اتهم عارف طيفور الذين يدافعون عن حقوق  الشعب العراقي والذين يطالبون بتنازل اعضاء مجلس النواب عن رواتبهم التقاعدية او تخفيضها ! بأنهم يحاولون تشويه المؤسسة التشريعية وأعضاء مجلس النواب والتقليل من شأنهم من خلال المطالبة بإلغاء رواتبهم التقاعدية ، وقال ان الحديث غير مبرر عن الامتيازات المالية.!.
الكل يعلم ان المرجعية الدينية قبل عامين طالبت باتخاذ قرارات حازمة بإلغاء الامتيازات التي منحت للأعضاء مجلس النواب السابقين والحاليين واعضاء مجالس المحافظات اضافة الى المسؤولين من ذوي الدرجات الخاصة”. لاشك ان المرجعية الدينية تسعى لتحقيق العدالة الاجتماعية ، وهذا المطلب لقى ترحيباً شعبياً واسعاً وعلى اثر ذلك رحبت بعض الكتل السياسية ومنها كتلة المواطن ومنظمات المجتمع المدني وبعض وسائل الاعلام  ، و قامت مجموعة من المثقفين بحملة تواقيع للتأييد لإلغاء تقاعد البرلمانيين ، نشرت على المواقع الالكترونية ووصلت التواقيع الى عدد كبير ، مما دل على مدى تذمر وسخط الشعب على السياسيين وامتيازاتهم التي يتمتعون بها دون استحقاق. والجدير بالذكر ان هناك دراسة قام بها احد النواب تكشف على ان تقاعد النواب يكلف موازنة العراق أكثر من 100 مليار دينار سنوياً.
نشرت صحيفة ( ديلي ميل) البريطانية قبل عامين تقريرا بعنوان : السياسيون العراقيون يكلفون البلد (الف دولار) كل دقيقة  جاء فيه: ان الساسة العراقيين يحصلون على الف دولار للدقيقة الواحدة من دون ان يضعوا قانونا واحدا يهم بلدهم ويسكنون مجاناً في أرقى فنادق بغداد وحصلوا على رسوم بمقدار 90000 دولار وراتب شهري قدره 22500 دولار وبعد انتهاء الدورة البرلمانية يحصلون على تقاعد 80 بالمائة من رواتبهم الشهرية مدى الحياة ويسمح لهم بالاحتفاظ بجوازاتهم وجوازات عائلاتهم الدبلوماسية في حين يفتقر البسطاء الى الخدمات الاساسية مثل المياه والكهرباء .
ان هذه الامتيازات لا تتناسب اطلاقا مع ما يقدمونه ، والحقيقة انهم لم يقدموا شيئا يذكر للشعب العراقي ، سوى تمرير صفقات سياسية كتمرير القوانين (بسلة واحدة) ! الكثير من هذه القوانين تخدم مصالحهم ، والمواطن العراقي ينتظر قانون التقاعد وقوانين اخرى مهمة تنتشله من واقعه المرير الذي يعيشه .
ان ما قاله طيفور يعبر على مدى القباحة والوقاحة ، يا طيفور ان الحديث على الامتيازات المالية مبرر وواجب شرعي ووطني ، ان ملايين الفقراء العراقيين هم احق منك بأموال وطنهم ، البرلمان يا طيفور يغض النظر اليوم عن( 13 ) نائباً متهمين بـ (الارهاب ) و( الاغتصاب ) و (التزوير)، وما خفي كان أعظم ، وتتحدث عن تشويه البرلمان وسمعته!، ماذا حققتم ؟! التشابك بالأيدي والشتائم فيما بينكم؟!
واخيرا ما يدور اليوم من جدل  بين الكتل السياسية ، كتل تريد قائمة مغلقة والدائرة الواحدة حتى تكوش على البلاد والعباد وترجع الدكتاتورية والاقصاء والتهميش ، وكتل تدعو للعمل بالقائمة المفتوحة والدوائر المتعددة لترسيخ الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة والتمثيل لأكبر عدد ممكن من أبناء الشعب ، وهذا ما تدعو اليه المرجعية الدينية ، وانا ايضاً أؤيد القائمة المفتوحة والدوائر المتعددة ، حتى نخلص من وجوه كالحة سئمنا من رؤيتها امثال عارف الطيفور، جاءت تجمع ثرواتها على حساب فقراء الشعب الذين لا يرحمهم البرلمان لا بإلغاء امتيازاته الكبيرة ولا بتشريع القوانين المهمة التي تجعله يعيش بكرامة ،انا لا أعني ان جميع البرلمانيين سيئون ،اذ لابد ان يكون من بينهم اعضاء شرفاء مخلصون للشعب .