23 ديسمبر، 2024 8:27 ص

ياسادة ياكرام مات ذات يوم مات رجلا اثناء اجراء عملية جراحية للبواسير ومااتفهه من سبب فماثارت الدنيا من اجله ولااهتزت له شوارب الرجال وماتحركت الدبابات وحاصرت المستشفى ولاسمعنا ازيز الرصاص ولاخرج رجل واحد للتفاوض من اجل دفع الديه فماذا جرى لكم ياشعب يامتعلم يااصيل تقيمون الدنيا ولاتقعدونها لقضاء الله ووقدره، هل اهتز ايمانكم بالله؟ ماذا يعني تهددون الأطباء والممرضين والكادر الطبي اذا مات لكم أحد ، بل تطالبون بكل وقاحة بدفع الدية وتلقون بكل اللوم على الطبيب وكأنه هو الذي يقبض الروح.
مات ميت لكم فهل ترجع الديه لكم روحه ، هل تبيعونه وهو ميت، متى نبرأ بربكم مما نحن فيه من تخلف وهوان، في هذا العصر الرقمي مازلنا نمارس طقوسا عفا عنها الزمان وخجل منها ونحن بلاحياء نتوارثها جيل بعد جيل. اليس الطبيب هذا بشر مثلكم فلماذا تحملونه مالاطاقة له به ، لماذا تأخذونه بجريرة غيره، لماذا تجعلون البرئ يدفع ثمن المتهاون والمتقاعس والفاسد والذي لارحمه له، هل جعلتم الديه وسيلة لكسب قوت يومك، هل تطعمون اولادكم بمال حرام، الأطباء يعيشون ظروف قاهرة وأجواء رعب داخل ردهات المستشفيات ، لاقانون يردع المتجاوزين ولاشرطة تدافع عنهم، متى يجلس اعضاء البرلمان الكرام لتشريع قانون يحرم الأعتداء على الكادر الطبي ويجرمه، الأطباء تهرب من البلد، فالواقع الصحي مزري، كل شئ فيه يثير الغثيان، ودعاء كل عراقي اللهم لاتدخلنا مستشفيات العراق فهي ليست دار شفاء بل دار موت.
الدول المتحضرة وونحن لسنا منها أقولها بكل أسف تسخر كل ماتملك من طاقات لتوفير افضل الظروف للعاملين في المجال الصحي وللمرضى ولتطوير البنية التحتية ، مستشفيات جديدة تدخل الخدمة ومرافق جديدة واجهزة جديدة متطورة وووو… وقد اصبح هذا المجال هو مؤشر حقيقي لرفعة الامم ومدى تقدمها وتطورها في مواكبة التطورات التي تفرضها التحديات.
الحملات الأنتخابية للاحزاب في البلاد المتحضرة تعد الناخبين بتحسين الواقع الصحي رغم انه افضل حالا من العراق بألف مرة.
في العراق تدخل المستشفى بمرض وتخرج منه بعشرة فكأنك ياابا زيد داخل لثلاجة الموتى وليس في رحلة علاج وكأن ليس الذي فيك يوجعك فيوجعك المكان والرائحة والهواء الفاسد.
مستشفيات في العراق على الرف بأنتظار الأفتتاح بسبب نقص السيولة أوبسبب خلاف بسيط وقد جاء كورونا ليزيح عن الواقع الصحي حتى ورقة التوت فيكشفه ويفضح بؤسه للعالم.
ربما يكون لطبيب سبب في الوفاة ولكن ليس كل طبيب وكل وفاة ، ربما يكون الطبيب جزء من المشكلة وليس كل المشكلة فلاتجعلوا منه قربانا تشفون فيه جراح روحكم الملثومة. وانتم تأخذون الدية بالأكراه أو التراضي فكروا بأنكم تقبضون ثمن تبخسون فيه حق ميتكم كما انه ثمن لاتستحقونه.
أراهن ان لأاحد منكم قرأ منشوري هذا ولكني اجد عزائي في مثل صيني (بدلا من ان تلعن الظلام أشعل شمعة).