بعد الأحداث الدامية والتي راح ضحيتها المئات من عشائر البونمر في هيت وحديثة على يد العصابات الإرهابية البعثية بمساعدة مرتزقة وأيتام البعث الفاسد ، ياترى ماذا بقي للسنة من موقف ؟!! ، فما قول سياسينا (السنة) وموقفهم الواضح والصريح تجاه هذه المجزرة المروعة من هذه العشائر العربية الأصيلة والتي لم يكن لها ذنب سوى أنها كان لها موقف وطني مساند لمحاربة تنظيمات داعش الإرهابية ، والبعث الفاسد ، التي عاثت فساداً في الأرض وهتكاً للحرمات وقتل الأبرياء بلا وازع سوى الانتقام مع كل من يختلف معهم ومع أفكارهم الظلامية .
هذه الجريمة المروعة والتي راح ضحيتها المئات من أبناء عشيرة البونمر ، لم تحرك ساكناً من السياسيين (السنة ) بل لم يصدر تصريح واضح وصريح تجاه هذه المجزرة المروعة ، بل كان الموقف البطولي من أبناء الجيش العراقي والقوات الأمنية ، وإخوتنا من أبناء الحشد الشعبي (أهل الجنوب) لأهو من اشرف المواقف التي سيسجلها التاريخ بأحرف من ذهب ، فهذا التحرك قد اسقط الأقنعة تماماً عن المتآمرين والمتلاعبين بحقوق الأبرياء ودماءهم ، الذين سرقوا أموال المهجرين والنازحين من سياسي الصدفة .
هي رسالة مفتوحة إلى جميع أهل السنة والجماعة أن يقفوا ليعرفوا من هو العدو ومن هو الصديق ، وان يتجردوا من مواقفهم الطائفية والسير خلف طائفي السياسية الذين حاولوا إحراق البلاد بحقدهم لا كثر من مرة ، كما يجب أن يكون صوت أهل السنة أعلى من صوت بعض الأصوات الطائفية المحسوبة على أهل العلم والدين ، لأنهم يسيرون وفق أجندات خارجية تريد الشر ببلادنا ، وتسعى لإحراق الأخضر واليابس لهدم أي روابط اجتماعية تجمع أبناء البلد الواحد .
ومن هنا لابد لأهل السنة ان يقرأوا واقعهم جيدا ، ومعرفة من يريد الشر بهم ، فهذه الانبار والموصل وصلاح الدين هي محافظات سنية ذات لون مذهبي واحد ، دخل الدواعش إليها وتعال ننظر ما عملوا من قتل وتهجير وتفجير لأضرحة الأولياء والصالحين والعلماء السنة ، وقتلهم للمئات من عشائر البونمر في الانبار ، وكيف استطاعوا من السيطرة على هذه المناطق بالتعاون من مرتزقة البعث ورجال الدين المرتزقة الذين باعوا انتماءهم وولاءهم لوطنهم بثمن بخس .
نعم ربما أنّ بعض السنة انضموا إلى التنظيمات الإرهابية والذي تقوده داعش في العراق، ولكن هؤلاء هم من الموالين لنظام البعث ، والذي كان، بطبيعة الحال، علمانيًّا راديكاليًّا مثل ستالين وهتلر. كان حزب البعث الذي قاده صدام معاديًا للدين ومؤيدًا للعلمانية؛ وكان صدام كارهًا للصحوة الإسلامية المتطرفة لدرجة أنّه شنّ حربًا على الجمهورية الإسلامية أملًا في منع ولادة جديدة للإسلام لذلك، فإن أنصار النظام الصدامي الذين ينضمون إلى داعش يقومون بذلك باسم السنة من اجل محاربة السنة ، وقتل أي شخص يختلف معهم أو يحاول الوقوف بوجوههم ، وان مجزرة البونمر ليست بالغريبة عن ممارسات هذا التنظيم الذي تعوّد على القتل والذبح والتدمير، وأول ضحاياه هم سُنة العراق الذين لحق بهم ضررٌ كبير جراء دخول مسلحي داعش مناطقهم، كما أن تنظيم “داعش ” يقدم نفسه كحامي للسُنة ومدافع عن حقوقهم أمام الحكومة الشيعية ، ويبدو على العكس ظهر إن داعش هو أول وأقوى عدو للسُنَّة في العراق .
لهذا لقد حان الوقت لأهل السّنة لأن يقوموا برفض هذا التشخيص الخاطئ لدينهم. وربما يتعيّن عليهم رفع دعوى جماعية ضد وسائل الإعلام التي تنشر هذه الافتراءات ، وتنقية طرفهم من موالاة داعش ، وتوفير الحواضن لهذا التنظيم الإرهابي ، وإعلان الحرب الشاملة عليه ، لان النار لا بد أن تحرق يوما من يشعلها ، كم أن عليهم البراءة من رجال الدين المرتزقة الذين يسيروا بأجندات خارجية ووفق أملاءات سعودية وقطرية تريد الشر بوحدة العراق الواحد الموحد ، وتمزيق لحمته وبنيانه الاجتماعي .
كما على الحكومة تفعيل دور البرلمان ومحاسبة المقصر في البرلمان الذين يثيرون الطائفية بتصريحات تثير الشحن الطائفي وتوقد نار الانتقام بين أبناء البلد الواحد ، ومعاقبة كل من يحاول أن يكون سياسيا في النهار وإرهابيا في الليل ، من اجل تنفيذ أجندات خطيرة تحاول إفشال العملية السياسية ، والمشروع الوطني الجديد .
يبقى على العشائر الأصيلة في المنطقة الغربية ، والتي يبقى التعويل عليها في إنقاذ مدنهم من سيطرة داعش ، والتنظيمات الإرهابية والبعثية ، أن يثوروا على هذه العصابات وطردها خارج بلدنا ، وتطهير مدنهم من رجس الدواعش الذين عاثوا خراباً وفساداً فيه.
أذن بات الهدف الحقيقي وراء سماح الغرب لداعش بان تحتل مناطق من العراق هو إشعال لحرب طائفية طويلة الأمد بين السنة والشيعة ممتدة إلى الصراع العربي الإيراني , ناهيك عن منع إيران من التواصل مع سوريا والمقاومة اللبنانية والفلسطينية , لان تنظيمات داعش ستكون فاصلا جغرافيا بين المقاومة العربية ضد إسرائيل وبين ممولتها وداعمتها إيران ، والذي بالتالي سيدخل في خانة محاولة كسر الترابط الجغرافي بين الدول الثلاث الرافضة لإسرائيل (إيران ، العراق ،سوريا) ، وإيجاد فواصل جديدة للمنطقة وفق مفهوم جديد أعلن عنه بايدن سمي بمشروع “شرق أوسط جديد”