الحياة تتقلص بعيون العراقيين , الارهاب يستهدف كل جميل , يستهدف الاطفال ويقتلهم في مدارسهم , ويستهدف افراحهم بتفجير كل زفة عرس , ولايحترم احزانهم انه يفجر حتى مجالس عزائهم فلا عزاء للعراقيين, ويستهدف كفاءاتهم الثقافية والعلمية ويقتل المفكر والفنان والمثقف بكاتم الصوت , فقط رائحة الموت تنتشر في اجواء العراق ودخان التفجيرات يغطي المدن والفساد يزكم الانوف ومنجل الموت يحصد كل يوم عشرات الارواح , والحكومة عاجزة عن فعل اي شيء , والكهرباء محرمة على العراقيين والبطالة في ازدياد والامراض الخبيثة تفتك بهم والارض تدر بحليبها الاسود لعله ينقذ العراقيين ولكن بدون جدوى , اذ انه يذهب في افواه السراق من خلال المشاريع الوهمية واجهزة كشف المتفجرات الفاسدة وغسيل الاموال لكي تنتفخ كروش الطبقة السياسية الشريفة لتصبح منطاد كبير يحلق بهم في سماء الكذب والمراوغه .
العراقي يتساءل من منا غير مستهدف كل العراقيون مستهدفون القاضي والطبيب والاعلامي والمعلم والعامل والطالب والجندي والشرطي والموظف والكاسب واخيرا اضيفت لقائمة القتل مهنة المختار هو الاخر مستهدف فالارهاب يضع جدول وحسب الجدول يعمل , الارهاب في كل شهر يستهدف فئة ولايردعه رادع , حين يُستهدف فئة فأن باقي الفئات تتنفس الصعداء الى حين , لكل عراقي ولكل مهنة موسم للموت يقرره جزارون قادمون من الجحيم
لاتقولوا عني متشائم , فالحياة تولد من صرخة الحقيقة , انه الانذار , الانذار يحمينا من الهلاك الذي اقسم عليه اعداء الانسانية . لانريد ان ننتظر موسم الموت ولن نكون رقم في نشرات الاخبار التي تحصي عدد القتلى في كل تفجير , بل نريد ان نكون صرخة مدوية في ضمائر شرفاء الوطن لكي يستيقظ الجميع وينتبه ان المخطط الاجرامي كبير اكبر من قدرات الحكومة واكبر من سياسي الغفلة والصدفة , الارهاب سوف يتمكن منا اذا انفرد بنا ونحن متفرقون , لنكن عصبة ونتحد .
وحدة الشعب العراقي بكل طوائفه هي الضمانة لانتصارنا على الارهاب لاتصدقوا اكذوبة الصراع الطائفي انتبهوا