شدني احساس الرأفة الكتابة عن حيوان طالما شغل بالي لقوة صبره وصموده على تحمل المشاق ودكتاتورية الانسان حتى اطلق عليه لقوة صبره وصموده لقب ” ابو صابر ” وابو صابر ” الحمار ” من الحيوانات الاليفة التي تتصف بالجمود الفكري والتوقع ضمن حيز المكان الذي يعيش فيه ” الزريبة ” فلم نجد حمارا يتمشى على الكورنيش مع حبيبته الحمارة وهم في حالة انسجام عاطفي .. ورغم كتاباتي المتكررة عن الحمار وجهلي وعدم معرفتي اسباب العبودية التي تلازمه في حياته والتي جعلت منه حيوانا بليدا جامد التفكير بطيء الحركة وان تحرك ووقف في الشارع انتابه شعور بالتأمل لايتحرك من مكانه الا بجهد جهيد .. واين ما رأيت الحمار تراه مطأطأ الراس يحمل هما كبيرا لكن هذا الهم محصورا في صدره لايبوح به وان باح به بعد تعرضه لحالة اضطهاد او تعسف بدأ ” ينهق ” بصوت قبيح وصفه الباري عز وجل في محكم كتابه بانكر الاصوات وان ازداد اضطهاده عبر عن رفضه لهذا الاضطهاد من خلال تحريك ارجله الخلفية بحركة سريعة وخاطفة سيء الحظ من تلقى ” رفسة ” منه فسيكون مصيره حتما حدوث كسر في احد اضلعه مثلما حصل للسايس “جبار الاعور” عندما تعرض لضربة طائشة غير مقصودة في بطنه من حمار بعد حدوث مشاجرة بينه وبين بغل في اسطبل تابع لامانة بغداد عام 1946 بعد يوم واحد من تولي الدكتور فائق شاكر مسؤولية امانة العاصمة وقد وجه امين العاصمة على التقرير الذي رفعه اليه الطبيب البيطري بتغريم البغل والزمال بقطع ” العلف ” عنهما لمدة ثلاثة ايام وقال تعليقا على العقوبة ” حتى يتأدبا من الآن فصاعدا ويكونا عبرة لغيرهما من الحيوانات وليفهم كل من تسول له نفسه الخربطة إن الحكومة ساهرة وفاكة ” فاتحة” عينها على الزغيرة والجبيرة ” الصغيرة والكبيرة” ولا يتصورا الدنيه ” الدنيا” عفترة كلمن بكيفه ” وقرر منع الشقة ” المزاح” بين الحيوانات بالشغل وأثناء الراحة منعاً باتاً وتعلق قطعة “لوحة” بذلك بالاسطبل… كما قرر ربط الطبيب البيطري بين الزمال والبغل حتى إشعار آخر وقال ” حتى يتأكد الطبيب – وهو الأب المسؤول عن أبنائه – أن البغل والحمار قد صفت قلوبهم وما بقت بيناتهم عداوة تؤدي إلى القتل والمقتول”
وطلب من . مدير الإدارة في أمانة العاصمة أن يكتب إلى وزير الداخلية ليفاتح الجهات المسؤولة لنقله فوراً إلى أي وظيفة ما عدا أمانة العاصمة وقال ” لأن ما عندي خلك للزمايل والبغال. إحنا ويا الأوادم هلـّه هلـّه عاد ويه الحواوين “الحيوانات” .وحسنا فعل امين العاصمة
لان التعامل مع الحمير ويامكثرهم في الوقت الحاضر عملية صعبه خاصة وان الحمير تحمل فكرا يتناقض مع الفكر الانساني كونها تنتمي الى بيئة متناقضة للبيئة التي تربى بها الانسان السوي ولا يمكن للحمار ان يكون انسانا الا باستثناءات مثلما حصل لذلك الفلاح الساذج وكان يمتلك حمارا يوم شاهد عمال منهمكين ببناء مدرسة فسألهم ” بوية شتبنون ” فقال له العمال ” نبني مدرسة ” قال لهم ” عود شنهي المدرسة ” قالوا له ” تسوي الزمال ادمي ” فقال لهم ” هسه هذا ابو صابر المطي مالتي من اخليه يمكم يصير ادمي لان امدولبني يعض ويزكط ” العمال اردوا ان يستغلوا سذاجة الفلاح لاستخدام الحمار في عملية حمل الامتعه لاكمال بناء المدرسة فقالوا له ” عمي خليه يمنه وانت روح ” ترك الفلاح الحمار بعهدة العمال على امل ان يتغير الحمار ويصبح ادمي وبعد خمس سنوات تذكر الفلاح وقال ” خلي اروح اشوف ابو صابر يقصد الحمار صار ادمي ” وصل المدرسة فوجد فيها طلاب ومعلمين وبالصدفة وجد ان اسم المدير ” ابو صابر ” فقال لهم ” عمي وين الزمال مالتي ابو صابر ” فقالوا له ” عمي احترم ابو صابر مدير المدرسة ” فقال لهم ” والنوب صاير مدير صيحولياه ” فجاء المدير وهو يلبس بدلة وربطة عنق فقال له المدير ” اتفضل عمي ” فقال له الفلاح ” ها ولك ابو صابر ما عرفتني نسيت شكد جنت احمل عليك واترسلك العليجة شعير ” فقال له مدير المدرسة ” عمي انت امخبل شبيك ” فقال له الفلاح ” ولك ابو صابر شنهي الغلط خليتك تحجي هيج بعده جلالك عندي ” فقال له المدير ” عمي روح لا ابتلي بيك ” فقال له الفلاح ” خايب كلش سويت روحك ما تعرفني ولك مو حتى رشمتك بعدني ضامها الك ” المدير انحرج فعبر عن انزعاجه بقيامه بضرب الفلاح بساقه ب ” دفره ” على صدره فسقط الفلاح ارضا وهو يردد ” هو صويحبي صحيح هندامه اتبدل لابس قاط بدل الاجلال بس اعرفه من زكته .. عمي على كيفكم واذا لبستوا قاط ورباط تره نعرفكم من الزكطة حتى لو بدلتوا الجلال بالقوط ” والعاقل يفتهم فالحمار يبقى حمارا وان طوقته ذهبا مع الاعتذار لصاحب الاغنية