23 ديسمبر، 2024 9:46 ص

يبقى يرن وما يصير خشالة!!

يبقى يرن وما يصير خشالة!!

يرن: له صوت وقيمة وجاه
وما: لن
يصير: يصبح
خشالة: ذليل
الذين قالوا للشيخة حكيمة “كان يرن وصار خشالة” , أخذوا يتسابقون على الذهب الذي نثرته بين أقدامها!!
والقصة معروفة حصلت بعد سقوط دولة عربستان وحكم المرداويين فيها.
وهي تشير إلى سلوك التشفي (التشفي من الأعداء: الشعور بالسرور نكاية منهم , كأنه يأخذ ثأره منهم)
وأقساه أن تبتلى الأوطان والشعوب بحكومات تتشفى منها , لأنها ستذيقها أمّر الأمرار نكاية بها , وتحسب أنها تثأر لنفسها منها.
وبموجب ذلك , ينقسم المجتمع إلى ذئاب مذؤوبة تستحوذ على كل شيئ , وقطعان محرومة من كل شيئ , وتمضي مسيرة التشفي والإنتقام بإحتدامية مسعورة , لا تبقي ولا تذر.
فتفقد البلاد عزتها وكرامتها وسيادتها , والدولة هيبتها وقدرتها على فرض النظام والقانون , وتنتشر فيها الذئاب الضالة , والمجاميع المتأهبة لسفك الدماء , وإستحضار أسباب البلاء.
وهذه الذئاب ومَن يرافقها من الكلاب , تتنعم بالعطاءات التي يرجمها بها المتشفون القابعون في صوامع تحميها قوات الطامعين , وهناك أعداد من الضباع تعتاس على الخشالة والفتات , فتلتهم الجثامين التي أردتها الذئاب والكلاب معا.
ورغم ضراوة الذئاب , وحماسة الكلاب , فلن يدوم لها المقام , لأن الظلم ينقلب على أهله ويأخذهم إلى سقر , ويحرر البلاد والعباد , كما حصل لقوم ثمود وعاد , وتلك سنة الحياة , ونواميس الدوران , وحتم الأفلاك بكونها السرمد.
والوطن الذي دامت له “رنة” , لن يخفت صوته , ويغيب دوره , ويغادره أهله , بل سيشرق من جديد , ويشعشع في آفاق الزمن المجيد.
وسيبقى ” يرن وما يصير خشالة”!!
وأنهم هم الخشالة , وفي ظلماتها يعمهون!!!