ما يحصل في الواقع العراقي منذ ألفين وثلاثة وحتى اليوم , ناجم عن تصارع القوى الإقليمية والعالمية الطامعة بإمتلاكه وإفتراسه كل حسب مقاساته ومصالحه المرسومة.
قِوى متعددة تؤهل من أبنائه ما يخدم مصالحها ويؤمّن أهدافها , ويقاتل عنها بالنيابة ضد القوى الأخرى المنافسة لها.
فالمجتمع قد توزع إلى فئات ومجاميع تابعة لهذه القوة أو تلك وتأتمر بها وتنفذ أجنداتها.
ومن الواضح أن القوة العاتية المهيمنة على البلاد والعباد هي الجارة الشرقية بإمتداداتها المؤدينة المتاجرة بالدين , وفقا لآليات عاطفية وإنفعالية تستحوذ بها على المغفلين المنومين من أبناء البلاد فتأكلهم على راحتها.
وقد وُظِّفَتْ العمائم والرموز الدينية والسياسية لتحقيق أهدافها التوسعية , ووفرت لها المال والسلاح والقوة الإعلامية والنفسية الكفيلة بتأهيلها للموت في سبيل ذلك.
وتبدو البلاد وكأنها ضيعة للجارة الشرقية , وميدانا لتصارعها مع القوى التي تنافسها عليه , وهي في غاية التمسك بما أنجزته , وتوافقت عليه مع القوى التي تُظهر عداءها لها , بأساليب مسرحية ما عادت تخفى على الساذجين والمغفلين.
فالتداعيات المتوالية في البلاد ناجمة عن عدم السماح لأهله بالقيام بواجبهم تجاهه , ودفعهم إلى تفاعلات سلبية خسرانية لتأمين مصالح الآخرين.
والمشكلة أن أعدادا من أبنائه قد تحقق ترويضهم وبرمجتهم , ليكونوا أدوات طيعة لدى القوى الفاعلة في تدميره ونهب ثرواته والتحكم بمصيره.
ولا يد من ولادة تيار وطني خالص يستعين بأهل البلاد على مداواة جراحها , والخروج بها من وديان الضياع والإتلاف الحضاري , التي يحاول أعداؤها دفعها إليها , لكي يدوسوا على رأس البلاد!!
فهل من قدرة على التحرر من قبضة القِوى الفاعلة فينا؟!!