18 ديسمبر، 2024 2:48 م

يا عالم إدفعوا ثمن دمائنا!

يا عالم إدفعوا ثمن دمائنا!

هناك معارك كثيرة يجب إعداد العدة لها، ليس العسكرية وحسب بل حتى المعارك العمرانية، فإعادة البناء هي مَنْ ستحدد ملامح الوطن، ومعركة البناء سنخوضها بقوة في القريب العاجل، بعد أن يتحرر كل شبر من أرضنا المغتصبة، وتهدأ النفوس وتطمئن القلوب، عندها يجب التفرغ لإعادة الحياة والإعمار وتوفير الخدمات، والتي حاول الدواعش إيقاف عجلتها منذ أكثر من عامين.
العراق بدأت حربه بالنيابة عن العالم، ليقاتل قوى الشر، والتكفير، والظلام، حتى سجل مأثرة جهادية جديدة، لذا يتفق كثير من المتابعين، على أن معارك التحرير التي شارفت على الإنتهاء، وحالة الإستقرار النسبي الذي نعيشه، كله يحسب لصمام أمان العراق، وهي المرجعية الدينية الرشيدة، التي لا يختلف عليها اثنان، على أن وجودها هو بارقة الأمل، التي أضاءت للعراقيين ما بعد (2003)، مضافاً عليها تضحيات جيشنا وحشدنا.
حاولت أمريكا وأذنابها من المحسوبين على السياسيين السنة والشيعة، عزل وتشويه صورة السيد السيستاني (دامت بركاته) أمام الجماهير، وإفراغ محتوى فتواه الجهادية، لكنهم فشلوا لأن المواطن العراقي، أدرك أهمية التكاتف والوحدة، للوقوف بوجه المخططات الخبيثة، حتى أثبتت أنها الحصن المنيع، ومازالت خاصة القضايا الفاصلة للبلد، لذلك انتصر المواطن في الدفاع عن الوطن، لأنه دافع عن مرجعيته بصدق، وأيضاً سينتصر في معركة البناء ومحاربة الفاسدين، فالمرجعية هي مَنْ تساندهم في هذه المعركة المصيرية.
إن كل ما يمت للحياة في العراق بصلة، من أمن، وأمان، وتسامح، وتعايش، وحوار، ووحدة، ووئام، نحن بحاجة إليه أكثر من أي وقت مضى، للنهوض بالبلد والوصول الى بر الأمان،  نعم إنه الحلم الذي لا يمكن تحقيقه، إلا إذا تكاتفنا يداً بيد، وتعاهدنا بأن يكون ولاءنا للعراق فقط وليس للأشخاص.
واجبنا الأخلاقي والوطني، هو محاربة الذين يحاولون إثارة الفتن والصراعات كيفما كانت، وإطفاء نور الحرية والكرامة، وتعطيل فرص البناء، ليقتاتوا على الفوضى والخلافات، وكذلك يسعدهم رؤية عراقنا ضائعاً، ومتهالكاً لا يقوى على النهوض، ولكيلا نعطيهم الفرصة لذلك، علينا أن نتكاتف نحن، من أجل الوقوف بوجه هذه الشرذمة القذرة.
ختاماً: العراق بحاجة الى دعم خارجي، من أجل إعمار ما دمرته الحرب، لهذا نقول للعالم إدفعوا ثمن دمائنا، لأننا دفعنا الثمن غالياً بالقتال نيابة عنكم، ودماء أبنائنا الزكية سالت بلا هوادة، وكسبنا الرهان، ولكننا في الوقت نفسه، لابد أن نتشارك معاً في معركة البناء القادم، فهي معركة مصيرية ستحدد ملامح مستقبلنا المشرق.