18 ديسمبر، 2024 5:46 م

يا عراقي تخلص من فاشيتك

يا عراقي تخلص من فاشيتك

حلت علينا قبل ايام ذكرى هزيمة الفاشية في الحرب العظمى الثانية .وبحلول هذة المناسبة نقول
ياشرقي تخلص من الفاشية من المعروف ان كل نظام فاشي يخلق بالضرورة سيناريو لخطر وشيك الحدوث وتعاليم ودعاية تقسم العالم لعدوا وصديق والزعم بوجود مؤامرة ومخطط خارجي ليصل الى نتيجة هي جعل الاخرين يخضعون وينساقون وراء زعيم ملهم معصوم لايأتية الباطل من بين يدية ومن خلفة ولاينطق عن الهوى بل كل مايقولة صحيح بنسبة 100% و توجد الفاشستية اعداء داخلين وخارجين موهومين لتظهرهم انهم اعداء للوطن والدين والمذهب والامة وهم في الحقيقة اعداء للفاشستية الالمان النازين كانوا يقولون ان اليهود و الشيوعيين و الديموقراطيين الالمان هم اعداء للأمة النازية الالمانية .المتحالفين مع اعداء الامة الخارجيين وهم سبب هزيمة الامة .الاسلاميين و القوميين وحتى الشمولية التوتالتارية الشيوعية عندنا لديهم مفاهيم من قبيل العدوا القريب و العدوا البعيد المعروفة في ادبيات الاسلاميين شيعة وسنة وتفرعاتهم من الاستكبار العالمي الى الملاحدة و الكفرة دعاة الغزو الثقافي للأمة و لاننسى الاخر المختلف مذهبآ بالنسبة للسنة الروافض وللشيعة النواصب وهكذا والويل لمن يقول لا للزعيم الذي يقود الامة في مواجهه الاعداء ..ايضآ القوميين والشيوعيين لم ينقصهم الابداع في هذا الشأن اعداء الثورة الامبرياليين و الصهاينة المتأمرون اعداء الامة وبالنسبة للشيوعيين اعداء الطبقة العاملة اعداء الشعب البرجوازيين الخ .يقول الكاتب المصري الكبير سيد القمني (تسفر قراءة الصراع و التناقض بين الاسلاميين و القوميين رغم التناقض الظاهر عن اتفاق منهجي عميق وهو ان كل التياريين قام بنفي التيار المتصارع معة على السلطة من ساحة المواطنة و البس ذاتة الشرعية الوطنية واتهم الاخر بالخيانة واصبح هذا الاتفاق المنهجي هو المتكررالثابت عند اي مخالفة فأنت ان خالفت المتأسلميين اصبحت كافر دينيآ متأمر مع المستشرقيين الصهاينة و الغرب و النواصب او الروافض حسب الطائفة محل الانتماء وخارج عن الملة .وان انت قدمت نقد للقوميين انتهيت كافرآ وطنيآ متأمرآ تطبيعيآ الخ وعند كليهما صاحب فكر منحرف مستورد )كتاب الفاشيون و الوطن سيد القمني صفحات 160-161.كما يذكر حامد عبد الصمد في كتاب الفاشية الاسلامية صفحة 23مقولة مهمة (اينما تمكن الفاشيون و الشيوعيون و الاسلاميين من القفز الى السلطة اصبحت مجتمعاتهم سجون كبيرة حيث يتم مراقبة سجنائهم اي مواطنيهم 24 ساعة في اليوم وينظر الى التعددية على انها تهديد اما التوافق المجتمعي فينفذ بشكل مصطنع عن طريق العنف والترهيب و النفاق فهنالك ايدلوجية واحدة حقيقية فقط تصنف المنشقين بالمرتدين والخونة والكفار وتحكم عليهم بالموت في اسواء الاحوال .)علمآ ان هتلر وهو رمز للفاشست الالمان النازيين اعتبر الديموقراطية ساحة صراع للأحزاب على حساب المصلحة الوطنية في احتقار بالغ للتعددية ويقول الاستاد الخالد الذكر كامل الجادرجي في مقال (بعث الفاشية في العراق )((الزعيم الملهم الذي يضع نفسة موضع الالهة يستلهم قوة خارج نطاق البشر يعدة اتباعة معصوم عن كل خطاء وتحاول هذة الفئة ايهام الشعب بانة يمثل بين البشرالعنصر الممتاز الذي يجب ان يسود الشعوب الاخرى فتذكي فية روح الغرور القومي وتدربة على صناعة الموت لتستخدمة في الاعتداء على الشعوب الاخرى …وتخلق بين الشعب من تسميهم اعداء الوطن وهم في الحقيقة اعداء الفاشية ويعتقد الاستاد الجادرجي ان القومية الحقة ليست بحاجة الى الغرور القومي او نقاوة الجنس او العنصراو الدم )) تعتقد الفاشية بالفكر الواحد و اللون الواحد والعقيدة الواحدة و الراي الواحد والقائد الاوحد و العرق او القومية او الدين او الطائفة العليا التي لاتقبل اخر منافس .اعتقد ان افضل من كتب عن الفاشستية هم ثلاثة الاولى كامل الجادرجي في سلسلة مقالاتة بعنوان (بعث الفاشية في العراق وهي ثمانية مقالات مطولة نقلها الراحل الدكتور المهندس رفعة كامل الجادرجي في كتاب في حق الممارسة السياسية و الديموقراطية افتتاحيات جريدة الاهالي 1944-1954) و المصري (سيد القمني في كتابة المهم الفاشيون و الوطن )و المصري الالماني (حامد عبد الصمد الفاشية الاسلامية ).لقد وردت في الكتب الثلاث تعريفات محددة ووصف دقيق للفاشية .من المعروف ان الانظمة الفاشية الدكتاتورية الشمولية تخلق سلوكآ فاشيآ لدى عامة الشعب الذي تحكمة خصوصآ في البلاد المتخلفة حيث تتعزز القيم المحلية التراتبية المغلقة التي توجد في جذور الثقافة المحلية التي تدعو الى التعصب و العنصرية و التخلف سواء كان هذا التعصب قومي او عرقي او عشائري او ديني او طائفي تلتقي تلكم القيم التعصبية مع الافكار والايدلوجية الشمولية الدكتاتورية و الفاشستية حيث كلا الفكرين ينهلان من منهل واحد هو الانغلاق و التعصب و العنصرية وكره الاخر و التعالي علية وعدم الايمان باي نوع من انواع التعددية وقبول الاخر و الحوار معة على قاعدة المساواة و الحرية وحقوق الانسان وهي اساس القيم الديموقراطية لعل هذا مايفسر جزئيآ على الاقل الفشل الذريع الذي انتهت الية اغلب تجارب الديموقراطية في الدول الناطقة بالعربية او العالم الاسلامي .وهو ماينتقل بلاشك وينعكس على السلوك البيروقراطي الى اجهزة الدول في المنطقة من حيث التعامل مع الصلاحيات القانونية و دواعي السلطة والنفوذ حيث تفسر النصوص في مصلحة الطرف الاقوى ومن بيدة السلطة في اي مرفق حكومي .هكذا ومن منطق نيتشوي يوجد بين البشر صقور وعصافير ومن حق الصقور ان تأكل العصافير ومن مصلحة الانسان ان يأكل قوية ضعيفة لأن في هذا ارتقاء نحو القوة توجة دارويني يأخذ شكل محلي من حق من بيدة السلطة ان يفرض رأية ويفسر النصوص وفق مصلحة من بيدة السلطة ولسحق كل رأي مختلف وكل منافس ولكل عدوا هكذا حتى انك لتجد دكتاتور صغير شرقي على نمط الاستبداد الشرقي واذا كان الواقع السياسي انتج في العهد السابق لدينا ملهم فاشستي واحد فأن العهد الحالي انتج مجموعة من الملهميين الفاشستين لا يأتيهم الباطل من بين يديهم ومن خلفهم كل مافي الامر ان الظروف خلقت توازن قوى والسلطة بينهم منعت الغاء احدهم الاخر اما حرية التعبير و المساواة و احترام الكرامة الانسانية فهي اسماء ليس لنا سوى الفاظها اما معانيها فليست تعرفوا كتبت هذة المقال مع حلول ذكرى هزيمة الفاشية.