أيها الولد الجميل
أيها الولد النظيف
يا عمر أكنت تدري انك ستذهب للقاء أخيك هناك
عثمان بن علي
شهيد جسر الأئمة فمنذ ثمانية أعوام وعثمان يرقب بغداد وأهله ويريد العودة
ليقول للذين نسوا ان غيابه هناك كان بردا وسلاما على عمر البلاد
عام٢٠٠٥ حينما كان الاخ يفتك بأخيه
ويقذف بالرؤس في دجلة والفرات
وكان الغراب اكثر رحمة منا “نحن العراقيون “
لكن شعب عثمان او ابيه علي
كانا لا يعرفان غير لغة الثأر
زوار الامام الذين ابتلعتهم دجلة في لحظات
ولم يتقدم الامام الكاظم. حتى يوقف الحشود من الموت او ان يضرب دجلة بقيده هناك في الكاظمية
كان ينوء بالحزن على بلاد احبها فاختلفت في حبه
لكن الله كفكف دمع الكاظم الذي يريد من زواره ان يفرحوه بالفرح
بدل سجنه في اللطم والنواح
ويقول انهم بنو العباس عمومتي
فلماذا الخنجر والنصل في ظهر جدي وجدكم محمد
محمد حزين على امته التي جاءها بكتاب واحد وها هي تتشظى الى امر اخر غير الانسان
غير الحرية
غير الله
حزين كان الكاظم فدفع الله بعثمان بن علي وحمله برئات عالم خال من الطوائف
عالم نظيف كوجه عمر شهيد رصاص جيش العراق
فحمل امهاته وخالاته وعماته اللواتي أردن الحج الى بيت الكاظم حتى ذهب عثمان مع اخر من شهقت به وتواريا معا في مياه البلد المتحارب مع ربه ونفسه
كان عثمان شهيد الأعظمية حزينا وفرحا معا فان عمر لن يضيع دمه في قبر صغير
ومحطات للعزاء والثأر
لا ، عثمان يقول : ياجدنا أيها الامام الذي تحرس بغداد بعد الله أيها الكاظم. أراك حزينا وانت ترى طوق الخوف يخنق بغداد
اهل العراق
وتبكي قتل العراقي لإخوته
وشماتة العراقي بأهله
وشك الاخ بأخوته
واغتيال الحق للإنسان
هل اخترت هويتك حينما ولدتك الأقدار من نطفة طفلا عراقيا
لتسجل في قيد نفوس الأنبار؟!!!!
يا عمر قالوا عنك طائفيا وتريد عودة المهزومين الذين تركوا العراق ذبيحة وهربوا الى العار
قالوا عنك “بعثيا”
حاشاك
وانت يا ربيعك العشرين
عشر سنوات من عمر الحصار واحتلال الفلوجة ٢٠٠٣ كنت طفلا تخاف الطائرات وتكره الغارات ولا تعرف ماذا يعني ان تكون حزبيا او بعثيا
الا معنى واحدا انك تخاف من وكيل الأمن هناك
والمخبر السري هنا
كنت تريد ان تتوقف الحرب حتى تعود للمدرسة وتلعب في الساحة
فهل الاطفال كانوا بعثيين أيضاً دون ان ينتموا؟!!!!!
كبرت يا عمر ولم تر كمثل شباب وشابات العراق بعد الحرب غير الإرهاب
و فرق الموت
المقابر الجماعية فضيحة البعث الذي لا تعرفه انت ويتهمونك اليوم بالخروج من اجله
كبرت وحلمت مثل خالك شهيد الحرية هادي المهدي ان ترى عراقا نظيفا
وفلوجة لاتضرب باسلحة محرمة ويصرخ العالم كله محتجا على الامريكان الا حكومتك وشعبك الذي لزم شباك الصمت
حلمت بالذهاب الى مدرستك فرحا من دون خوف قصف الطائرات ولا غبار سرطانات الفسفور الابيض في جسد مدينتك
تحلم بالتخرج والوظيفة التي يشكرك الوطن انك احد أبنائه
وظيفتك جاهزة فالعراق كريم والثروات تتناثر هنا وهناك مثل جكليت الملبس فوق رؤوس الزائرين
وكنت تحلم بكهرباء وطنية مثل قلبك العراقي الذي
لم يهتف قبل موتك الا بان يحيا العراق
احبك ياعراق
كنت تحلم ان تعود وتذهب في سفرة سياحية مع أصدقائك الى اثار بابل وتمر ببغداد لتسلم على عمك شلش العراقي دون ان تخاف من “ابو طبر “جديد سفاح الرصافة ابو درع و مقابر ه الجماعية خلف السدة
كنت تحلم ان تذهب ذات يوم مع جدتك الحزينة على خطف عمك للبحث عنه هناك
دونما خوف
يا بن كل ام
بكت اولادها في سجون ماقبل ٢٠٠٣ وما بعدها
كل ام صرخت بعظام المقابر الجماعية قبل وبعد الاحتلال
يا ولد العراق
يا عمر
انت وكل اولاد العراق الذين لم يخلقوا في بلادنا الا للموت
لماذا قدر ارحامانا ان تتلوى في حمل ومخاض وسنوات عجاف ثم يخطف القدر العراقي أولادنا لموت رخيص
لموت خبيث
لموت ليس له معنى سوى انه ختم العراق المنكوب بلعنة الامام علي
يا عمر يابن كل أمهات العراق حتى اللواتي يخفن الحزن عليك ويصمتن هناك في الجنوب
كلهن يا عمر حزينات
لاتحزن ياولدي يابن العراق
لأنك اليوم لم تعد ابن ام وحيدة
انك الان ابن كل أمهات الشهداء في عراق لايتسع الا للموت
عراق قد كتبت فيه برحيلك ان السلاح عدو فيه للامهات الحزينات
و عدو بلادك الميتة بهذي القبور الحية المسماة زورا انها حياة