ما تمر به الدولة من مرحلة حرجة, وترهل مخيف, ظهرت علاماته على المواطنين, بدون استثناء؛ من أقصى الشمال, الى أقصى الجنوب, تركة ثقيلة من الحكومة السابقة, وزرها أنقض ظهر الشعب, المجاهد الصابر.
إن ما يحتاج إليه السيد العبادي اليوم, هو مراعاة الاولويات, والابتعاد عن الخلافات السياسية والمذهبية, التي تضعف البلد؛ وعدم شرعنة الجرائم الإرهابية, والتستر على القتلة, الذين يسعون الى زرع الخوف والرعب بين المواطنين, وما جرى في ديالى من قتل الأبرياء, على أيدي أعداء الدين والإنسانية, مجزرة يندى لها الجبين ,مستغلين الظروف السياسية الحرجة, ورغم مرارتها, لابد من إلقاء القبض على المجرمين, وإحالتهم الى المحاكم المختصة, ومحاسبة المقصرين, فرصة ذهبية لتقديم رسالة اطمئنان من رئيس الوزراء المكلف, ليثبت حسن نيته.
الحكومة السابقة مفككة وضعيفة, ومنفردة في القرارات المصيرية, وغير منسجمة, وخائفة من المجهول, وأسباب هذا التفكك؛ هو المزج بين السيطرة المطلقة على السلطة, وحكم الحزب الواحد, وبين سرقة الأموال عن طريق المشاريع الوهمية, والوزراء الفاسدين, وهذه التصرفات أوقفت العراق على حافة الهاوية, وترتب على ذلك كوارث كثيرة يصعب حلها.
تركة كبيرة من المشاكل, ورثها رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي, من الحكومة السابقة, وهذه التركة بحاجة الى حلول, منها فورية, ومنها لحين إكمال تشكيل الحكومة, ولكن بضمانات حقيقية من أجل اطمئنان الشريك الآخر, حين فقد الثقة, بسبب الوعود السابقة التي لم ترى النور؛ بدليل أن العمل الجيد, أفضل من الكلام الجيد, لان الكلام كالبنج الموضعي, يعمل لفترة قليلة, وبعد زواله يعود الألم أقوى مما كان.
الديمقراطية في العراق بحاجة الى تأهيل, لأنها ولدت معاقة, وهي بحاجة أيضاً الى الإرادة والصبر, وكذلك إثبات عراقيتنا الأصيلة, للخروج من هذه الكبوة, والنهوض بالبلد موحداً متكاتفاً, والوقوف مرة أخرى نقول للساسة: تنازلوا عن مطامعكم, ومطالبكم التعجيزية, وأن تضعوا العراق أولاً, لبناء حكومة قوية منسجمة, ورفع الحواجز بين السلطة التشريعية والتنفيذية, كي نكون يداً واحدة, فقوتنا في وحدتنا.
داعش تتربص, والحاقدون يتربصون, وأنتم تتناحرون, وتتشارطون, كأنما العراق ملككم, ونحن الشعب ضيوف قد طالت إقامته عندكم, ونسيتم أننا من جعلكم تتصدرون!