أثارت قرعة التصفيات المؤهلة لكأس العالم في “روسيا 2018″،مخاوف الشارع الرياضي الذي نعتها بأوصاف مختلفة في المفردات، بيد أنها متشابهة في المعنى ، وهو صعوبة مهمة منتخب الأسود في اجتياز منتخبات المجموعة وتحقيق حلم الوصول إلى المونديال بعد غياب دام ثلاثة عقود عن المشاركة الوحيد بالمكسيك عام” 1986″.اعتقد أن ما ساد الساحة الرياضية من هواجس القلق و”الخوف المشروع” يوسع مساحة الأمل بتحقيق الحلم في التواجد بالمونديال القادمة ،وذلك لجملة من المعطيات، أهمها هو الاكتشاف المبكر لحقيقة وضع المنتخب العراقي،بعدما كشفها سونار تصفيات المراحل السابقة،حيث لعبت المقادير دوراَ كبيراَ في تحقيق معجزة تواجدنا بنهائيات كاس “آسيا 2019 “في الأمارات، وبالتصفيات النهائية لكاس العالم.هذا الاكتشاف حدد بوصلة تفكير القائمين على شؤون المنتخب العراقي، وجعلها تغادر الغرور والاستهتار بالفرق الأخرى،وتفكر بمنطقية وتستمع إلى ما يقوله الآخرين ،بعدما استدارة ظهرها في مناسبات كثيرة. المعطى الايجابي الآخر، هو أنصاف الخصوم وإعطائهم حجمهم الحقيقي، وذلك يجعلك تفكر بواقعية بعيدا عن متاهات الأحلام الوردية. التي لا واقع لها ألا في أسرة الحالمين ومخيلتهم.هذان المعطيان المتمثلان في “التشخيص والتفكير “سيكونان عوامل ايجابية، ليس في تجاوز التصفيات وتحقيق حلم الوصول للمونديال فقط، بل لتصحيح مسار الكرة العراقية ووضعها على سكة الانجازات.قد يبدو الكلام فيه تفاؤل مبالغ ، لكن تأريخ الكرة العراقية يشيرالى ذلك لأنها صنعت الانجازات الكبيرة خلال مسيرتها في ظروف أصعب بكثير مما تعيشه حالياَ،ولا نحتاج لتحقيق ذلك سوى حرث أرضية الانجاز، وتبخير الأجواء لتنقية الساحة الرياضية، بعدما لوثتها إرهاصات التصفيات عبر تظافر الجهود بين الأعلام ومصادر القرار.وعلى الأعلام أن يعيد مساحة التفاؤل للشارع الرياضي، وان يغادر خطابه و إرهاصاته وتشنجاته التي سبقت وأعقبت التصفيات الماضية،كون الكرة العراقية لازالت تمسك بعصا التفوق من طرفها الطويل،بوجود الإمكانيات الفنية التدريبية ،فضلا عن اللاعبين المحترفين والمحليين.أن ماشهدناه وللأسف. كان كبوة لبعض الأعلام الرياضي وليس للمنتخب فقط، حيث خرج الأعلام عن مهنيته وحياديته وهنا لا أتحدث عن الأعلام الذي انتقد بمهنية وموضوعية للحدث، بل عن بعض القنوات الفضائية و الإعلاميين الذين نصبوا أنفسهم أوصياء على الكرة العراقية، وراحوا يكيلون التهم وتخوين الآخرين. وللأسف بعضهم بقنوات فضائية رسمية لا اعرف كيف ترسم سياساتها الإعلامية ؟!يصح عليها قول الشاعر الجاهلي (الافوه الازدي):قد هزلت حتى بدا من هزالها…كلاها وحتى سامها كل مفلسيجب أن يعرف الجميع أن الرياضة، سيما كرة القدم هي رسالة إنسانية عنوانها المحبة واللقاء، وهي الواحة التي يهرب أليها الجميع من صور الموت والدمار الذي نعيشه يومياَ،لكن بعضنا صورها أنها (أم المعارك) وراح يرتجز(يا حوم اتبع لو جرينه)، وان الهزيمة هي هتك الحصون والخيانة العظمى،فراحت الجماهير العراقية تتابع المباريات، كأنها في موضع قتال ويدها على الزناد،حتى أذا ما تحقق فوز امتلأت المستشفيات قتلى وجرحى!!.ثمة واقعة يجب أن يفهمها بعضنا أن أول مباريات بكرة القدم بعد الحرب العالمية الثانية عام “1945 “أقيمت بعد توقف الحرب مباشرة على ارض الحرام بين جنود “بريطانيين وألمان”!.