20 مايو، 2024 3:47 م
Search
Close this search box.

يا لسخرية القدر يا لهول الكارثة ياللعار …… نوبل تمنح لطفلة باكستانية كتبت نكت على الفيسبوك

Facebook
Twitter
LinkedIn

في وقت فراغي احاول قدر المستطاع ان احصل على كم هائل من المعرفة والثقافة والمعلومة الفكرية والفلسفية لذا ادخل الى غرفتي المكتبية الخاصة واقوم بتشغيل التلفاز واتابع القنوات المفضلة لي فرانس 24 وبي بي سي ودويتشه فيله ويورو نيوز و TV5 MONDE فبرامج هذه القنوات تعجبني وتريحني روحيا وجسديا فهي برامج منوعة وشيقة ومفيدة تحمل في طياتها الفكر الحديث والفلسفة المعاصرة اضافة الى وجود مساحات شاسعة للتحليل المنطقي لمجريات الاحداث على الساحة العالمية اضافة الى التقنية المذهلة المتطورة في صنع الكلمة والصورة بأتقان شديد نابع من سطور الفن والابداع الانساني …..
 وانا اتابع الاخبار الدولية على فرانس 24 فوجئت بل صعقت لخبر غريب الاطوار وهو منح الباكستانية ملالا يوسف زاي جائزة نوبل لنشاطها في مجال تعليم الفتيات هنا ضحكت كثيرا بسخرية وانفعلت اكثر بغضب لأنني لم استطع ان استوعب مضمون الخبر …..
وقلت في نفسي ماذا فعلت هذه الطفلة الجاهلة كي يصفق لها جموع الناس الحاضرة لحفل منحها هذه الجائزة الرفيعة وقفت حينها كعادتي حائرا وضربت اخماسا في اسداس وقلت هذا هي العقدة التي قصمت ظهر الحضارة الانسانية وجعلتها تعود ادراجها قرونا من الزمن هنا تكمن مشكلتي مع هذه الحضارة التي تواصل الابحار في محيط اللاوعي واللادراك انها حضارة العولمة ( العولمة ) هذه العاهرة التي اتمنى ان اضاجعها مرارا وتكرارا دون ان ادفع لها دولارا واحدا حتى تعرف كم هي رخيصة تبيع جسدها دون ان تراعي الفكر المنطقي السليم والاسس والمقومات التي ولدت على اساسها الحضارة الانسانية …..
فهذه الطفلة ملالا تمنح جائزة نوبل والسبب في غاية البساطة ولا يحتاج الى تفسير او تحليل وهو نشاطها البركاني في الدعوة لتعليم الفتيات …..
اي كارثة هذه واي وصمة عار هذه يا جائزة نوبل ايتها الجائزة التي لطالما منحت للعظماء للعباقرة للفلاسفة واليوم تصل بك الامور الى حد التنازل عن قيمتك الحضارية لطفلة باكستانية لا فرق بينها وبين عاملة المساج الاسيوية التي تفرك لي ظهري وفقراتي العنقية لمجرد انها دونت بضع سطور على فيسبوكها عن حرية تعليم الفتيات …..
يا لسخرية القدر يا لهول الكارثة يا للعار انها احدى علامات مجيء المسيح الدجال …..
هنا اود ان اقول ان الكتابة والابداع ارهقوني منذ سنين وانا اكتب عن الطفولة وادعو الى احترام الطفل ورعايته وكتبت مقالات لا حصر لها ادافع فيها عن حقوق القطط والثعالب ولطالما كانت توجهاتي في الكتابة دعوات صريحة لأحترام ثقافة الاخر واحترام الانسان وتسليط الضوء على الثورة والفكر والثقافة الانسانية وكتبت صرخات ودعوات لا لهجرة المسيحين وكتبت عن الفن والموسيقى والسينما وقلت ان الانسان بحاجة لثقافة جديدة لكي يلد الوعي والادراك في عقل الانسان البسيط …..
لكن لم يعطيني احد قرشا بل منعت الكثير من مقالاتي من النشر في العديد من الصحف الالكترونية والورقية وقررت هيئات تحريرها بالاجماع منع كتاباتي على صفحاتها فقط لأنني اكتب بقلم حر يدعو الى الوعي والادراك كي تواجه الحضارة بثقافة حرة وفكر انساني وفلسفة انسانية بل هنالك مواقع تحاول تشويه سمعة قلمي الحر من خلال نشر مقالات لبعض المرتزقة من الكتاب هدفها نقد شخصيتي كمبدع ونقد كتاباتي …..
هذا ما وصلت اليه بعدما كتبت عن الانسان والحضارة والفكر الانساني هذا ما وصلت اليه بعدما ذرفت الالاف الدموع لأطفال الشوارع هذا ما وصلت اليه بعدما كتبت بجوارحي عن المشاعر والاحاسيس الانسانية المدفونة في داخلنا …..
هنالك سؤالا غريب يراودني اين محل احلام مستغانمي وغادة السمان ونصير شمة ومارسيل خليفة وسعاد الصباح وادونيس ومحمود درويش ونزار قباني وسميح القاسم وفلاديمير بوتين وجيفارا وزايد الخيرصانع مجد الامارات ونيجيرفان البارزاني مهندس النهضة الكردية …..
كل هؤلاء عظماء ومبدعين كل واحدا منهم يملك شيئا مميزا يجعله يحصل على براءة الاختراع في المجال الخاص به لكن اتضح ان جائزة نوبل باتت تعاني من مرض الباركنسون والزهايمر وتصلب في اوعية التفكير المنطقي والسليم لهذا منحت لطفلة باكستانية لم تقدم للعالم سوى بضع نكت وحكايا دونكيشوتية …..
لذا ما دام الوضع الذي تعيشه الحضارة مأساوي الى هذه الدرجة المفرطة قررت ان اكتب نكت وحكايا دونكيشوتية عسى ولعله احصل على نوبل في السخرية والضحك على ذقون البسطاء والفقراء والمظلومين في العالم ولما اذهب بعيدا هكذا فاليوم تمنح نوبل لهذه الطفلة ذات الملامح الغبية التي تخجل من الاضواء وعدسات الكاميرا فلما لا تمنح جائزة نوبل لأبني ئافا وابني لوفان اللذات يفككان جهاز البلاي ستيشن 4 بدقائق معدودة ويقومان بتجميعه مجددا اضافة الى انه لم تبقى لعبة استراتيجية في العالم الا وقاما بأنهاء مراحلها دون ان يقوما بتخزين ثانية واحدة او بأيقافها جزئيا على البلاي ستيشن 4 …..
لكن هكذا هي هذه الحضارة المتعفنة هنالك من يتعب ويكافح ويعمل ويصمد ويزرع وملالا يوسف زاي تدون على الفيسبوك عدة نكت غبية سخيفة تافهة وتحصل على نوبل …..
لا عجب انها حضارة عاهرة يسمونها ( العولمة )

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب