الثورة الشعبية التي انطلقت في العراق مؤخرا وضعت مسؤولي و سياسي الصدفة في الزاوية الضيقة ، و في حال لا يحسدون عليها ، ففقدوا توازنهم و بدا التخبط واضحا في تصريحاتهم ، وتملكهم الهلع خوفا من انكشاف خفايا و خبايا فسادهم ، و اصبح هؤلاء المسؤولين بين امرين احلاهما مر ، اما ان يحترموا انفسهم قليلا و يغلقوا افواههم و يتجنبوا انتقاد ثورة الشعب لانها ببساطة ثورة شعب ، و سكوتهم سيكون مؤشر واضح عن قوة الثورة و عجزهم وعدم قدرتهم على مواجهة الثوار حتى و ان كان ذلك في الاعلام … او ان يطلقوا السنتهم ضد الثورة في محاولة للتقليل من شانها و التشويش عليها و بذلك يسقطون انفسهم بانفسهم تلقائيا في مستنقع الكذب و الخداع .
وزير النقل صولاغ صرح تلفزيونيا بان ثورة العراقيين الحالية لا تمثل كل العراقيين لانهم اربعون او خمسون الف متظاهر ، و اضاف ايضا بان التيار الصدري او كتلة المواطن بامكانهم اخراج مليونين او ثلاثة ملايين متظاهر وان ذلك لايمثل ايضا الشعب العراقي كما يقول ، لماذا ؟ يجيب صولاغ : لان الشعب العراقي تعداده ٣٤ مليون ، و كانه يريد ان يقول ان اكثر من ٣٠ مليون عراقي ليسوا مع الثورة ، او انهم غير مؤيدين لها !!
حسنا سيد صولاغ … سنرى الان من هم ضد الثورة و كم عددهم … و ما دمت قد استعملت لغة الارقام … فالرد عليك سيكون بلغة الارقام ايضا … و ستعرف بنفسك كم انت جاهل او كذاب ( يمكنك اختيار واحدة من الصفتين ) عدا كونك ضعيف في الحساب ، صحيح نفوس العراق ٣٤ مليون ، كل دولة في العالم يتقاسم نفوسها الذكور و الاناث تقريبا ، اذن لدينا في العراق ١٧ مليون ذكور و ١٧ مليون اناث ( رغم ان الواقع يشير الى ان عدد الاناث اكثر من الذكور بسبب الضحايا الشهداء الذين يسقطون في القتال او بسبب التفجيرات الاجرامية او الخطف و ما الى ذلك و غالبية هؤلاء من الذكور ) و بسبب طبيعة المجتمع العراقي المحافظ فان النساء العراقيات لا يستطعن الاشتراك في التظاهرات كما الرجال ( رغم الفخر الكبير والتقدير العالي للنسوة و الفتيات اللواتي شاركن في التظاهرات و اظهرن شجاعة منقطعة النظير في مواجهة الظلم و الفساد ) و عودة الى لغة الارقام … بعد استثناء النساء … بقي لدينا يا سيد صولاغ ١٧ مليون من الرجال … شعبنا الكردي العراقي تعداده ٥ ملايين … فهل تعتقد ان هذه الملايين الخمسة في كردستان تساند حكومة بغداد ضد ثورة الشعب ؟ الجواب : كلا طبعا … اذن نحذف ٥ ملايين كردستان من ١٧ مليون … يبقى لدينا ١٢ مليون … لماذا نسيت يا سيد صولاغ مايقارب ال ٥ مليون عراقي منتشرين في انحاء العالم ؟ هل خطر في بالك ان هؤلاء تركوا العراق لغرض السياحة ام هربا من الموت الذي يلاحق العراقيين كل يوم و كل ساعة ، لو كان العراق بخير لعاد اغلب هؤلاء الى وطنهم… و طبيعي القول ان هؤلاء بصف المتظاهرين و معهم … اذن نحذف ٥ مليون مهاجر من ١٢ يبقى لدينا ٧ مليون …اليس كذلك سيد صولاغ ؟ من ضمن ال ٧ مليون المتبقية هذه يتوجب حذف نسبة الرجال كبار السن من عمر ٦٠ سنة فما فوق الغير قادرين على المشاركة بسبب حرارة الجو و لكبر سنهم… و لمعرفة عدد كبار السن من العراقيين فيمكن العودة الى نسبة المتقاعدين والذي يزيد على ٢ مليون مضافا اليهم غير المتقاعدين من كبار السن … و بعد حذف ٢ مليون من كبار السن يبقى لدينا ٥ مليون … بقي لنا ان لا ننسى اطفال و فتيان العراق الغير قادرين على المشاركة في التظاهرات لصغر سنهم و يمكن تقدير عددهم ب ٢ مليون … و بعد حذف ٢ مليون من ٥ مليون يبقى لدينا ٣ مليون … و لا ننسى ايضا المهجرين داخل العراق و يقدر عددهم ب ٢ مليون و هؤلاء طبعا مع الثوار قلبا و قالبا … وبالنتيجة النهائية يبقى لدينا مليون عراقي قادرين على المشاركة في التظاهرات … قد تكون الارقام التي ذكرتها غير دقيقة مئة بالمئة … لكنها صحيحة بنسبة مئوية عالية استنادا الى احصاءات عراقية معروفة .
يتضح مما سبق ان هناك مليون عراقي قادرين على المشاركة في التظاهرات ، تساندهم بلا شك عوائلهم … و هؤلاء هم طليعة و جمهور الثوار المنتشرين في بغداد و الحلة و كربلاء و النجف و الديوانية و السماوة و الناصرية و العمارة و البصرة … و جميع اقضية و نواحي و قصبات و قرى هذه المحافظات ، الفئات التي لم تشارك في التظاهرات مثل النساء و الاكراد و المهجرين في الداخل و المهجرين في الخارج و كبار السن و الاطفال و الفتيان … و كل فئة لها اسبابها في عدم المشاركة … فكيف عرفت يا سيد صولاغ ان هؤلاء غير مؤيدين للثورة !؟ هل يمكنك ايها ( العبقري ) ان تطلعنا على عدد الاشخاص الذين يقفون ضد ثورة العراقيين ما دمت مولعا بلغة الاعداد و الارقام ؟ ان فعلت ذلك فسيكون عدد معارضي الثورة رقما تافها لا يستحق الذكر … وجميعم من اللصوص و مصاصي دماء الشعب … و انت بلا شك تعرف اسرارهم جيدا لانهم ( منك و بيك ) … ولا ضير من تذكيرك بان مصر ذات ال ٨٥ مليون نسمة اطاح شعبها باثنين من رؤساء الجمهورية و في فترة قياسية و كان عدد المتظاهرين فيها ملايين قليلة مقارنة بعدد سكانها ال ٨٥ مليون .
الثوار العراقيون كسروا الطوق لا شك في ذلك … و يا مسؤولي الصدفة انتم تدركون الان ان استمرار حكمكم و تسلطكم على الشعب اصبح محض خيال ، و الشعب العراقي لن يرحمكم لانكم لم ترحموه طيلة ١٢ عاما و سرقتم ثروته و هدرتم كرامته عن سابق تصميم و اصرار و ترصد … و لا بد ان يدفع الثمن كل من كان وراء ذلك .