لا يختلف اثنان بعد الانهيار الامني بسقوط مناطق شاسعة من خارطة العراق ، صدم الشعب العراقي وكل المراقبين على المستوى الاقليمي والدولي والجميع يضربون اخماس باسداس لا يعلمون كيف سيكون وضع العراق وشعبه وكان المتشائمين يعتقدون ان مصير العاصمة بغداد وكربلاء وبابل والنجف كمصير الموصل والانبار وصلاح الدين ، وتوقع اخرون ان الامر سيتطور ويصل للبصرة .
بينما كان لمرجع الطائفة السيد علي الحسيني السيستاني دام ظله رأي اخر فاصدر الفتوى التاريخية فتوى الجهاد الكفائي ووعدهم بالنصر ، فهبت الحشود المليونية الغيورة تلبية لنداء المرجعية وهي تسابق الريح الى الجوامع والحسينات ومقرات الاحزاب تمني النفس بالوصول لساحات القتال لطرد تنظيم داعش الارهابي -الذي دنس الارض والعرض -والقضاء عليه .
ومن اليوم الاول لوصول الابطال الملبين لنداء المرجعية تحقق النصر واستمرت الانتصارات تلو الانتصارات.
خرجت الناس افواجاً من كل حدب وصوب كل واحد منهم ماسكاً بسلاحه الخاص حتى أن بعضهم لم يكن يملك حتى أجرة السيارة وتركوا عوائلهم وكل ظنهم انهم لا يعودون اليها لانهم عازمون على النصر او الشهادة ، وتحملوا صعوبة معاناةمعيشة عوائلهم وفراق الأعزة وفلذات قلوبهم ، وقدموا التضحيات الجسام واصبحوا رمزاً للشجاعة والتضحية وتضرب بهم الامثال ، وفاجئوا العالم بسرعة تحريرهم المناطق التي سيطر عليها تنظيم داعش الارهابي ، رغم المعوقات الامريكية ورغم قلة السلاح حققوا النصر التاريخي منذ اليوم الاول الى لحظة اعلان النصر النهائي .
وقد اعادوا هيبة القوات الامنية ، وقاتلوا معهم جنباً الى جنب .
لو لا الحشد ما بقي عراق وما بقيت مقدساته وما بقيت حكومة ولا بقي مجلس نواب عراقي ، الحشد مهدد من قبل امريكا والكيان الصهيوني ودول الخليج والبعثية والنواصب الذين ساهموا بدخول تنظيم داعش الارهابي .
فعلى مجلس النواب ان يرد الجميل للوقفة الشجاعة للحشد الشعبي البطل بالتصويت على قانون الحشد الشعبي ليكون حاله حال القوات المسلحة ، كما جاء في قانون 40 الذي شرعه مجلس النواب عام 2016 والامر الديواني 85 ايضا ، ومصادقة رئيس الوزراء عام 2019 واحالته الى مجلس النواب لتشريعه والتصويت عليه ، لينال منتسبي الحشد حقوقهم وامتيازاتهم كباقي تشكيلات القوات المسلحة لكنه بقي يراوح في مجلس النواب ولم يقر لحد الان .
والعراق اليوم يحتاج وقفة شجاعة بوجه امريكا التي ترفض القانون وتؤثر على قسم كبير في مجلس النواب لمنع التصويت على القانون ، فعليكم يا رئاسة واعضاء مجلس النواب وانا اخاطب الغيارى بمجلس النواب ان تضربوا امريكا بعرض الحائط وتقفوا وقفة شجاعة بالتصويت على القانون وتصويتكم يبرهن على شجاعتكم واخلاصكم لبلدكم وللدماء التي رخصت لاجل بلدكم فكونوا شجعاناً وانصروا الشجعان الذين ضحوا بالغالي والنفيس من اجل ارض وشعب العراق فلا تخونوا الحشد ، والكرة اليوم بملعبكم والحشد الشعبي بذمتكم ، فلا تفوتوا الفرصة والا سيلعنكم الشرفاء والتاريخ .