27 ديسمبر، 2024 3:02 ص

يا سياسيين: كونوا احراراً في دنياكم

يا سياسيين: كونوا احراراً في دنياكم

التجربة العراقية الجديدة في الحكم اثبتت فشلها بإمتياز، وذلك من خلال النتائج والآثار السلبية التي أثرت على الحياة العامة لأبناء المجتمع العراقي بجميع انتمائاته الدينية والمذهبية والقومية وعلى جميع الاصعدة، بدئاً من عدم توفير الأمن لهم وانتهائاً بالفساد الاداري المستشري في جميع دوائر الدولة ومن اعلى السلطات الى ادناها( إلا ما رحم ربي).
وأن جميع تلك المعاناة التي تحملها الشعب جائت بسبب حكوماتهم.
وكان السياسيون الفاشلون والمرتشون قد اعتمدوا في ادارة الدولة على مجموعة من السماسرة والمرتزقة والذين لا يفكرون الا بمصالحهم الشخصية ومنافعهم الدنيوية التي ستزول عنهم لامحال، ولكنها ستزول عنهم بعارٍ ابدي (والعياذ بالله).
وقد وصل السياسيون الى مناصبهم اليوم من خلال عدّة اجرائات غير شرعية، وعلى رأس تلك الاجرائات هي الانتخابات التي فازوا بها بالوسائط التالية :
1- بواسطة شراء الاصوات بالمال الحرام والمشبوه، وربما يكون بمال حلال، واذا كان المال حلال فانه باطل، لأنّ عملية شراء الاصوات بالمال الحلال لا تتم الا عن طريق الرشوة، ومن المعلوم بأن 🙁 الراشي والمرتشي في النار).
2- وصل السياسيون الى مناصبهم عن طريق احزابهم وكتلهم المشؤومة، وذلك من خلال انتمائهم لتلك الاحزاب والامكانيات الهائلة( مجهولة
المصدر) لتلك الاحزاب والكتل جعلت من هؤلاء الساسة عبيداً لكتلهم ولرؤساء تلك الكتل.
فالمسؤولية الرسمية التي يتمتع بها هؤلاء السياسيون انما جائت لتحقيق مصالحهم الحزبية او مصالحهم الشخصية، والدليل على ذلك هو الانهيار الاقتصادي الذي يعيشه البلد اليوم، وما يظهر لنا من سوء الخدمات والبطالة وتفشي الامراض، والكل يشكو، وحالة البلد اصبحت مأساوية في ظل الحكومات الحزبية الفاشلة، لذلك فقد خرجت الجماهير متظاهرةً ومعلنةً رفضها لجميع اشكال المحاصصة الطائفية والقومية ومطالبةً بمعاقبة المفسدين واعلان اسمائهم ومحاكمتهم على العلن.
( صحوة الضمير)
الثورة التي فجرها اعضاء التيار الصدري في البرلمان كانت لها الاثر والصدى الكبير والبالغ في نفوس الشرفاء من اعضاء البرلمان من كافة الكتل والانتمائات، ووقفوا جنباً الى جنب مع مطالب الاحرار من اعضاء البرلمان متناسين انتمائاتهم العرقية والمذهبية والقومية من جهة، وانهم انقلبوا على رؤساء كتلهم من جهة اخرى.
وانهم كشفوا الوجوه التي كانت تختبأ تحت ووراء شعارات الدين والمذهب وشعارات اخرى، بغية الوصول الى المناصب والزعامات، ولا شيء يهمها سوى ذلك، وقد اتضحت للشعب جميع تلك الوجوه.
ان انقلاب البرلمانيين على رؤساء كتلهم انما يعد تحريراً لأنفسهم من القيود التي وضعتها تلك الكتل ورؤسائها في اعناق الاحرار من اعضائهم.
وعلى الرغم من كثرة التهديدات والمغريات التي تعرض لها المعتصمون داخل البرلمان إلا انهم لم يتنازلوا عن مطاليبهم لحد هذا اليوم(29-4-2016)، بمعنى اننهم لازالوا معتصمين وصامدين، ونحن ندعمهم بقدر ما يكونوا مع الحق، فان وقفتهم اعادت الامل لنفوس الشعب العراقي بعدما يئس من جميع الكتل والاحزاب والنواب والسياسيين.
فالحل هو وكما طالب المتظاهرون والمعتصمون هو ان تكون الرئاسات الثلاث بمعزل عن المحاصصات ، وان تكون الوزارات بعيدة عن الاحزاب والتحزب، وكذلك الحال بالنسبة الى المناصب الادارية الرئيسة الاخرى .
فيا نوّاب البرلمان، ويا ساسة البلد، ويا اعضاء الاحزاب والكتل : كونوا احراراً في دنياكم من خلال وقوفكم الى جانب المظلوم ونصرةً للحق، ولا تتقيدوا بزعاماتكم التي قد تؤدي بكم الى جهنم وانتم لا تشعرون.
قال امير المؤمنين وسيد الموحدين: ( واعملوا للأجر، وكونوا للظالم خصماً، وللمظلوم عوناً ).
وكما قال سيد الشهداء، وابو الاحرار: ( كونوا احراراً في دنياكم).

[email protected]