أمريكا وإسرائيل وإيران وأوربا يراقبون الوضع في داخل العراق عن كثب وبدقة متناهية ويقيسون بارومتر الغيرة والنخوة والحمية العراقية , ومدى قدرة تحملهم للضيم والجور والظلم والطغيان والقهر والحرمان على مدار الساعة , بل يراقبون ويترقبون ويعدون أنفاسكم أيها المنكوبون بوطنكم وبأمنكم وأمانكم ورغيف خبزكم , وهنالك غرف عمليات مشتركة تديرها أجهزة أمن ومخابرات هذه الدول مجتمعة , ولديهم عملاء وجواسيس منتشرين في جميع أرجاء العراق بما فيها وعلى رأسها حتى ما يسمى بالمرجعية الدينية !, وحتى داخل مضائف الشيوخ والقبائل العربية ومايدور داخلها , ناهيك عن مراقبة التجمعات العشائرية وحركة الشارع العراقي والمقاهي ومقرات الاحزاب العميلة , بالإضافة لجميع أروقة ما يسمى بالبرلمان والحكومة ووزاراتها , وجميع المحافظات وكل مفاصل الدولة العراقية من الألف إلى الياء , حيث تقوم هذه الاجهزة التجسسية بجمع المعلومات وتصوير وتسجيل آراء الناس وتقوم برفع تقاريرها اليومية وإرسالها فوراً لتزويد غرف العمليات في بلدانهم التي تحتل العراق بشكل مباشر , كي يطلع عليها مسؤوليهم الأمنيين وأصحاب القرار , ولكي يدرسوا ويقيموا الأوضاع والأمور على الساحة العراقية بشكل دقيق … وهل وصلت أو ستصل الامور قريباً إلى حالة الانفجار والعصيان المدني لدى أبناء الشعب العراقي !!!؟, أم مازال هنالك متسع وحيز من الوقت لـــ 4 سنوات أخرى قادمة للنصب والضحك على عقول العراقيين وإيهامهم بان الوضع سيتغير وسيطرأ تحسن على المشهد السياسي والاقتصادي بعد الانتخابات المزمع اجراءها في 8 أيار من هذا العام على يد نفس هذه الشلة المارقة والعصابة العميلة الحاكمة في ماخور المزبلة والخسة والرذيلة , وعل سيبّقون على نفس النواطير الساهرين على مصالح إيران وامريكا وأوربا في العراق أم لا !!!؟؟؟ .
لكن .. في حال مالت الكفة لصالحكم وأثبتم جدارتكم في هذه المنازلة الاكبر في تاريخ وجودكم الحضاري والإنساني , ونجحتم في هذا الاختبار الشاق والمؤلم ورفضتم هذا الذل والهوان فإنهم … أي أمريكا وحلفائها بما فيهم الروس والصينيين والاوربيين والدول الإقليمية المجاورة وغير المجاورة سيحدثون التغيير بجرة قلم , وسيغيرون هذه الوجوه الكالحة وهذه الحفنة من الخونة والجواسيس والعملاء وسيستبدلونهم بحكومة ( تكنوقراط ) مزعومة لذر الرماد في العيون !؟!, وسياتون باناس جدد لم تسمعوا بهم من ذي قبل لإحداث التغيير المنشود وسيحدث نوع من التحسن والإنفراج في المشهد الاقتصادي والخدمي ومحاسبة بعض حيتان الفساد … إلخ
أما في حال ثبت العكس كما أسلفنا لا قدر الله , وسكتم وتقاعستم فإنهم سيبقون على هؤلاء اللصوص والمجرمين لانهم افضل من خدم أمريكا وإيران والغرب بشكل عام وخذل الشعب العراقي ودمّرَ نسيجه الوطني ونهب ورهن خيراته وثرواته لمئات السنين وأعاد العراق مئات السنين إلى الوراء , وسيبقون المحلين يستنزفون خيرات وثروات العراق حتى استخراج آخر برميل نفط وآخر قنينة غاز , ولهذا ليس اعتباطاً شيدت أمريكا لها أكبر سفارة في العالم في قلب بغداد المحتلة على جماجم العراقيين وعلى حساب فقرهم وتعاستهم وتخلفهم , ومع سبق الاصرار والترصد سلطت عليهم إيران كي تلهيهم بطقوس وغيبيات ما انزل الله بها من سلطان .
والأيام بيننا … اللهم هل بلغت … اللهم فأشهد
والامر متروك لكم