19 ديسمبر، 2024 1:00 ص

يبقى دائما السؤال لماذا .. المطران الشهيد فرج رحو

يبقى دائما السؤال لماذا .. المطران الشهيد فرج رحو

نحن ليس اعداء لاحد ..فنحن ليس اعداء احد.. وان كان لدينا اعداء.. فنحن نصلي من اجلهم ويوصينا السيد المسيح بان نصلي من اجل اعدائنا ..ونحن لا نرغب ونريد ان نكون اعداء لاحد .
بهذه الكلمات العظيمة ودع شيخ شهداء كنيسة العراق المطران فرج رحو هذه الحياة بعد ان طالته يد الغدر والاثم والكراهية من حفنة من المتخلفين اصحاب العقول المتجمدة اللذين في قلوبهم سموم وغدر حيثي يمثل هذا اليوم الخميس الموافق

12-3-2008 رن هاتف احد رجال الدين من طرف احد القتلة ليخبره ان شيخكم قد تم قتله وترك جثمانه في العراء ,,واغلق سماعة الهاتف ,, لا لشيء سوى لانه احب العراق واحب الموصل واخلص لاهلها وشعبها بغض النظر عن القومية والطائفية والمذهبية ولهذا احبه العراقيين وكما ذكر الشهيد في احدى لقائاته التلفزيونية ان ما يحدث في التهجير في عام 2005 هي مؤامرة خارجية .. كما حدث في الحرب العالمية الاولى للارمن في تركيا وان المستقبل سيكون مظلما وسوف يهجر مسحيي العراق ..هكذا كان يقول الشهيد المطران فرج رحو وهكذا توقع وكأنه كان يعلم بما سيحدث لاهلنا وشعبنا في الموصل .. وبالرغم من ذلك وبالرغم من محاولة اغتياله واختطافه اكثر من مرة الا انه لم يترك الموصل ولم يتركابناء شعبه الذي احبه وكما قال لن اخرج من الموصل الا وانا اخر انسان حي يخرج منها او الموت …وهكذا نال الشهادة ؟؟

اليوم هو ذكرى استشهاده ولم نسمع او نرى من رجال الدين الذي من المفروض ان يكونوا اوفياء لروح هذا الرجل بان يتذكرونه في ذكراه لكي يعطوا صورة حقيقية لايمانهم ولوفائهم للاخرين ولمن اوفى لهم ولمن ضحى بحياته من اجلهم ..الم وحزن بفراق هذا المؤمن والم مصاحب لهذا الفراق وغصة من الحزن لفقدان الوفاء من البعض ولكن هذا ما سيكتبه التاريخ عنهم..واما شعب المطران فرج رحو فسيبقى يذكره لانه اعطى لهم كل ما يملك ..بل اعطى روحه عنهم وقدمها فداء لايمانه والتزامه الانساني بشعبه

اليوم تمر هذه الذكرى مؤلمة حزينة ولكن هذه الذكرى ستبقى محفورة في سفر التاريخ لرجل قدم حياته دفاعا عن الايمان ومحبته لابناء شعبه ..اليوم حينما نستذكر يوم شهادته نستذكر

الاخلاص نستذكر الوفاء نستذكر الصدق نستذكر التصاقنا بهذه الارض والوطن نستذكر جميع الافياء كما نستذكر ايضا الجحود من البعض الذين سيذكرهم التاريخ بسواد صفحاته ,,بنفس الوقت الذي سيذكر التاريخ بصفحات بيضاء ناصعة رجالا اوفوا لامتهم وشعبهم ورجالا تذكروا شهدائهم اللذين ضحوا من اجلهم

مهما كانت ذكرى استشهاد مثلث الرحمات المطران فرج رحو مؤلمة ولكنها ستبقى نورا مضيئا ينير الطريق لمن ظل الطريق ولمن نسى او تناسى يوم شهيد الكنيسة العراقية ..كنيسة العراق الشهيدة ..كنيسة المطران فرج رحو وذكراه التي انارت الطريق للاخرين

نم قرير العين ايها الشهيد العزيز

نم قرير العين في عليين وانت تنظر الينا

نم قرير العين فهنالك من احبابك الكثير من اللذين يتذكروك ويتذكروا كلماتك وايمانك ..وستيقى روحك ترفرف حول بلدك ووطنك العراق ومدينتك الموصل التي احببتها واحببتك

الجنة لك سيدي المطران الشهيد