23 ديسمبر، 2024 10:48 ص

يا إبن رسول الله.. دموعي في حضرتك كدم عبد الله على ثرى الطف

يا إبن رسول الله.. دموعي في حضرتك كدم عبد الله على ثرى الطف

شهد من حضر واقعة الطف.. سرا وعلانية، بأن دم عبد الله الرضيع، حين نثره الحسين.. عليهما السلام، الى السماء، لم ينزل الى الارض.. خلاف قواعد الفيزياء!

فهل أشد من تلك المعجزة برهانا على طهر الدم الشاخب.. من عنق الرضيع، بنشاب الكفر، دليل إنتماء لله ورسوله وآل بيته!؟

موقف عظيم يتمحور حول كل مكان وزمان، …، فاليوم.. في ذكرى إستشهاد راهب قريش موسى الكاظم، بكيت وسط جمع السائرين.. أمشي وخطوتي وحدي.. بل ودمعتي تتفرد بأنها ترتقي جبيني ومن هامتي الى السماء، بفعل عصف الريح التي زخت مطرا.. إختلط بنبض القلوب الساحت من العيون نزيف مشاعر لا تنقطع…

موسى بن جعفر.. راهب أهل البيت.. كريم قريش.. أسد بغداد وطبيبها الذي لم تطوه السجون إنما هو الذي طوى المطامير، كالسجل بين يديه، حين أدخل هرون الرشيد أجمل غوانيه إليه؛ فخرجت منه مؤمنة!

“أي عظيم أتقي…” وكل ما خلق الرجس، محتقر بهمة إيمان الكاظم.. قدوتنا في الايمان والصمود تحت قهر معتقلات الامن العامة.. أيام حكم الطاغية، وشبابنا نسمة لهفى لحياة لم نعشها.. أبينا أن نحيا رفاه رغد ممكن، زهدناه إيمانا بالله وولاءً للوطن وإخلاصا للناس، الذين ما زلنا نحرص على خدمتهم، في إتمام لدورة الايمان بالله والولاء الوطني، ثانية وثالثة والى الأبد.. حتى فارط العمر ينسفح من الدنيا الى الآخرة.

أبو الجوادين.. باب المراد، قدوتنا، ونحن نتأمل زهد رئيس الوزراء د. عادل عبد المهدي.. رجل بسيط، يسمو فوق المغريات، يشرق ببغداد على تفاؤل ناجز، من شأنه فتح آفاق مقبلة لزراعة وصناعة وتجارة وسياحة، تدعم النفط، كمورد أحادي، بحاجة لدعم المؤمنين بالله.. المخلصين للوطن.. منهج عبد المهدي، وإسلوبه في إدارة التشكيلة الوزارية، يعنب أن الرجل هو الاسلوب.

سائر بالدولة الى الإستقرار؛ فأعينوه على البر والتقوى.. توزيع اراضٍ سكنية ورفع المصدات الكونكريتية، بعد تأمين البلد بالارادة والعمل… وإنفتاح دولي متوازن لصالح العراق؛ فمن أحب وطنه أحبه الله، وهما حبان لا تنفصم عراهما عن العروة الوثقى في حب محمد وآل محمد.. لذا في ذكرى إستشهادهم.. واحدا واحدا.. المعصوم منهم والقدوة المثلى، نستحضر سيرتهم دربا لتثبيت مواقفنا على سراط الدنيا.. صلاحا ضامنا لسراط الآخرة.

فالكاظم.. كاظم الغيظ.. تحمّل جور الظلام سجنا، وبطش الولاة عداءً للحق، ولم ينثنِ حتى إستشهد وتبارك جسر بغداد بجثمانه الطاهر، الذي ما زال يستقطب المشاة.. بالملايين، وعدوه بددا “ما عادانا كلب إلا وجرب”.

ولأن الكاظم وجده وأباه، قدوتنا في الدنيا، وشفعاؤنا في الآخرة؛ فإن عبد المهدي، تحمل إفتراءات المغرضين، الذين لا يريدون للدولة إستقرارا، وإكتفى بالعمل الجدي.. المواظب، ردا على تخرصاتهم؛ فأحبه العدو قبل الصديق.

يكفي آل بيت الرحمة، أنهم منتصرون بإستشهادهم، والوفود المليونية تطم عين الشمس في حضرتهم.. عينا مفتوحة على الزمان والمكان، مطلقان الى يوم القيامة.. يوم ينادى في السابقين واللاحقين… وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله يذهل كل مرضعة عما أرضعت، ونحن بشفاعة محمد وآله والعمل الصالح يرفعنا درجات، نغذ السير حثيثا بأقدام تسيقها قلوب حائرة ومدامع ترتقي من بؤبؤ العين الى السماء، تبع دم عبد الله الرضيع، الذي يستعيد واقعة الطف.. في كل لحظة تمر على شبر من ثرى تراب أديم الارض.