وأنا أدور أزقة وشوارع محلتنا الجميلة الوديعة الآمنة التي تتسم بتنوع مكوناتها وتآلفهم وتفاعلهم فيما بينهم ولهم تأريخ مشترك طويل ومتواصل عبر أجيالهم المتتابعة في تداخلهم وتلاحمهم وتآزرهم وأتأمل بيوتهم التي توشحت بالسواد رافعة الرايات السوداء والملونة على سطوحها ومعلقة اللافتات على الحيطان والاسيجة بشعارات الثورة الحسينية واشعار وحكم الواقعة …تعبيرا عن حزنها على حادثة الطف الاليمة واستذكار أستشهاد سيدنا الحسين (ع) وأخيه العباس وأهل بيته الطاهر ين واصحابه رموز التضحية والفداء واصالة روح الدين الحنيف ونصاعة التعبير عن قيم المبادئ الأصيلة التي جاء بها رسولنا الصادق الأمين وآله الطيبين الطاهرين وأصحابه الغر الميامين والتابعين وتابع التابعين ومن تبعهم بأحسان وايمان الى يوم الدين ….رضوان الله عليهم اجمعين …..
وأذ أتأمل هذا الحدث الجليل وتلك الواقعة الحزينة المؤلمة الصارخة في اعماقنا عبر هذا التأريخ الطويل تتقاطع في ذاكرتي فواجعنا اليومية التي ترسم مشهدها السيارات المفخخة والانتحاريون والعبوات الناسفة والقتل والخطف اليومي على الهوية الطائفية والتجاوز على المال العام والخاص وكل انواع البلاء الذي حل بأرضنا واهلنا .و.لنرى اونعيش حالة أرضنا ووطننا وحياتنا ..كلها كربلاء ….وكل أيامنا عاشوراء ….ليتناغم دم شهدائنا مع دم الحسين واهله وصحبه ونبضات قلوبنا وشهقات بكائنا في معزوفة حزن المظلومين وايقاع الثائرين وترنيمة المتعبدين المؤمنين بيوم الدين ….
اقول وانا اعيش هذه الاجواء الرحمانية الرائعة المتألقة بقلوب المؤمنين الصادقين وتلك العلائق الجميلة التي يجسدها طعام عاشوراء التي تتقدمها ((الهريسة )) ((والقيمة ))عندما تتناقلها البيوت فيما بينها وتستوقفنيا لتجمعات بالشوارع بالشاي والكعك وخبز العباس …تعصفني حالة سلبية شاذة امام هذا الحشد المتناغم الجميل
تقف مثل نقطة سوداء في كل هذه الممارسات الاجتماعية الوديعة انها ((التطبير)) وما ادراك ماهذا التطبير وسقوط الدماء الغالية من الرؤوس وبشاعته في ممارسته وطريقة ادائه وسقوط الاطفال الذين يجهلون ممارسته وتحويل المدارس وامكنة التعليم الى مراكز للتطبير وهدر لدم غال وتشويه صورة الاسلام والمذهب والاسس التربوية للدين
ولا ادري الا يكفينا مانرى من دماء الابرياء في الشوارع والحارات والبيوت والجامعات والجوامع والحسينيات والمدارس والاسواق وفي ساحات المعارك لنفرط في هذا الدم الغالي الذي نريده لمعارك المصير …من قال ان الحسين يريد منا ان نؤذي انفسنا لنعبر عن حبنا له أن حب الحسين غال غلاء هذا الدم ودمه الطاهر الشريف ….فلا نسترخصه بممارسات خاطئة ….ان الحسين قدوتنا في الدين والحق والعدل والانصاف وقيم الأسلام الصحيح الذي جسده الكتاب المبين والسنه النبوية المطهرة والثورة ضد الظلم والطغيان وتأثيراتها ملأت الدنيا وشغلت الناس في كل مكان وتركت اثرها في النفوس وتلك الممارسة ليست من الدين لامن قريب ولا من بعيد ….ان نتمسك بمباديء سيد الشهداء في توحيد اهدافنا في ديننا الحنيف ورسالة سيد الخلق رسولنا الكريم الذي جاء رحمة للعالمين ونقتدي به فهو اسوتنا الحسنة وعلى خطى ثورة سيد الشهداء ابا الاحرار في تحديه للظلم والطغيان والفساد الذي عم البلاد والعباد وعموم ارض السواد بدلا من ان نسيء الى ديننا ومذهبنا بهذه البدعة الضالة التي لا اصل لها وقد نبذها وحذر منها اكثر المراجع ولا ننسى شيخ الخطابة والمنبر الحسيني الوائلي رحمه الله والشيخ علي الامين وغيرهم وما اصرار بعض السياسيين لتكريسها الا لغاية دنيوية انتهازية لا علاقة لها بالدين او المذهب .او الطائفة لا من قريب ولا من بعيد …وادعوا كل حريص على الاسلام وصورة الحسين ((ع))ان يتبرع بدمه الزكي في اقرب مركز صحي وجرحانا بأمس الحاجة اليه….
يا احباب الحسين دمكم غال لاتفرطوا به فوا الله لا يريد الحسين منكم ان تؤذوا انفسكم يريد منكم ان تقفوا وقفة رجل واحد وتتحدوا بوجه ظلم الاحتلال والعدوان والمتآمرين والخونة والعملاء والدخلاء والمنافقين والضالين والمضلين وتعبروا خير تعبير عن ثورته التي اقتدى بها الناس اجمعين …..