كعراقيين , نحن نختلف عن شعوب دول العالم كله , شعب كثير من صفاته أخذها من بيئته (بلاد النهرين ) أو بلاد السوائل , بعد إضافة النفط .
وكشعب مزاجه سائلي (من السوائل), وأحيانا تسولي (من التسول) , فهو يخضع للتضاريس السياسية المتغيرة بالارتفاع والانخفاض , مابين جبل وواد , صحراء قاحلة أو مستنقع , أو بين متغيرات درجة سخونة أو برودة المنطقة المحيطة .
وكعراقيين أيضا , اكتسبنا صفة (بلا لون ولا طعم ولا رائحة ) , فألواننا الباهتة , وطعمنا الغريب , ورائحتنا التي تصل أحيانا حد النتانة , تتأثر جميعها تأثرا اندفاعيا بما يحيطه .
اتفقت إيران مع العالم نوويا , الحمد لله على السلامة , ثم ماذا ؟
الشيعة فرحوا وتباهوا بهذا الاتفاق ولهم الحق في هذا الفرح الذي يشبه إلى حد كبير إستراتيجية ( الكرعة تتباهى بشعر أختها) , رغم إن إيران سوف لن تقدم للشيعة في العراق و لا في أي مكان آخر , أكثر مما قدمت في محنتهم , أو حينما رماهم سياسييهم في مستنقع التخبط والفساد .
إما السنة فشعورهم العام من ألاتفاق النووي الإيراني , فهو الحزن والقهر , ولهم الحق بهذا الحزن والقهر الذي يشبه إستراتيجية ( زعلة الركة – السلحفاة- على الشط ) رغم إن إيران لم تضرهم يوما كما قد أضرتهم كثير من الدول التي توهموا يوما إنها منقذهم ونصيرهم حتى استساغوا طعم كأس الإذلال .
بين هذا وذاك سنبقى سائلا مائعا بلا لون ولا طعم ولا رائحة .
مبروك للشيعة بضفائر شعر أختهم , (وهاردلك) للسنة يعيشون ويأكلون غيرها .
ملاحظة – الكلام أعلاه لا يشمل الأكراد لأنهم ليسوا عراقيين , فهم يمتلكون شيئا من صلابة الموقف وفهم الأوضاع واستغلالها .