23 ديسمبر، 2024 1:37 ص

يا ايها المتظاهرون: انتصروا…

يا ايها المتظاهرون: انتصروا…

كان لقاءا مهما مع البرلمانية الاوكرانية اولينا سوتنيك، تم عرضه الجمعة، حول تفاصيل تظاهراتهم في كييف عاصمة أوكرانيا عام ٢٠١٤، ضد الحكومة. حينها تصاعد الصراع بسرعة، مما أدى في غضون أيام قليلة لسقوط حكومة الرئيس فيكتور يانوكوفيتش، وإقامة حكومة جديدة.
ويبدو ان الاسباب كالتالي:
اولا. رفض شعبي لهيمنة روسيا على الحكومة والاحزاب والثروات الاوكرانية.
ثانيا. رغبة شعبية بالالتحاق بالاتحاد الاوربي.
ثالثا. توقيع الحكومة اتفاقية تعاون مع روسيا…
رابعا. رفض الحكومة توقيع اتفاقية تعاون مع الاتحاد الاوربي.
خامسا. وهو الاهم، فساد الحكومة وعمالتها لروسيا.
واشارت اولينا الى الاحداث، وملخصها:
اولا. ان التظاهرات بدات بسيطة، بواسطة مئات او الاف من الطلبة.
ثانيا. قامت الحكومة بضرب الطلبة. في نوفمبر، بقصد انهاءها قبل راس السنة. مع اتهام المتظاهرين بالعمالة.
ثالثا. حصل غضب شعبي بسبب تصرف الحكومة الوحشي. و نزل الشعب بتظاهرة مليونية تعاطفا مع الطلبة.
رابعا. التحقت جهات وطنية لمساندة التظاهرات.
خامسا. تقدمت التظاهرات نحو مقر الرئيس، لمعاقبته. وكان هدفا محددا واضحا.
سادسا. ضربت الحكومة الشعب بعنف.
سابعا. حصل تعاطف دولي مع التظاهرات.
ثامنا. استمر الشعب بالتظاهر والتقدم نحو مقر الحكومة، بقيادة واضحة. ومعلنا مطالبته بالقبض على يانوكوفيتش ومعاقبته.
تاسعا. هروب الاخير وانتصار الثورة.
ماذا تحتاج التظاهرات؟؟؟
وقد اشارت الضيفة الى توصيات، لانجاح الحراك وحصول التغيير في العراق، اهمها:
اولا. ضرورة وجود تسلسل للمطالب، او خطوة لاحقة، بعد كل خطوة.
ثانيا. طرح قيادة او قائد بديل.
ثالثا. استمرار التظاهرات.
وقد لفت انتباهي وبشدة، ما ذكرته الضيفة عن اهمية اعلان الثوار عن قائدهم، او بديل موضوعي عن الوضع الراهن. وركزت على اهمية ذلك.
هل نحتاج قائد؟؟
وبالرغم من وجود اعتراض على موضوع القائد، والرغبة بترك التظاهرات هكذا.. ولكن، حسب فهمي، ان ذلك الاعتراض قد يكون فيه خطر وضياع للجهود. بل اعتقد ان وجود قائد للتظاهرات هو سببا هاما، لتحقيق الانتصار، والخلاص من هذا الحكم الظالم والمستبد.
نعم، اعتقد ان اختيار قائد من قبل الشعب، خطوة هامة، نظرا لمجريات الواقع، هنا، والمخاطر الخارجية التي تهدد الثورة والثوار، فضلا عن ما يطبخه الفاسدون ضد ثورة شعبنا.
بشرط ان يكون الاختيار، شعبي، دون تدخل خارجي، وبعيدا عن تدخل السلطة واحزابها. وهذا القرار ينطلق من ساحات التظاهر. وهو القرار الذي يطيح بالحكومة والبرلمان، بل و ينهي الطبقة الحاكمة. ويفتح صفحة جديدة، يكون فيها القرار للشعب، حصرا.
هل انتصر المتظاهرون؟؟
ويمكن القول، ان الثورة في العراق قد حققت انتصارات عظيمة، اهمها الوحدة والتكاتف بين أبناء شعبنا، لكن من المؤلم ان تنتهي دون حسم. وبالرغم من التضحيات، فان الطبقة المتسلطة، تعمل للالتفاف على الثورة، وقمعها، بالتنسيق مع الخارج. فانتبهوا ايها الثوار. ان الثورة بحاجة إلى قائد عراقي، محب للشعب، وله مشروع.
وانا اعتقد، حسب فهمي المحدود، والانسان لا يتجاوز حدود فهمه. اعتقد ان السيد الصدر، كان ولازال ضامنا للحرية، ومدافعا عن الحقوق، وعاملا هاما لانتصار هذه الثورة الشعبية، وقد طرحت هذا سابقا. وبالرغم من هذا، اقول، بشكل محايد، التالي:
اولا. هنالك اعتراض، ضد الصدر، بسبب ما تنشره الجيوش الالكترونية للاحزاب، لانهم يجدوه منافسا سياسيا، ذا شعبية. الا ان الشارع، عموما، او بالاغلبية، محبا للصدر، ويثق به.
ثانيا. هنالك اعتراض او سوء فهم من قبل بعضنا للسيد الصدر. او تحميله المسؤولية عن اداء كتلة سائرون. بالرغم من ان اداءها لها مبررات سياسية، غالبا تخدم الشعب والمتظاهرين، وهذا فيه تفصيل، لا يسمح المقام له، حاليا.
ثالثا. اذا كان هدفنا انجاح الثورة، ليكن لدى الثوار مرحلة انتقالية يقودها او يشرف عليها السيد الصدر. وبذلك تضمن الثورة نصرا مرحليا، على اقل تقديرا، بدلا من المخاطرة.
ثالثا. ان الثورة تحتاج قائد او قيادة، ذا مشروع. ويمكن ان يحقق انتصار للثورة، فمن هو؟
كيف يناصر المتظاهرون؟؟
ايها المتظاهرون اتفقوا على قائد وطني، شعبي، يكون عاملا حاسما لتحقيق النصر، ولايقاف نزيف الدم.
رابعا. الثورة تحتاج قائد، له شعبية ويتمتع باستقلالية، وشعور وطني صادق ومخلص. يتفاوض مع الدول وخاصة دول الجوار، في المرحلة القادمة. ولا يبيع الثورة الى الخارج.
ثم.. ماذا بعد؟؟
هذا مع ملاحظة الامور التالية.
الامر الاول. بالرغم مما تعلنه الدول، الا ان اغلبها تقف مع هذه السلطة، بسبب المصالح والاتفاقيات معها. والدول لا تخاطر بالتغيير، الا بوجود بديل مقبول. لان التغيير، دون معالم واضحة، يمكن ان يلاقي اعتراضا دوليا عنيفا.
ثانيا. ان وجود تفاهم بين التيار الصدري والتيار المدني، يمكن له، ان يطمئن اغلب الدول. وهذا عامل ايجابي، يمكن استثماره من قبل الثوار.
ثالثا. ان الصدر، وان لم يتصدي لقيادة الثورة لاعتبارات متعددة، الا انه داعم ومساند لها في مستويات عديدة.
واعتقد ان المطالبات الواسعة من الشعب للصدر، اذا حصلت، بتصديه لقيادة التظاهرات، سوف تقلب موازين القوي لصالح الثوار. وتحسم النصر.
رابعا. العلاقات المتوازنة التي اسسها الصدر مع الدول المجاورة وغيرها يساعد في طمأنتهم، واحراز التغيير، بطريقة موضوعية ومنطقية.
خامسا. مشروع الصدر الاصلاحي والوطني، واستقلاليته، يقلل من معارضة الخارج للتغيير.
فلتقولوا كلمتكم ايها الثوار…
ان الثورة بذمتكم… ودماء الشهداء والجرحى برقبتكم. فانصروا ثورتكم بموضوعية، دون تاخير.
وهذا يتطلب مطالبة او اعلان شعبي، بذلك. واليكم رابط الاوكرانية. وللحديث بقية.