23 ديسمبر، 2024 11:25 ص

يادجلة الخير ياأُم البساتينِ … أني أستغيثُ بكِ فهل تسمعيني ؟

يادجلة الخير ياأُم البساتينِ … أني أستغيثُ بكِ فهل تسمعيني ؟

ذلك الماضي الجميل بِكل لَحظاتهِ بِما رَسمت صورهِ في ذاكرتنا وأختطته أقلام الزمن حيث النقش بكل تأملاتنا بما عشاناها ذلك الماضي الذي تغنى وتغزل به الشعراء وكتب فيه الكتّاب وتغنى به المنشدون أجمل وأحلى الألحان بما جادت به قرائحهم التي أبهرتها مناظر دجلة وهي تماوج بمياهها العذبة وبساتينها الغناء ذات الروائح الزكية المعطرة بقلوب أهلها قبل عطر زهورها  فكان ماضي كله ذكريات مطعمه بمستقبل زاهر وواعد لإن كل حاضر جميل يعطي رؤيا لمستقبل جميل تعيش بين ثناياه بسمات دافئة مطمئنة ذلك ماضي العراق وشعب العراق الذي غفى بين ضفتي دجله وبين خيراتها حتى أصبح العراق مناراً واقداً تلتهج به كل الألسُن بمختلف لغاتها .. حتى أصبح العراق محط رحال لكل طالب علم ولكل من أراد الراحة والاستجمام فبغداد ودجلتها حُلم وأُسطورة تغزل بها الأغراب قبل الأحباب …….!!
لكن ويا أسفاه عليك ايها الزمن التعيس ماذا حلّ بنا وبِأهلنا من فواجع الدهر وأغربتاه وأمظلومتاه … وأهلنا وما حالهم فبعد العيش الهني ولذة الطعام  والشراب وعزة النفس الأبيّة والمسكن الدافيء والعيش المُدلّل أصبحوا بلا مأوى ومسكن يجتمعون فيه فبعد أن سكن الغرباء بلادي وأستوحش أهلها في الصحارى يفترشون الأرض .
فها هي السنين تأخذ من أعمارهم والعذابات تُقطّع أوصالهم فالى متى يطول هذا العناء … أتت غِربان الشر وأستوطنت بلادي وعشعشت بكل الأمكنة وتزاحمت على لُقمة عيشي وجعلت بطني خَمصاء تحنُّ الى القِدِّ .
الغُرباء أتوا  ببركة ممن له القداسة ممكن يُرتجى أن يكون بين  الله وخلقه وسيطا حَلّل لهم الأرض والعِرض والمال وكل شيء فلم يبقى لنا شيئا وكأنما نحن الغُرباء وهم أهلها الأُصلاء حيث جُنّدت كل وسائل الشيطان حيث الفتوى التي لُفظت من أنفاسه فكانت سهام تخرق أكباد أبنائنا حقداً وظلماً فلم ينبري أحد من أن يرفع هذا الظلم والحَيف عن كاهل ابناء وطني اللهم الا اذا أستثنينا شخصاً وطنياً فكأنما  ذلك صوت دجله وهي يُردّد  صداها بِحنين على اهلها  الا وهو المرجع العراقي السيد  الصرخي الحسني فكان صدى صوته يتردد في بيانه الموسوم (( ثورة الحسين …من أجل الأرامل اليتامى والفقراء والنازحين والمهجّرين ..))  وهذا البيان جاء لتنبيه السائرين نحو الإمام الحسين (عليه السلام ) من أن نصرة النازحين والمهجرين هي خير منهج يسلكه من اراد أن ينصر الإمام فأهلنا في محنة وبلاء مما يعانوه من قساوة وظلم وقُبح من الإرهاب والميليشيات التكفيرية فقد جاء كلام المرجع بقوله (( فهل خرجتم من اجل اصلاح حال اخوانكم واهليكم النازحين والمهجّرين وهل خرجتم من اجل اصلاح أحوال اهليكم من الارامل واليتامى الذين فقدوا الآباء والازواج والأبناء على يد الإرهاب التكفيري المليشياوي ))
 
نعم حَنّت ضفاف دجله على أهلها كحنين الأُم على فلذات أكبادها وهي تحتضنهم وتشم أنفاسهم وها هي تستجيب بكل نخوة عراقية وحنين وأنين يخرج مع زفرات الأنفُس فهبّ الأبناء من الأخوة من مقلدي المرجع الصرخي كي يغيثوا أخوتهم ممن غدر بهم الغادر واسكنهم تلك القفار فجادوا بكل ما يمكن أن يكون عوناً لإخوتهم ومواساة لهم في محنتهم … فحي الله دجلة وخيرها وأهلها الكرام

 
وهذا عطاء دجله التي لم ولن تبخل أن تكون ملاذاً في أحنك الظروف أن تلم الشمل وتفيء بِظل خَيراتها على ابنائها الأعزاء