لا اعرف لماذا كلما حاولنا اثبات صدق وحسن النيات بشتى المجالات امام الاشقاء في الخليج والكويت بصورة خاصة نقابل بالعكس وبطرق اقل ما يقال عنها انها مشينة ومسمومة ، ولا يوجد اشد قوة في الازدراء وتوجيه الصور الموبوءة اكثر من الاعلام والدراما التلفازية في عكس هذه المظاهر، التي تطال شعب وامة كاملة موغلة في الحضارة التي يشعر ازاءها الكثير بنقصهم ودونيتهم مع انها تحصيل حاصل وشهادة موثقة بآلاف السنين ، ومن هذه الاساليب البدائية الرخيصة مسلسل “دفعة لندن” الذي تعرضه MBC السعودية بتمويل كويتي والذي يمعن في طرح “إساءة واضحة للعراقيين والشخصية العراقية” تحديدا.
الحقيقة انه ليس العمل الدرامي او المسرحي الاول الذي تنتجه الكويت ويحمل مثل هذه المغالطات ويفضح عقدهم النفسية المتجذرة ، التي تحاول رسم صورة مشوهة مفادها ان العراقيين هم شخصية مستنسخة للديكتاتور المقبور صدام حسين ، مع ان الجميع وحكومة الكويت تدرك اولهم، ان اجرام وعنف صدام طال العراقيين لثلاثة عقود من الزمن ، ويعرفون كم تسبب صدّام في آذى العراقيين عشرات أضعاف ما لحق بهم لفترة قصيرة من الاحتلال الغاشم ، والأمر
ان الكويت كانت ساحة للمخابرات الصدامية في الثمانينيات من القرن المنصرم ايام الحرب لضرب المعارضين العراقيين الفارين من بطشه .
وأول من موّل الحرب لزيادة حجم الدمار بالعراق هي الكويت وسخّرت ميناء العبدلي لنقل السلاح الغربي لتدمير البلدين والشعبين العراقي والايراني ، في حرب الخليج العبثية، مع كل ذلك لازالت سهام الحقد الاعمى تصوب الى الانسان العراقي في معتقداته وتراثه ، وهم اول شاهد على طيبة وعفة وشجاعة وكرم العراق واهله وليس بطولة خليجي 25 ببعيدة عنا بجميع مآثرها الخالدة ، ولكنها عقدة النظر الى الارفع والاكرم والاكثر قدرا ، ولاذنب لنا في ذلك ان كنا امة شجاعة كريمة طيبة الخلق ، لن تنال منها تفاهات الدراما المريضة التي تريد تصوير العكس هناك في لندن ، ولو كانت لهم بصيرة لسجلوا ووثقوا مكانة الاطباء والطبيبات العلماء والمهندسات والفنانات من العراقيين في الغرب ومدى الاضافة النوعية التي تسجل باسمائهم ، لا اريد ان اسجل مفاخرنا فهي كثيرة ولا ازيد من الاشارة الى تفاهة اساليبهم فهي كثيرة ايضا واكتفي بالبيت العربي الماثور .
اصبر على كيد الحسود فإن صبرك قاتله، فالنار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله.