المتتبع لكلام المرجعية الدينية، يرى إنها لا تطلق الكلمات جزافا، ولا تقول العبارات مجاملة، فالمرجعية الدينية العليا، بعيدة كل البعد عن لغة المجاملات الفارغة، والتي ينتهجها من يميلون لمصالحٍ شخصية.
كما إن كلام المرجعية، لم يكُ يوما كلاما طائفيا، أو تحريضيا أو فئويا، بل على العكس؛ فإن كل كلامها أبويا، روحيا، بلهجة العطف، وحنان الأب الحاني على أبناءه.
في خطبة الجمعة من الصحن الحسيني الشريف، بتاريخ 27 ايار /2016 ، والتي تلاها سماحة السيد الصافي، أكدت المرجعية على عظيم الشرف، والمكانة التي حظي بها المقاتلون، من جميع صنوفهم جيش وشرطة، ومتطوعين وعشائر.
الواقفون على سواتر القتال، لم تجد المرجعية وصفا لهم، إلا بالقول مخاطبة إياهم: “إنّنا لا نجد من الكلمات، ما تفي ببيان قدرهم، ومكانتهم، ولا يسعنا إلّا أن نقول، إنّكم حقّاً الأجلّ قدراً، والأعظم أجراً ومثوبة،ً من جميع من سواكم، ويا ليتنا كنّا معكم فنفوز فوزاً عظيماً”.
المنزلة التي نالها هؤلاء المقاتلون، هي منزلة الشرف، ومنزلة الرفعة، والتي لا تدانيها منزلة، وعظيم هذه المنزلة، يعكس عظيم المعركة، وشرف المشاركة فيها، فالعبارات المنتقاة من قبل المرجعية العليا، تعطي دليلا واضحا، إن المقاتلون حظوا بنصرة الإمام المنادي “ألا من ناصر ينصرنا” فعبارة يا ليتنا كنا معكم، لم تطلق إلا لأصحاب الحسين عليه السلام، وهاهو إمام الإمة، المرجع الأعلى، يطلقها للمقاتلين النازلين بسوح الوغى، الفادين بأنفسهم تراب العراق، الذابين عن أعراض المؤمنين.
هي معركة الشرف، والتي أكد سماحة المرجع، إن هناك صنفان من المشتركين الحاضين بفضائلها، الصنف الأول وهم من لبس القلوب على الدروع، وتمترسوا بدرع البذل والعطاء، على السواتر الأمامية, مضحين بأرواحهم, والصنف الأخر، الذي لم يحالفه الحظ في الحضور جسدا في المعركة، إلا إنه حضر بما يبذله من أموال، ومؤونة، تعطي للمعركة ديمومتها، وللمقاتلين إستمرارا في البذل والعطاء.
لله دركم أيها العراقيون، أيها الحائزون على الشرف الأرفع، والوسام الألمع، والذين خاطبهم إمام الإئمة، سماحة المرجع السيستاني دام ظله، وهو يتحدث عن عظيم صبر العراقيين قائلا ” أيّها الإخوة والأخوات، مضت سنتان منذ أن هبّ العراقيّون، للدفاع عن بلدهم، وشعبهم ومقدّساتهم، أمام الهجمة الهمجيّة الداعشية، وقد قدّموا خلال هذه المدّة، آلاف الشهداء، وأضعاف ذلك من الجرحى والمصابين، ولكنّهم لم يملّوا، ولم يكلّوا، عن مقارعة الإرهابيّين، ولم يزالوا صامدين في
مختلف الجبهات، بل إنّهم يزدادون إصراراً على الاستمرار، في جهادهم الدفاعي، الى تطهير آخر شبر من أرض الوطن، من رجس هؤلاء الظلاميّين”.
نعم لقد كنتم أيها العراقيون، مساهمون في هذه المعركة، شيبا وشبانا، صغارا وكبارا، شيوخا واطفالا، رجالا ونساءا، فسلام عليكم من شعب، لم يكل ولم يفل ولم يمل وطوبى لكم عظيم المنزلة