23 ديسمبر، 2024 10:29 ص

ياليتني كنت قطريا

ياليتني كنت قطريا

كتب الاستاذ فهمي هويدي ذات مرة مقالا تحت عنوان ياليتني كنت تايلنديا لان الحكومة هناك تعاملت مع ذوي القمصان الحمر انذاك بكثير من الروح الرياضية والوطنية المنصفة واضطرت للتنازل لهم والموافقة على طلباتهم دون اي قتال او مكافحة شغب او نعتهم بالغوغائيين او الخارجين عن سلطان القانون او لعبة السياسة .
اليوم انا اكتب نفس العنوان ولكن هذه المرة مع قطر لماذا ؟ هل لان قطر رفعت راس العرب بكرة القدم بالوصول الى بطولة كاس اسيا ام لان قطر قاتلت في الامارات رياضيا دون اي جمهور او تغطية اعلامية لكنها انتزعت النصر بسواعد اللاعبين السمراء , ام لان قطر تواجه حرب سياسية شعواء من قبل جاراتها العربيات الخليجيات ام لان الامير تميم كرم الرياضيين بتلك الاريحية وتلك الروح الانسانية السامقة .
بلاشك ان الامم الحضارية تلك التي تحترم الانسان على مقدار مايقدمه وليس على مقدار مواطنته . فالكثير من الامم تقدمت من خلل العقول والايادي القادمة لان القادم الغريب يسعى لان يكون الافضل ويقدم الاروع والاحسن ويحاول ان يستقطب الاخرين من خلال عمله وانتاجه وصدقه كما ان غالبية القادمين هم بلاشك من نوعية العقول المتطورة والخلاقة التي حملت رسالة الحب للاخرين .
اما الدول المتخلفة فتتعامل مع القادم الغريب بنفس قومي متعصب اهوج وبطريقة التوائية غريبة تسبب الالم والجراح للقادمين وتعكس صورة سلبية عن هذا الشعب وتضعه في خانة الشعوب الهمجية اذا جاز التعبير .
ماجرى في قطر من تكريم للاعبين الذين اغلبهم اجانب وبالاخص للاعب العراقي الاصل غسان الراوي واقعا تعكس الاسلوب المتحضر لهذه الدولة كما تعكس طوية ونقاوة القيادة الحاكمة التي وضعت الامور في موازين العقل ونصب الضمير وفي ذات البصيرة .
انا في الواقع لا اهوى كرة القدم كثيرا ولكن اهوى الروح الرياضية واحب اي نصر للعرب والمسلمين دون اي تمييز والاهم هو ان تكون انسانا بمعنى الانسان لا ان تكون قوميا او طائفيا او عنصريا او وصوليا لان النجاح الحقيقي للشعوب هو ان تكون بقدر انصافها للاخرين لا ان تقتل روح الانسان بعنصرية مقيتة حرمها الخالق ونهى عنها رسول البشرية (ص) فتحية لقطر الانسانية وتحية لتميم الانسان.