الانظمة الديمقراطية تتمحور في ثلاثة اشكال ، الرئاسي والبرلماني والمختلط ، وحينما نقول رئاسي فهذا يعني ان السلطة الاقوى في تعدد السلطات تكون لرئاسة الجمهورية ، وكذلك الحال للبرلماني حيث تكون السلطة الاقوى لمجلس النواب ، ولكن ما نراه ونشهده في عراق الطرطرة ان مجلس نوابنا وصل الى درجة من الهوان ابكت الثكلى واليتيم على حاله ، واصبح هذا المجلس ندرة المتندرة واضحوكة المتجهم ، ويحق لنا كمواطنين ان نسخر ونستهزيء ونزدري ونشمئز من مجلس النواب واعضائه ، وهذا الحق ناشيء من سلوك هؤلاء النواب المشين ، فاهم سلوك مشين هو خذلان الشعب عن المهمة التي حملها اياهم ، فليس من المعقول ان يكون هؤلاء النواب صورة مصغرة عن الشعب العراقي او كما يقال خلاصة الشعب العراقي وبما يحتويه من ثقافة وثقافات متحركة على الساحة العراقية بل ولا يمثلون سجايا واخلاق الشعب العراقي الاصيلة ، ولعل من اهم الاسباب التي افضت الى ان تكون هذه الامعات واصحاب شعار الموافج هو القانون الانتخابي الذي سنه النواب انفسهم ليصبح مجلس النواب بيد مجموعة لا تزيد على عدد اصابع القدمين ، ويكفي دليلا على مأسآة الشعب العراقي بنوابه هو انغماسهم بصنوف الفساد وملذات السفر تاركين السلطة التنفيذية لتتغول على مجلس النواب والسلطة القضائية….
والمضحك المبكي في اداء مجلس النواب هي تشريعاته الهزيلة التي لاتغني ولا تسمن من جوع في هذا الظرف المشبع بالازمات القاتلة ، فمن تشريع منع التدخين وصولا الى تشريع منع الالعاب النارية للاطفال لازال الشعب ينتظر التشريعات الاساسية لدولته والتي على ضوءها يستطيع المواطن ان يقول على الاقل الان ابتدأ تأسيس دولة ، فللاسف اننا الى اليوم ومنذ سن الدستور لم نشهد تأسيس منظومة تشريعية يتم على اساسها تأسيس دولة منسجمة مع الدستور الذي اعتمده الشعب ، وربما هذا احد الاسباب التي جعلت السلطة التنفيذية تتغول على السلطات الاخرى خصوصا اذا وضعنا بالاعتبار ان جميع القوانين التي شرعت في زمن الدكتاتورية سارية المفعول مالم يتم ابطالها او استبدالها بتشريعات جديدة…