرواية وفق رايه وهذه مشكلتنا في العالم .
كل علوم التاريخ قبل الاسلام موجودة ولها ثقافتها وايديولجيتها ومهما تكن فهي لا يمكن ان يكون لها الاثر المعرفي افضل واكثر مما جاء به الاسلام ، وهنا مسالة العبادات هي مسالة حرية فردية لان الانسان هو مسؤول عن عبادته امام الله عز وجل ولكن المعاملات بين افراد المجتمع هذا هو المهم ومنها اي المعاملات تظهر ثقافة المجتمعات وللاسلام ثقافته في هذا الشان