مقاربة ..!
مهما تقدم الزمن وتغير وجه الحياة ، ومهما لبست الدنيا ثوب الحداثة والتمدن ، واضحى الماء المعلب البارد النقي بديل عن البئر المالح الرديء ، والطائرة للسفر تسابق الريح ، وأصبحت السياحة للكواكب سهلة يسيرة وهكذا ..
تبقى هناك سنن من التاريخ تعيد نفسها ، وعمود فقري لمنظومة عمل تتكرر ، ولو بلون آخر ، وشكل آخر ، مع بقاء المضمون يرشح ذاته ..
والدنيا كما اقتضت أن يرسل لها الله سبحانه وتعالى الأنبياء والرسل قادة يأخذون بأيدي البشرية نحو الحق الذي يحاول الباطل ضربه وتجريده من عناصر العقل والمنطق .
وتلك مهمة كبيرة ليس للأفراد العاديين والسوقة من الناس ، وهية مهمة من كان متصلا بالسماء نبيا كان أو وصي .
وكم وجد المعارض لهم ! كبديهية صراع الحق والباطل ، الباطل الذي تقوده شخوص في كل زمان تتأثر مصالحهم وتعطل لهم مشاريع الكسب الحرام والسحت !
محاولين بعد ذاهب المسدد المؤيد الذي بحكم اتصاله بالسماء ، عبر جبرئيل للقضاء على كل ميراثه وتزويره وتحويره والدس فيه ، وهذا حاصل باسط الأشياء الحقيرة ! فما بالك بنظرية تريد قيادة الأمة إلى حيث العدل الذي يقطع للناكثين الأيدي ..
لذا كما من الضروري الحاجة إلى من يقاتل بعد ثورة النبوة ومبادئها والقيم المرساة كقتال علي عليه السلام على التأويل بعد التنزيل ، فلكل ثورة إصلاح حقيقية ” اعداء ” يحرفون الكلام عن موضعه ويحاولون تسفيه الثمار والنتائج !
وهذا عين ما يحصل مع مبادىء وأسس الثورة الاسلامية بعد التأسيس لها من قبل العارف العالم السيد الإمام الخميني قدس سره ، وهي تقطع الطريق على أصحاب الدكاكين ومن بوجودها تجف لهم الآبار المدرة عليهم مالا وجاه !
على يد الولي الفقيه الذي لازال يقاتل على تأويل من ضاذق ذرعا بها وهي تخترق عقول الشباب والمكلفين لتغير لهم القناعة بأن الدين ليس له إلا القيادة الحركية التي تتحرك بكل اتجاهات الصراع والدفاع المقدس عن قيم الإسلام المنزلة العليا ..
بعد هذا النجاح الملموس وتحقيق معادلة الرعب والقرار السياسي ، الذي معه تنامت القدرات الفكرية والثقافية الضرورية لمثل نظرية ولاية الفقيه لتملأ مكان الفقاهة وميراث الرسالة بما يناسب قوة عناصرها والطاقة حين اكتشافها .