17 نوفمبر، 2024 11:29 م
Search
Close this search box.

يا دِنيا نِثّي نِثّي , حتّى “الله” صاير “بعثي”

يا دِنيا نِثّي نِثّي , حتّى “الله” صاير “بعثي”

“هااااااااااا ؟ إشعرفناهه ؟ .. هاي العرفناهه ! هاي نتائج “الإيمان والتقوى الزايدة عن اللزوم” لأعضاء حكومة العملية السياسية ولأعضاء الأغلبية الساحقة لـ”التلف” الوطني ولـ”كوّام” البرطمان , أقصد البرلمان .. تكلّمنا كثيراً وقلنا إلى أن بحّت أصواتنا ؛ ياجماعة خفّفوا من صلواتكم بالاستسقاء خفّفوا خفّفوا يمعودين خفّفوا ورحم الله والديه من صلّى الاستسقاء وخفّف , لأنّ دعواتكم مستجابة  “وهنا تكمن الخطورة” وربّ العزّة جابلكم “طير أبابيل” وكعّدتكم عالكراسي بسبب صلواتكم بصلوات استسقاء “الكراسي” في حسينيّات المنفى ومساجد بلدان الخليج اليعربيّ الأصيلة .. ودتشوفون شلون هسّه خير السماء “ولا اقصد هنا خير من الله طلّ وفاح” ! شلون الخير غرّك العراق من راسه لساسه , وصارت بغداد بين عشية وضحاها “أغرك عاصمة في العالم” ضاهت بكميّات مياها الطافية فوق شوارعها وأرصفتها , بنصف متر , انتقاماً مقتدائيّاً من منظّمة الشفافية العالمية الّتي انتخبت بغداد في عصر “الانتجاب” هذا الّذي نعيشه من ضمن الدول السبع المنتجبة .. عفواً أقصد المتنافسة عالميّاً على تصدّر قائمة أفسد الدول في العالم بمعيّة دول “الربيع الأخواني والأخواتي” العربي! ..

ولهذا التنافس حكاية “في الفن” طريفة مشابهة “لأفضل فساد” ولكن مع فارق مناقض تماماً في “مقصد” التنافس ! .. إذ :

يُحكى أنّ أحد طلاّب “فنّ الكتابة العربيّة” فنون الخطّ العربي , وهو أحد التلامذة المتردّدون بداية سبعينيّات القرن الميلادي الماضي على ستوديو الخطّاط العراقي المعروف المرحوم “هاشم محمّد البغدادي” والّذي كان يقع  في عمارة “البُنّيّة” بشارع الجمهوريّة ببغداد لتعلّم ما يمكن تعلّمه بمعيّة زملائه “كلّ يوم ثلاثاء” من كل اسبوع من هذا الخطّاط الفذّ من فنون الكتابة العربيّة , خاصّة وانّ البغدادي كان ولا زال ذائع الصيت عربيّاً وإسلاميّاً كخليفة للخطاط والفيلسوف والشاعر والوزير والمهندس العبّاسي البغدادي العظيم “ابن مقلة” ت . 328 للهجرة ؛ لا يبارى , وكانت “أمشاق” أي تمارين هاشم الكتابيّة , تباع بأعلى الأثمان في الأوساط المختصّة بهذا المجال في مختلف بلدان العالمين العربي والاسلامي فكيف بلوحاته الفنيّة ! , في حين أنّ من كان له الحظّ السعيد ونال من البغدادي “الإجازة الخطّية” وهو تقليد متوارث بمثابة “دبلوم” يمنح لمستحقّها إذا ما أتمّ قواعد لكتابة العربيّة سيدخل من ضمن سلسلة حلقات توارث فنّ الكتابة العربيّة الّتي تنتهي عند الخليفة الرابع “عليّ بن أبي طالب” عليه السلام وسيصبح الخليفة العظيم هذا عندها بمثابة “الجدّ” الأوّل لمن حصل على “إجازة الاعتراف” في الفن الكتابي ! وفق التقاليد المتعارف عليها والموضوعة أصولها زمن “الأمويّين”!!! على يد “الضحّاك بن عجلان” و “الأحول المحرّر” .. وكان ذلك التلميذ “وهو من مدينة المحموديّة” 30 كلم جنوب بغداد , يتميّز بالمرح وخفّة الدم , ولكنّ مستواه الفنّي الكتابي دون المستوى , فهو “ليفيّ” القدرة على الاستجابة وفق مصطلح لرياضة بناء الجسام , وقد صارحه المرحوم البغدادي بمحدوديّة استيعابه لأسرار هذا الفن الكتابي أكثر من مرّة , وكان التلميذ “محمد شيّال” يستقبل تلك “النبوءات” بمزيد من المرح .. ولمّا طاف به الكيل وهو يرى أقرانه يتخطّونه بسرعة باتّجاه نيل لقب الاستاذيّة أخذ يكثر من التمارين وبالمواظبة على الحضور مبكّراً كلّ عصر ثلاثاء , ولكن ذلك لم ينفعه , فأصابه اليأس والإحباط , وفي يوم من تلك الأيّام وهو يرى جدّيّة تقييمه له من قبل استاذه وبحضور أقرانه , فما كان منه  إلاّ وعالج تلك الصراحة من استاذه بمبادرة ملؤها المرح والتندّر تنم عن روح وقلب كبيرين مخاطباً أستاذه قائلاً له : “استاذ هاشم .. أنا أعرف أنّني مع الأسف سوف لن أنال اجازة الاعتراف منك بالتفوّق .. ولكنّني أطلب منك أن تمنحني اجازة  “كأسوأ خطّاط” طالما أنّها ستصدر منك وبخطّ يدك فالمهم عندي أنّها شهادة منك مهما كان نوع التقييم !!” ..

دأب اخوتنا بالله “القادمون خلف الدبّابة الأميركيّة” على رمي اللوم وتعليقه وتعليق فشلهم المتواصل على “شمّاعات” عدّة وبشكل متكرّر ورتيب ومملّ وخالٍ من الحياء ولو بنقطة عرق منه تسقط من جبين أحدهم , ولا مانع عندهم أن يجمعوا بين النقيضين في الاتّهام أو المتنافرين على “كلاّب” واحد من كلاليب الشمّاعة , كأن يمزجوا في توجيه الاتهام بين العلمانيّة “أمّ الكحول أو أمّ العَرَك” كما يصفها مؤمنو الاستسقاء , وبين السلفيّة أو القاعدة “أمّهات قيام الليل” ! .. فكلّ خرق أمني وإن كان ضحيّته مواطن عراقي واحد أو خرق أمني كبير يروح ضحيّته مئات العراقيين أو آلافهم أو عشرات ألافهم أو فساد مئوي أو آلافي أو مليوني أو ملياري أو تريليوني , لا بدّ ويقف خلفها جميعاً صدّامي أو بعثي أو سلفي أو قاعدي  .. الخ , ولكنّ المعني والمقصود في نهاية “التسطير” الاتّهامي هو البعثي ! ولكنّهم “يدفنون” ما يريدون  إلقاء اللوم عليه وسط كمّ من المسمّيات ..

لم يكن يتصوّر أحداً من بعثيّو أيّام زمان أن يأتي يوم  أو زمان ستصبح فيه “مقولة” أو “أهزوجة” أو “كفلة” بتخفيف الكاف وفتحها وتسكين الفاء وفتح الّلام ؛ مقولة “يا دنيا نثي نثي حتى “الله” صاير بعثي , وهي عنوان هذا المقال , وهي بدون أدنى شك وضعها “مُغرض أو مسيء أو منافق أو بعثي مغال أو بعثي دموي أو مندس بينهم” , لا ندري تاريخ وضعها ومن هو , ولكنّني عن نفسي أنا طرقت المقولة مسامعي  مع بدايات ستينيّات القرن الميلادي الماضي وقد أدركنا عدم معقوليّتها منذ سمعناها لأوّل مرّة رغم حداثة سنّينا , أنّ تلك الموضوعة ستصبح يوماً “معقولة” في زمن حمّى العمليّات السياسيّة المتواصلة الجارية الآن .. فما أن ينكشف البرقع عن مكمن فاسد في الجسد العراقي , الجديد , حتّى نرى بالون أو منطاد “بعثي” يطفو ويحلق في سماء مكان الخلل أو الفساد ليسرق الأنظار باتّجاهه عن حقيقة من يقف خلف كلّ عمليّة فساد , ولا ندري , هل اتّهام البعثي “تقليعة” استشرت بعد “ردّة تشرين” عندما استولى المرحوم عبد السلام عارف رئيس جمهوريّة العراق على الحكم بانقلابه على البعث عندما أخذ “الاعلام العارفي” كما أحبّ البعثيّون إطلاقه على أجهزة إعلام العراق بعد “الردّة” , في جعل “البعث” عبارة عن “سلّة” تُرمى بها كلّ أخطاء العهد العارفي وزلّاته تحت شعار “اكذب على الميّت”..

إن انطفأت الكهرباء قالوا “البعث” أو القاعدة من يقف خلف ذلك وإن احترقت وزارة الماليّة واحترقت سجلاّتها قالوا الصداميّون أو “الصدريّون” يعني البعثيّون .. وإن اكتشفت سرقات ملياريّة في البنك المركزي العراقي قالوا البعثيّون هم هم .. وإن احترقت الشورجة والتهمتها النيران قالوا بعثيون من أحرقها .. وإذا سقط جسر قيد الانشاء اتهموا وهم مغمضي العينين بأن البعثيون من يقف خلف ذلك ! .. تفجير في اسبانيا البعث وراءه هروب فريق رياضي بكامل اعضائه وطلبهم اللجوء البعث وراءه ان اصبح الدوام في المدارس على شكل 3 وجبات يوميّاً لثلاث مدارس وبواقع 150 طالب في كل صف قالوا أن البعث من يقف خلف ذلك … الخ

والله لقد استضعفناكم واستسخفناكم من كثرة ترديدكم المرعب لهذا الحزب حتى بتنا وكأننا تحت حكم اناس مرعوبون مهزومون مهووسون لا ثقة في جلوس أيّ واحد منهم بمنصبه الّذي يعتليه ويطل عليه من فوقه على رقابنا  

فإذا كان البعث قد انتهى وتمّ حلّه والقضاء عليه بحسب السنة جميع أعضاء العمليّة السياسيّة فلماذا يتّهمون إنساناً ميّتاً ! .. وهل يستطيع الميّت فعل مقدار ذرّة من كلّ ذلك  !! .. ثمّ إذا كان البعثيّون يستطيعون تخريب كل  “جهودهم” في الاعمار ويستطيعون اختراق جميع تحصيناتهم الأمنيّة المليونيّة وتحت حماية ورعاية أقوى دولة في العالم وبمعيّة أكبر دول العالم , ثم ويفعل بها ما يشاء , فلماذا تجرّأوا على إزاحته من سدّة حكم العراق وجاؤوا بالأميركان لأجل ذلك ؛ فما فائدة كلّ ذلك إذا كانوا متيقّنين بهذه القوّة العظيمة لحزب منحل بحسب توصيفاتهم ! ..  

 بغداد غرقت للمرة الثانية خلال اقل من ثلاثة اسابيع بين كل ّغرق في شتائنا هذا العام  .. ففي الغرق الأوّل , وكالعادة .. تمّ فضح عيوب لا حصر لها  في البنى التحتيّة للعراق الّتي زعموا أنّهم صرفوا عليها مليارات العراق المختفية ! لقد طفا فوق شوارع بغداد كلّ شيء وانفضحوا .. ولكنّهم لا زالوا متشبّثون بالحكم .. وليسقط الخجل وليذهب الحياء إلى الجحيم ولتذهب “الجنّة” إلى حيث تذهب ..

جاء الطوفان الثاني ليقضي على أيّ أمل يمكن ان يُصاغ منه نبض أمل جديد بعراق سبق وأن وعدونا به مئات المرّات ولعشرة سنين عدّاً ونقداً ..

نحن لا زلنا ننتظر كيف سيبدعون في إلقاء فضائحهم بقتل العراق ودفنه تحت ترابه قبل أن يخرج جثّته إلى العلن طوفان بغداد الثاني وأعين العراقيين تصوّب نحو جثّة بلدهم تطوف فوق شوارع بغداد الغرقى .. فهل سيقولون أن البعث هو من أمطر السماء ! .. عندها .. إن قالوها , ستصحّ “نبوءة” من قال ” و يا دنيا نثي نثي حتى “الله” صاير بعثي .. و”نثّي” يعني امطري ! ..

أليس كذلك يا مؤمنو صلوات الاستسقاء ! ..

أحدث المقالات